6 أبريل، 2024 9:16 م
Search
Close this search box.

من هم أعوان الظَلَمَة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

قرأنا في كتب الأخلاق :
ان رجلاً قال لابن المبارك :
{ انا اخيط ثياب السلاطين فهل تخاف أن اكون من اعوان الظلمة }؟
فقال : لا
إنّ اعوان الظلمة من يبيع لك الخيط والإبرة …،أما أنتَ فمن الظَلَمَةِ أنفسهم ..!!}
فاذا كانت خياطة الثياب للظالمين، تُدخل الخيّاط في زمرتهم، فكيف بمن يُجنّد نفسه وطاقاته كلها لتنفيذ أوامرهم ؟!!
-وكثير منها مصطبغ بلون قاتم من التعسف والعدوانية-
 ويبدو أننا دخلنا في مرحلة اختلاط الحابل بالنابل ، وعدم المبالاة بتداخل الحقّ مع الباطل، حتى أننا قد لانجد من يلجأ الى مِثْل (ابن المبارك) ليسأله عن مفردات عمله، ومدى مشروعيتها وحليتها !!
هناك من يُردّد :
(ان الحلاّل ما حلَّ بالكف)
وبمقتضى ذلك، فان كل ألوان السرقة ، والابتزاز ،والتحايل، والغش، والتلاعب ،-وقد بَلَغَتْ في مرحلتنا الراهنة ارقاماً قياسية-، لن تكون حائلاً امام اقتناص الأقوال وتجميعها ، بعيداً عن حسابات المشروعية …
والمهم ان تستحوذ على المال، وبأية طريقة كانت، وليس المهم ان يكون الكسب مشروعاً طبقاً للموازين العادلة ..!!
ان من أبشع النتائج التي تُفْرزُها انظمة الحكم الظالمة، انها تُشيع ثقافة العدوان على الآخرين، والاستهتار بالحقوق والكرامات ..
ان الاعتداءات اليومية المتكررة من جانب السلطة على الناس، تكسر الحواجز والممنوعات عندهم، فلا يبالون عندها بشيء من الضوابط والخطوط الحمراء ..!!
ان المسخ الأخلاقي هو أخطر إفرازات الحكم الدكتاتوري الغاشم، الذي رزح العراق تحت وطأته في الفترة مابين (1968-2003)
والمشكلة الآن :
ان الشباب ، -وهم أكبر الشرائح في المجتمع العراقي- أصبحت عملياً مصابة بالكثير من تلك الجراثيم ..!!
وإلاّ فما معنى الإجهاز على مدرب نادي كربلاء المرحوم (محمد عباس) بالضرب على رأسه دون هوادة، ودون ذنب أو جرم ، حتى إدخاله مرحلة الموت السريري، ثم الموت الزؤام الكامل ؟!
ان الذين مارسوا عملية الاعتداء الغادر على المواطن العراقي الشريف المرحوم (محمد عباس)، هم نتاج تلك الحقبة القمعية الدموية .
والسؤال الآن :
هل نال اولئك العتاة جزاءهم العادل ؟
هل حوكموا وصدرت بحقهم الأحكام القضائية التي يستحقونها ؟
والجواب :
لم نسمع حتى الآن، بصدور اي حكم قضائي في هذا الموضوع، وانما قرأنا أن القضية تم تأجيل البّت فيها قضائياً وان هناك مساع تُبذل من أجل ان يفلت المجرمون ..!!
ان “المعتدي” و”الراضي بعدوانه” شركاء في الجريمة ..!!
وللأسف فقد تم إسدال الستار على القضية وتم نسيانها، خصوصاً بعد ان توالت عمليات التفجير، وتصاعدت وتائرها المفزعة، في العديد من المدن والمحافظات العراقية، لاسيما في العاصم بغداد حتى بلغت الحصيلة في نصف ساعة فقط مائتي شهيد وجريح ..!!
ومَنْ منّا يستطيع ان ينكر كل ما شَهَدَهُ من دفاع مستميت، قامت به كتل سياسية عراقية، عمن تورط من أعضائها في جرائم كبرى، ابتداءً بالفساد المالي وانتهاءً بخرق الضوابط والقيم ..!!
اننا بين (ظالم) يستمرئ الظلم والعدوان، وبين (أعوانٍ) له يدافعون عنه بضراوة ،وكأنه البرئ الذي لم يرتكب أية جناية وبين (ساكتٍ) عن الظالم وأعوانه وكأنّ مايجري في البلاد من اختراقات وتجاوزات وانتهاكات للقيم والحرمات لاشأن له به ، ولايخصه على الاطلاق؟!!
ان حادثا واحداً من مجموع الأحداث المرّة التي يشهدها العراق يومياً كفيل بالاطاحة بالوزير المسؤول، او الوزارة بكاملها، في البلدان المتحضره من دول العالم .
وان رؤساء الدول والحكومات المتحضرة غالباً ما يقطعون زياراتهم في الخارج ويعودون الى البلاد فوراً متى ما شهدت البلاد حدثاً مفزعاً، بينما نرى حركة المسؤولين العراقيين في السفر الى الخارج لاتنقطع رغم ازدياد جرائم الارهابيين والمجازر الرهيبة التي يشهدها الوطن …!!!
وحتى الآن :
لم نسمع من مسؤول واحد كلمة اعتراف صريح بمسؤوليته عما يقع من أحداث رهيبة تطحن العباد والبلاد ..
فهل هم معصومون من الخطأ والخطايا ؟
أم أنهم يستهينون بالوطن والمواطنين ، ومنتشون بما في أيديهم من السلطة غير عابئين بالامة والشعب وجراحه ؟!!
ماذا سيكون جوابهم يوم ينادي المنادي :
{وقفوهم انهم مسؤولون}
وماذا سيكون جوابهم اذا انطلق المارد من القمم وانفجر بركان الغضب الشعبي، بعد ان بلغ السيل الزبى ؟

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب