سقوط الموصل المؤامرة مستمرة .
لو لم تكن الموصل لكانت المشاعر مختلفة جدا ولكان الحزن ليس على اشده ولكن لأنها الموصل فأمرها يجعلك في حال لا تحسد عليه ,,
ليست ككل المدن بعراقتها وطبيعتها ونفوسها وموقعها مدينة ولود للعلم والعلماء والثقافة ام لحضارة عريقة موقع متميز بمثابة الكبد للجسد ينظر لها العراقيين بانها الجذوة المتقدة والتي لا ينطفا نبراسها هذه هي الموصل ..
ماذا حدث بالأمس لهذه المدينة البعض قال انها كبوة والبعض قال انها كارثة وبعضهم عد الامر بأنه انهيار للعراق وانا لأني متفائل جدا بعودة الموصل الى الحاضرة العراقية اقول وبمثل اهل العراق (ازمة وتعدي ).
لماذا بهذه السرعة هل هي مؤامرة محبوكة ومخطط لها منذ زمن بعيد ام هي خيانة وليدة حدث ام هي رغبة للخروج من قمقم سأمه اهل الموصل فقرروا الخروج منه بهذه الطريقة ؟؟؟؟
داعش هؤلاء المرتزقة اللذين قدموا الى الموصل بعجلاتهم الرباعية الدفع وبعدد لايتجاوز المئة سيارة ومن جهة الغرب قطعوا طريق بريا يتجاوز طوله (270)كيلو متر وفي وضح النهار .. توجد في هذه المدينة مقر لقيادة عمليات عسكرية اي الوية وافواج ومجهزة بأسلحة حديثة نوعما منتسبي هذه القوات خليط من الاكراد والعرب السنة والعرب الشيعة ولكن بنسب متفاوتة الاحصائيات تقول ان نسبة المنتسبين من هذه القوة هي 60%من العرب السنة و20% من الاكراد و20%من الشيعة القادة من كل هذه المكونات لكن على الراس هم من بغداد ويأتي بعد ذالك رتبا من الاكراد والسنة ..
اولا لابد من الاشارة الى تعامل الجيش مع المواطنين هل هناك علاقة مودة وترحيب من قبل المواطن بالجيش في الموصل ؟
الجواب لا .. تعامل الجيش مع الناس وجميع الناس بأنهم ارهابيين او حواضن للإرهابيين او على الاقل متعاطفين معهم وهذا ولد شعور بالكراهية بين الطرفين الحكومة المحلية هي الاخرى كانت ولحد اخر لحظة تنادي بطرد الجيش من الموصل وتنعته بالطائفي تارة انه شيعي وتارة انه كردي واخرى لا يحترم حقوق الناس وبالتالي في اكثر من مناسبة خرج السيد المحافظ وهو يلعن ويسب الجيش وقادة الجيش ومنتسبيه ويدعوه للخروج وقوات الداخلية المتمثلة بالشرطة وحماية المنشآت والاستخبارات والامن الوطني هي قادرة على حماية اهل الموصل واهل الموصل وهؤلاء هم من اهل الموصل
حصرا ويقارب عددهم بأكثر من 40 الف منتسب كما يقول السيد المحافظ ..
جاءت داعش بعجلاتها ووصلت الى اسوار الموصل وهرب وتخاذل الجيش لأنه غير مهيأ للقتال ويحمل الكراهية لأهل الموصل لماذا لم تمنعه الشرطة وتحافظ على اهدافها وتقاوم لتمسك الارض ارض مدينتهم هم ايضا سلموا السلاح وذهبوا الى بيوتهم … الهدف الموصل المدينة الرئيسية لماذا سقطت المدن الاخرى المتمثلة بالاقضية والنواحي ولم تصلها قوات داعش بعد ولم تكن هدفا لها ابدا وليس بحساباتها الدخول لتلك الاقضية والنواحي وتشتيت قوتها ؟؟ ..طيب هناك اهداف استراتيجية في الموصل واهم تلك الاهداف المطاران العسكري والمدني المصارف مبنى المحافظة والمجلس
القنصليات في المدينة ولدول خارجية لماذا تهاوت كلها وفي وقت واحد ..
