17 أبريل، 2024 8:14 م
Search
Close this search box.

من هل مال .. حمل اجمال

Facebook
Twitter
LinkedIn

اموال العراق النفطية والطبيعية يمكن ان تعيش بها عشر دول عيشة ارستقراطية مثل جزر القمر ومالي ، ودول بحجم الكويت والامارات وقطر والبحرين ، بحسب الاقتصاديين واصحاب الاختصاص . اذن العراق عائم في بحر من الثروات ولو استخدمت بصورة عادلة لصار العراق يضرب به المثل وتحسده الشعوب على هذه النعمة ، واصبح هو الذي يقرض الدول المحتاجة لا هو الذي يقترض من صندوق النقد الدولي ملايين الدولارات مقابل فوائد تكسر الظهر . ومع ذلك فان الشعب العراقي يعيش الكفاف والعيش الذليل والفقر المدقع ، وهناك بعض الاسر – وللأسف الشديد – خرجت عن جادة الصواب بسبب العوز والحرمان وذلك ناتج عن عدم تطبيق العدالة والمساواة ، وكذلك عدم اعطاء الشعب حقه ، وانا اوعز ذلك لجهل وسذاجة الشعب . فمثلاً ان هناك مواطناً يتقاضى راتباً قدره مائتين الف دينار وهي لا تكاد ان تسد رمق اسرته ، بينما هنالك برلمانياً يقبض اربعين مليون دينار عدا المخصصات الاخرى ، كل هذا والافندي قد يحضر في كل شهر من سبعة الى ثمان جلسات على اكثر تقدير ، ولو حسبنا وقدرنا المعايير التي وصل اليها هذا البرلماني لضحكت علينا البلدان والشعوب لطرافتها ، فالجميع وصل عن طريق كتلته ، ( لا ابكد اذراعه ) والله لقد قرانا التاريخ القديم والحديث ، وشاهدنا قصصاً وتقارير وروايات وحكايات ، فلم نر ونشاهد شعباً ساذجاً مثلنا بحيث تنطلي علينا كل الامور والقضايا ، وحتى كذب السياسي ، وكذلك لم نر ونشاهد سياسياً مستبداً ظالماً كالساسة الذين حكموا العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الى يومنا هذا ، ماعدا شخصاً واحداً كان فلتة زمانه حكم العراق فترة قياسياً ففرطنا به .
    اموال تخصص للشعب العراقي ، هي من عائدات النفط ويصوت عليها البرلمان ، يأتي شخصاً بمفرده يعترض على ذلك ، لأنه برأيه ان الشعب لا يستحق ذلك ، فيقدم اعتراضه وشكواه للمحكمة الاتحادية ، فما كان من الاخرى الا الموافقة ، فيحرم الشعب من تلك الاموال والتي غيره ( حمل بها جمال ) لا جملاً واحداً بعينه ، ثم يدعي ذلك الشخص انه ابن هذا الشعب وانه مخلص له .
    نعم اموال العراق قد حملوا بها جمال وصودرت الى خارج العراق ، ليبنى بها السياسي هذا والمسؤول ذلك عقارات وقصور واملاك ، وقبل مجيئه الى الكرسي كان يستأجر سيارة تاكسي الى مقر عمله فيجادل صاحب السيارة على الاجرة ، لعله يخفض له من الاجرة دينار او ديناران .
    اعتقد ان مشكلة العراق هي بسبب وجود هذه الاموال ، فلو كان العراق بلداً فقيراً كالأردن مثلاً لما وجد هذا الفساد والاهدار بالأموال العامة وانبثاق هذه الاحزاب ووجود ساسة مفسدين حرقوا الاخضر واليابس . فالأردن يعيش على المساعدات مئات السنين ، ولا يوجد لديه ثروة كثروة العراق ، ومع ذلك فهو يعيش افضل من العراق بعشرات المرات . واقترح ان يكون راتب البرلماني وعضو مجلس المحافظة راتب رمزي ( حتى ابو … يبين بالعبرة) .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب