مجاهدون لايجاهدون ومجاهدون لايقاتلون ومجاهدون لم يصلوا الجبهة ومجاهدون لم يخرجوا من المنطقة الخضراء قط ومجاهدون ركضوا الى الطائرات لاهثين خائفين عندما وصلت داعش أطراف بغداد، ومجاهدون لديهم خط الصد جسر المعلق او الجمهورية، ومجاهدون لم تمس وجوهم سمار الموت الأعمى الذي يقتطف الشباب، ومجاهدون لايجيدون الا التقاط الصور وسرقة جهود الأبطال في جبهات العز والانتصار.
مجاهدون أشغلتهم البورصات والعقارات والبحث عن مصادر تكريش الجيوب واشتعل رأسهم حبا بالمال وما لذ وطاب، مجاهدون لم يعرفوا للزهد معنى ولاتدمع اعينهم على الشهداء لذين يحجون كل يوم الى مقبرة النجف.
مجاهدون يلهثون وراء السفارات من سفارة الى اخرى ، مجاهدون لاتستقر حقائبهم في منزل وتنتقل من مطار الى اخر، مجاهدون يعشقون عواصم الإقليم اكثر من بغداد التي لاتتجاوز عندهم عاصمة لجني المال والعقار.
مجاهدون لايعرفون احياء الصفيح ولا التنك ولا ام أرانب ولا ام الغزلان سوى انها مصنع للرجال لم يمسهم الجوع ولا الفقر ولا الحر يوما كل همهم كيف تترنح جيوبهم وكيف ترقص الدولارات في حساباتهم المصرفية.
مجاهدون يظنون انهم مجاهدون وماهم بمجاهدين من شيء ابعد الله عن قلوبهم حب الوطن من قعره الى قلبه.
يقال ان الجهاد الحقيقي هو جهاد النفس، لكن هولاء المجاهدين يحبون الدنيا حيّا جما.
مجاهدون يزعلون ويتضجورون اذا لم تسبق اسمائهم بالمجاهد فلان الفلاني، تتجول سياراتهم وحماياتهم وأسلحتهم في بغداد، هؤلاء المجاهدون الذين يظنون كل الظن ان المعارك مع العدو تجارة وليست جهاد.
هولاء وان كان عديدهم شحيح جدا لكنهم يتكاثرون يوما بعد اخر ويسرقون الاضواء من المجاهدين الفعليين في المعركة الذين تحرق جباههم شمس الجهاد الذين ليس لديهم فضائيون ولا بودرات رواتب وهمية الذين ينتظرون واحدة من اثنين اما الانتصار او الشهادة.
المجاهدون الحقيقيون هم الذين لايفكرون بمال الدنيا الذين لبوا نداء الجهاد الحقيقي الذين الذين قدموا اولادهم واخوانهم أمامهم في ساحات الجهاد والشرف وساحات القتال ضد عصابات داعش الإرهابية.
المجاهدون الحقيقيون لايخافون ان وقعوا الموت عليهم او وقعوا على الموت، الذين يقترضون اجرة الالتحاق الذي يضع في جيبه يده اليمنى سلاح الشرف وفِي يده اليسرى صورة حبيبته او اطفاله او أمه وهو يلتحف الرمال وحرارتها فراشاً.
هناك فرق بين هذا الجهاد وذاك الجهاد وبين هذا المجاهد وذاك المجاهد … أليس كذلك؟