عمل دؤوب واجتماعات وتنسيقيات تجري على مستوى عال في أربيل وعمّان واسطنبول , خصصت لها أموالا طائلة وفضائيات وإعلام ممنهج وكتّاب وكاتبات , لبث الأكاذيب وتضليل الرأي العام العراقي , وكل هذه الإمكانات تحت إشراف الإجندات الإقليمية المعادية للمشروع الوطني العراقي الذي يتبناه رئيس الوزراء نوري المالكي , وكما رفع نوري المالكي شعار حكومة الأغلبية السياسية , رفع خصومه شعار (( يا أعداء نوري المالكي اتحدّوا )) , فالعمل جار الآن على كافة الأصعدة من أجل تجميع كل أعداء نوري المالكي في تكتل سياسي الهدف منه إيقاف المشروع الوطني المتمّثل بإقامة حكومة الأغلبية السياسية واستكمال بناء المؤسسات الدستورية وتشريع القوانين المهمة المعطّلة كقانون النفط وقانون الأحزاب السياسية وقانون المحكمة الاتحادية وقانون مجلس الاتحاد وغيرها من القوانين المهمة التي لها علاقة مباشرة في استكمال بناء المؤسسات الدستورية , وحتى يكون المواطن العراقي على اطلاع تام بحقائق الأمور وطبيعة ما يخطط له خصوم نوري المالكي , فلا بدّ من تسليط الضوء والتعرف على هؤلاء الخصوم كل على حدة ومعرفة الهدف الذي يسعى له كل واحد منهم .
الخصم الأول / مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان , فمسعود ربّما هو أكثر الخصوم عداءا لنوري المالكي وعودته لرئاسة الحكومة القادمة , فهو يرى في المالكي العدو الأول له ولطموحاته في تحقيق حلمه القومي في إنشاء الوطن الكردي في شمال العراق , ويرى أيضا في وقوف المالكي وتصديه بقوة لمساعيه في السيطرة على انتاج وتصدير نفط إقليم كردستان , تصدّيا لمشروعه في الانفصال والاستقلال عن العراق , كما وأنّه يرى في استمرار نوري المالكي على هرم السلطة في العراق حاجزا جدّيا أمام مساعيه في ضم كركوك وخانقين وسهل نينوى إلى خارطة إقليم كردستان المنفصل , فلهذه الأسباب وغيرها يعمل مسعود بكل إمكاناته من أجل عدم عودة نوري المالكي للسلطة مجددا .
الخصم الثاني / أسامة النجيفي رئيس البرلمان المنتهية ولايته , وأسامة أشهر من نار على علم , ومن لا يعرف اسامة النجيفي فليرجع لقراءة مصادر التاريخ ومعرفة جذوره العائلية المعادية للوطن العراقي , وموقف جده محمد النجيفي رجل الدولة العثمانية في الموصل والذي عمل بكل ما في وسعه من أجل ضم ولاية الموصل عام 1924 إلى تركيا , فالحفيد أسامة وأخيه يعملان بكل إمكاناتهم من أجل تحقيق حلم جدّهم محمد النجيفي في ضم الموصل إلى تركيا , وهذا الرجل طائفي بامتياز , والشعب العراقي يعرف تماما الدور الذي القذر الذي لعبه اسامة النجيفي في تعطيل عمل البرلمان في القيام بواجباته الدستورية في تشريع القوانين والرقابة على أداء عمل الحكومة , خلال ترؤسه للدورة الحالية المنتهية , وعودة نوري المالكي لرئاسة الحكومة تعني بالنسبة له نهاية تحقيق حلمه وحلم جده محمد النجيفي ونهاية مشروعه الطائفي في تقسيم العراق .
الخصم الثالث / أياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق , وهذا الرجل وباعتراف كل من عمل معه بأنّه رجل السعودية ومشروعها الطائفي في العراق والعملية السياسية الجارية فيه , وهو سياسي غبي لا يصلح أن يكون مديرا لمدرسة أبتدائية في قرية نائية , دخل العملية السياسية معتمدا على تاريخه البعثي في استقطاب أعوان وأنصار النظام السابق , وقد نجح إلى حد كبير في استقطاب معظمهم من خلال دغدغة عواطفهم وتجميعهم في كيان سياسي , استطاع أن يخترق العملية السياسية به ويكون حصان طروادة في داخل العملية السياسية , فهو الآخر يرى في نوري المالكي العدو الأول له في إعادة البعث من جديد إلى السلطة , وهو أيضا من الساعين بقوة لعدم توّلي نوري المالكي لرئاسة الحكومة القادمة , في الجزء الثاني من هذا المقال , سنلقي الضوء على باقي خصوم المالكي وسنتطرق إلى موقفي عمار الحكيم ومقتدى الصدر من نوري المالكي وسبب خصومتهم له وانضمامهم بصف أعدائه وأعداء المشروع الوطني العراقي .