ـ بالتأكيد أنك سياسي.. واحترفت السياسة وسيلةً.. وغايةً.
ـ وبالتأكيد سألتً نفسكً منذ كنتً فتياً.. لماذا تريد أن تكون سياسياً؟.
ـ الآن أنتم تختلفون عن أوضاع الأربعينيات والخمسينيات.. وحتى بداية الألفية الثالثة.. إذن حدد أهدافكً.. ومشروعاتكً.. بشفافية عالية.
ـ على أن توازن بين متطلبات العمل السياسي.. ومطالب جماهيركً.. تلك المطالب التي تبدأ ولا تنتهي.
ـ ادرس نواحي طاقتكً.. على تحقيق هذه الأهداف والمشروعات.
ـ واجباتكً.. تفوق حقوقكً كمواطن.. فهل فكرتً في هذه الواجبات؟.
ـ أنتً مسؤول نحو حزبكً.. ونحو وطنكً.. ونحو نفسكً.. وإن تقل إنني مستقل.. أقول لك انك مرشح من قبل كتلة وافقت على شروطها.. مثلما هي وافقت على شروطك.
ـ أنت مسؤول لرفع مستوى بلدكً.. ومعالجة قضاياه بقدرات استثنائية؟. وتحقيق مصالحه.. وليس مصالحك أبداً.
ـ العمل السياسي.. خاضع لقدرة الإنسان على ممارسته بكفاءة.
ـ فهل درست طاقتك.. وقدراتكً ؟ لتضمن نجاحكً ؟؟!!
ـ لا يكفي أن يقول الناس عنك.. انكً سياسي.
ـ بل عليكً أن تضمن جوابكً للناس أن تساءلوا: ماذا يشغلك كسياسي؟.
ـ ما هي آمالكً ؟ أين جهودكً ؟ أين رأيكً وصوتكً ؟ أين وسائلكً؟.
ـ لخدمة وطنكً وشعبكً.. أين منهاجكً ؟!
ـ لا نجاح لك كسياسي.. إن لم تكن طموحاً.
ـ أقول الطموح.. ولا أقول الأنانية.. وأنادي بالتحفز وتبنى الآمال الواسعة.
ـ والتطلع الى المستقبل بعزم وثقة واطمئنان.. لا يكفي أن تقضي عمركً.
ـ عضواً في حزب أو وزيرً.. أو رئيس وزراء..لماذا لا تكون أنت زعيم الحزب؟
ـ شرط أن تكون ناجحاً في قيادة الدولة.. وتحقق منهاجكً وآمال شعبك.
ـ يجب أن لا يغريكً آو يعزيكً وضع بلدكً على ما هو عليه.
ـ بل يجب أن يكون لديكً الطموح.. لتعمل على توسيع رفعة بلدكً.
ـ على زيادة موارده.. ورفع مستواه.. وقبوله المكان الأسمى بين دول العالم.
ـ فالطموح عامل أساسي في حياة كل سياسي ناجح.
ـ طموح ذاتي .. وطموح عام لخير البلد .. وخير العالم وخير الإنسانية!!
ـ وبعد أقول لك : يا رئيس الوزراء :
ـ السياسة تضحية .. السياسة صراحة وصدق.. والعكس غير صحيح !!
ـ السياسة الايجابية.. هي السياسة الناجحة !!
ـ تحمل المسؤولية.. لكي تنجح !! فالسياسي الناجح .. سياسي شجاع !!
ـ سياسة.. بلا ثقافة حقيقية = تخبط !!
ـ والإنتاج الحقيقي المثمر.. واجب السياسي!!
ـ لا ترفع أي شعار.. يسجل عليك.. فلا تقل سنحارب الفساد.. ولا تقل سنجري إصلاح وترشيق حكومي.. ولا تقل سنقضي على ما تبقى من داعش.. ولا تقل سنقضي على الجريمة المنظمة والخطف والسرقة.. ولا تقل سنحقق العدالة في الرواتب.. ولا تقل سنوزع أراضي للمواطنين.. ولا.. ولا.. ولا.. بل اجعل عملك يتكلم.
ـ أجعل من سكوتك.. وعملك بلا ضجيج.. وبلا إعلام مزوق.. عامل نجاح ومحبة المواطنين.. فالمواطنون لا يؤمنون بالإعلام.. ولا بالخطابات.. أبدأ عملكً بالحاجات الفعلية “الخدمات.. البطالة.. توفير المدارس والسكن.. محاربة حقيقية للفساد وكبار الفاسدين.. البناء والأعمار.. اختيار قيادات إدارية وتكنوقراط ونزيهة للوزارات والمؤسسات”.. ويكفي فقط أن يكون لك مؤتمر صحفي أسبوعي لمدة ساعة واحدة.
ـ أعرف جيداُ ومقتنع انكً لا يصيبك الغرور.. ولا يمنحك المنصب غطاءً أو هيبة.. غير هيبتكً واحترامكً لنفسكً.. لكن لا تتواضع لحد تعصر.. ولا تعاند حد الكسر.. ولكنك عاند لمصلحة وطنك وشعبك.
ـ بقيً أن أقول لك.. وأنا خجلاً من القول.. كن قوياً وحازماً تجاه طلبات الكتل والسياسيين والنواب غير المشروعة.. ولا تخشى تهديد الكتل والسياسيين والنواب.. بالتلميح أو التهديد باستجوابك.. أو حتى أقالتك ظلماً.
ـ ولا تهرب.. ولا تستقيل.. إن كنت على حق.. والجماهير على حق.. فصارح الجماهير بصدق وأمانة.. لتقف الى جانبك.. أمام غول السياسة.. ومافيا وحيتان الفساد.
ـ فستهرب حيتان الفساد كالجرذان.. وستخضع القوى الإقليمية والدولية لإرادة شعبك التي التزمت بها.
(التوقيع : نوري باشا السعيد) ..