24 ديسمبر، 2024 3:41 م

من هم ( اطراف ) النزاع في حرب ( الانبار ) ؟

من هم ( اطراف ) النزاع في حرب ( الانبار ) ؟

لا أحد من ( أهل الأنبار ) وتحديداً في مدينتيّ الرمادي والفلوجة يعلم ما الذي يجري في مدينته .. هل هي حربٌ بين الدولة وأهل الأنبار .. أم صراعٌ بين العشائر والحكومة .. أم حربٌ بدأت ولا يمكن لأحدٍ أن يوقفها أم حرب بين أخ وأخيه .. ولأنني أعيش وسط أهلي في مدينة الرمادي وكنتُ قريباً جداً من الأحداث ساعةً بساعة أيقظتني الحيرة من وهمٍ كبير فيما يسمى الحدود الآمنة داخل الوطن .. فالقوات ( الأمنية والشرطة ) إستسلمت بلا قتال خلال دقائق !
 مع من وضد من لا أحد يعلم .. قوات الجيش تدخل إلى مدينتيّ الرمادي والفلوجة وبقية المدن الاخرى في ( الانبار ) معززة بالطائرات والمدفعية الثقيلة والدبابات بحججٍ مضحكة .. عشرات المناطق المنكوبة في المحافظة ومئات الشهداء وآلاف الجرحى والمهجرين لا أحد يُكلف نفسه مما يسمى بالقادة السياسيين والعشائريين والدينيين عن السؤال إلا عن نفسه ومنطقته التي يسكن فيها .. وجوه وشخصيات كانت قبل أيام تهتف ضد الحكومة أصبحت بين ليلةٍ وضحاها تحمل السلاح دفاعاً عنها .. قادةٌ سياسيون إعتلوا منصات الإعتصام بدأوا مرحلةً جديد في حربهم وهي إعلان الحرب من فنادق عمان وبيروت ودبي وتركيا .. ماذا يجري حقاً وأهل الأنبار تحت وطأة القصف والمنع والتهجير والدمار المبيت ضد بنيتها التحتية والقضاء على مستقبل أبنائها .. الدوام في الجامعات والمدارس تأجل .. الموظفون لم يستلموا رواتبهم بسبب خلو المصارف من الأموال .. المشافي والمراكز الصحية تحولت إلى صالات للطوارئ فقط .. مع هذا يستغل الكثير من خونة الوطن هذا الأمر كي يحصدوا أصواتاً لهم في كل يوم نقترب فيه من الإنتخابات .. مساعدات مضحكة توزع على عوائل كبيرة لا تكفيهم لوجبةٍ واحدة .. تنديدات كاذبة وإحتجاجات في الخفاء وعجلة الحرب تحصد برقاب الأنباريين كل دقيقة .. لا وقود .. لا نوم .. لا راحة .. لا دوام .. لا أمن ولا أمان وماذا بعد ؟
هل ستتمكن الدولة من القضاء على المسلحين في الأنبار ؟
 أقول نعم لكن بعد أن تتحول الأنبار إلى مقبرةٍ كبيرة لانَّ الّذين خططوا لهذه الحرب لم يخططوا لها جيداً ولم يضعوا في حسبانهم أنها ستكون داخل المدن وفي خارطة الوطن الواحد والمتضرر الأول والأخير منها هم المدنيون العزَّل .. أما كان من الأفضل النظر إلى الأمر من جانبٍ آخر بدل توريط الجيش في حربٍ بين الأخ وأخيه .. الكلُّ يتاجر بدمنا ومصيرنا ومستقبل الأنبار لكنه لا يعلم أنَّ خراب الأنبار ودمارها يعني خراباً أبدياً للعراق ونهجاً مبرمجاً لتقسيمه وتقطيع أوصاله .. والعراقيون هم أصحاب القرار في أن تضع هذه الحرب أوزارها ..