الحقيقة اكثر الامور حيرة هو خروج ثلاث عجلات من عجلات داعش وتوجهت مباشرة للمطار العسكري لتجد فيه ست طائرات مروحية ومن لحظتها يمتطي تلك الطائرات ستة من الطيارين الداعشين المحترفين ويحلقون في سماء الموصل وراياتهم ترفرف على مرأى ومسمع الملايين من اهل الموصل من ادلهم على تلك الطائرات ومن هيأ الطيارين في هذه المرحلة بالذات اليس الامر مخطط له ؟؟؟ قبل يومين من الكارثة ارسلت القيادة في بغداد قادة لمعالجة الامر في الموصل وكشف بواطن الخلل وتحرير المدينة من الارهابيين اللذين ينشرون الموت ويفرضون الاتاوات على اصحاب المصالح وصرح احد
هؤلاء القادة ان الامر لا يتعدى السويعات للقضاء على هؤلاء ولكن في اليوم الثالث من تصريحه وجدت بدلته العسكرية على قارعة الطريق وشوهد مرتديا ملابس مدنية وبمعية الغراوي وقائد القوات البرية غيدان القائد لتلك القوات وبصحبتهم شخص واحد فقط هو السائق وبدون حماية وبسيارة مدنية وهم يدخلون الاقليم .
نسمع ونقرأ من التاريخ ان الجيوش تخسر المعارك وتنكسر لكن لم نسمع بجيش ترك سلاحه دون قتال وقبل ان يقاتل عدوا له تركت الاسلحة على ارض المعسكرات المحصنة والبعيدة عن المدينة وبعد ساعات دخلت عجلات داعش ..وعندها هرب رجال الداخلية هل يعقل ان هناك خوفا لهذه الدرجة يجعل من الجندي والشرطي لا يحمي حتى سلاحه ؟..امر غريب ومحير …
هل يعلم اهل الموصل بقدوم الدواعش وبساعة وصولهم ؟
كفاتحين ومن اوسع الابواب ؟؟
الجواب نعم ..والدليل تسربت وثيقة من رئيس اللجنة الامنية للمحافظة وهو السيد النجيفي يطلب من الموظفين والمقاتلين عدم التعرض للمجاهدين كما يدعوهم .. اين نجد الصندوق الاسود لهذه الانكسارة المدوية لمدينة الموصل .. مما يبدو وبعد ان كثرت التحليلات ان هناك امر مهم لابد من الاشارة له هو ان القادة ومنهم ممكن ان نأخذ لب الانكسار وسببه ..ان هؤلاء مهيئين للرحيل وهدم معنويات جنودهم والدليل ان الجميع وفي غضون مسافة الطريق ظهروا في الاعلام الكردي وهم لا يعلمون كيف يبررون ..هل هي الدولارات ؟؟ اعلب الضن نعم سلمت وبالملايين لكسر هيبة الدولة
المتمثلة بالحكومة ..اضف الى كل ذالك ان الانتخابات الاخيرة ونتائجها لها السبب الاكبر بعد ان فاز المالكي بهذه النسبة من الاصوات ,,اضف الى كل ذالك ان التدخل السافر للداير لمدينة الموصل هو ايضا له اليد الطولى فتركيا والاقليم والسعودية وقطر والجماعات البعثية ايضا وشاهدنا ذالك بعد ما رفعت صور عزة الدوري وبأنه رئيس لجمهورية العراق القادم ..ثم لو قارنا ما حدث في الموصل وما حدث في سامراء الامر مختلف جدا الجيش لم ينكسر والهدف المرجو من داعش لم يصله احد وفي غضون ساعات اندحرت قوات داعش وسامراء وتكريت ايضا قريبة من الموصل والمدن الاخرى لكن
في الموصل الامر جدا مختلف كل التحليلات لهذا الحدث ممكن الاخذ بها لكن الصحيح يبقى في صدور من فعل ..ولعل المخابرات الامريكية والايرانية والتركية والكردية لعبت الدور الاكبر في هذا الحدث ..خسرت المدينة العريقة هيبتها اولا والجيش ثانية وحدث لايمكن المرور عليها مرور الكرام وهو اكثر مايشبه سقوط بغداد في العام 656 ه …