18 ديسمبر، 2024 6:53 م

من هم المنافقون،،اليوم

من هم المنافقون،،اليوم

يعتقد بعض الاخوة ان المنافقين هم الذين ظهروا في (فلم الرسالة) عبد الله بن سلول واصدقائه فقط ، وانتهى عصر المنافقين ، وصاروا يسمون الرجل الذي يتكلم عند هذا او ذاك بالتزلف او بالطعن في الغيب هو (المنافق) ، لا للاسف ،،فالحقيقة انك قد تكون واحدا من المنافقين الاوائل دون وعي ولاتدري –او بالاصح تدري- ولكنك لاتريد ان تواجه الحقيقة لانها مرة وان الهوى يعمي صاحبه (عافانا وعافاكم الله) ، واليك معيار المنافقين بتعريف رب السماوات والارض (ان كنت ممن يؤمنون به) ، قال : “بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا () الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا” .
هذا هو تعريفهم الصريح ، وكما تلاحظ والعياذ بالله فان هذا ينطبق اليوم على الكثير من المسلمين من حولنا ومن اصدقائنا وجيراننا وعلينا في أحيان، بينما في زمن النبي كانوا افرادا معدودين حتى ان الله تعالى قال له عليه الصلاة والسلام :”لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ”
يظن البعض من هؤلاء عندما يسمعون مثل هذا او يقرأونه ان الكلام لايشملهم ، “تلك أمانيهم” ف “يخدعون انفسهم” بالقول اننا لا نوالي وانما فقط “نتعامل معهم” او “ندافع عن اعجابنا بدنياهم” وان الولاية يجب ان تكون في الدين والعقيدة ، صحيح من جانب ولذلك قال الله : “وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى”.
انت لم تتبع ملتهم ، امر جيد الى الان بفضل الله عليك ، فاذا رضوا عنك فحتما انت اتبعت ملتهم بطريقة ما فاحذر من ذلك ، اما ان تعجب بهم وتحبهم فلا اعلم حكمها ولكني رأيت الله يقرع المسلمين على (مجرد الحب هذا) فقال :
“هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ “،،ونهانا عن المودة التي انت تحتج بها فقال :
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ” وأمرنا ان نتخذ من خليل الله اسوة في تصرفه معهم : “قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ” ، (عداوة وبغضاء).
فاذا جمعتَ النصوص الى بعضها رايت ان المودة هي بعض الموالاة وان الموالاة تودي بك ان تكون منهم دون ان تدري : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”
لذلك امرنا الاّ نتّخذ منهم بطانة ولا مستشارين و لامشورة : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ”
والمصيبة انك منهي ان تتخذ من ابيك وجدك (أولياء) اذا استحبوا الكفر على الايمان ، فكيف بمن هو غريب عنك وهو راكس في الكفر معادٍ للايمان ،،: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”
فلا تحتج لأحد بانك لم تتبع ملتهم وانما معجب بهم وبمن يتعامل معهم وبعاداتهم واخلاقهم و،،و،،و ، لانك في طريق النفاق حتما إن خالط ذلك شيئا من ولائك او عقيدتك ، او كان على حساب ولائك لإخوانك المؤمنين فاسمع لقوله تعالى ، “الخطير” : “لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم”.
فانت ممنوع من اظهار او ابطان المودة الى ابيك واخيك ان كانوا ممن يحادون الله ورسوله ، فكيف بالأبعدين !.
و أحد الموجبات هو انهم يتخذون دينك هزوا “بل ارهابا” وانت فرحٌ كثيرا بمودّتك لهم : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءََ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”
والنبي كان يحزن كثيرا لأمثال هؤلاء ونحن والله نحزن ونعوذ بالله ان نكون منهم :” يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ”
بعضٌ من اخواننا يواظبون على المساجد “التي أغلقت” ويهتمون ببعض شعائر الدين ، ولكن لايتورّعون عن مجالستهم والاستماع اليهم وهم يستهزئون بدين الله أو يتهمونه بالارهاب أو غيره ، ويبررون لهم ذلك انه من حرية التعبير ويحتفظون بمودة لهم وصداقة واتّباع في امور كثيرة يصل بعضها الى معاداة مسلم اخر من بني امّتهم لصالح غيره ، لمجرد ان له رايا لايماشي رأيه وهواه ! ، بينما قال الله “إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا”.
وقال لك احسم امرك ولاتكن من اولئك الذين صفتهم انهم ” مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا “. وأبشّرك ان مازال لديك فرصة أن تصلح ذلك فسارع واحسم أمرك : ” إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ”
وكلّ ماتقدم لاعلاقة له لا بالسيارات ولا التلفونات ولا خلاّطات العصير الاجنبية ولا السفر والطيارات ولا بالشتيمة ، فلا تخلط لي الامور وتاتي لتشتت نفسك ومن يسمعك وتقول لي : انتم تستخدمون صناعتهم وتشتمونهم ، أو “كن مثلهم ثم تكلم عنهم” او تقول انتم تريدون زرع العداوة وما الى ذلك من حبائل الشيطان ، عش بسلام وسالم من سالمك وبع واشتر ، وسافر واحترم الجميع وافرض احترامك ايضا وأعف واصفح :” وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير”.
ولكن تلك (حدود الله) واوامر الله وتوصيفات الله واضحة بيّنة ، ولاتخلطها ايضا مع موالاة المسلمين من غير العرب فهؤلاء موالاتهم واجبة وشرف ولاعيب فيها ، ان كانوا ممّن اخلص الايمان بما ظهر منه ، والله ولي السرائر.
اما اذا غرّك الذين يفعلون ذلك امامك واعجبك منهم نجاحهم بموالاة غير المؤمنين ، فهذا مالاخير فيه ولا دوام عز ان لم يكن كما امر الله واراد .
” لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَاد () مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ “