18 ديسمبر، 2024 7:43 م

من ننتخب؟ من أي قائمة ننتخب؟

من ننتخب؟ من أي قائمة ننتخب؟

بعدما تناولت في المقالة السابقة «هل نقاطع؟ هل ننتخب؟» سؤال ما إذا علينا أن نشارك في الانتخابات أو أن نقاطعها، أريد أن أتناول السؤال الأهم، ألا هو إذا ما قررنا أن ندلي بأصواتنا، فمن الذي يستحق أن نعطيه صوتنا وثقتنا؟ في كل الأحوال يجب ألا نكتفي بالنظر إلى المرشح، دون النظر إلى انتمائه الحزبي إذا كان منتميا، وكذلك دون النظر إلى القائمة التي ترشح فيها، كما إنه لا ينبغي منح أي ناخب ثقتنا لمجرد ترشحه على قائمة نراها جيدة، أو كان من حزب نؤيده.

وفي كل الأحوال يجب ألا نرتكب الخطأ والخطيئة بحق العراق في انتخاب مرشح من المدرجين أدناه:

أعضاء الأحزاب الإسلامية (الدعوة، بالأخص الدعوة جناح المالكي، دعاة الإسلام – تنظيم العراق سابقا، المجلس، الحكمة، الفضيلة، الإصلاح، عطاء، إرادة، بدر، العصائب، الإسلامي العراقي و…).
من الذين يرجحون انتخاب العبادي لاحتمالهم أن يَحول ذلك دون مجيء السيئين، ولاعتقادهم بتوفر الفرص للعبادي أكثر من غيره، أو لكونهم متأملين منه أن ينجز ما وعد خلال الأربع سنوات الأخيرة، أو انتخاب مرشح من قائمته (النصر)، فيجب في كل الأحوال الحذر من تجنب أي مرشح من أعضاء حزب الدعوة، فأكثرهم كانوا مالكيي الولاء والهوى بالأمس، فتحولوا إلى جناح العبادي، إما لأنهم شخصوا أن المستقبل له، وليس لخصمه اللدود المالكي، وإما لأنهم شخصوا أن مصلحة الحزب في التحول إلى العبادي، وفرق بين من يضع مصلحة حزبه، ومن يضع مصلحة العراق على رأس أولوياته. إذن إذا كان لا بد من انتخاب مرشح من ائتلاف النصر، فليبحث الناخب حصرا عن مرشح أو مرشحة من وسط العلمانيين أو المدنيين الكفوئين والنزيهين المترشحين على تحالف النصر.
يجب في كل الأحوال اجتناب المخاطرة بإدلاء الناخب بصوته إلى أي مرشح من ائتلاف دولة القانون، والحكمة، وتحالف الفتح، وكتلة إرادة، وتحالف القرار العراقي، حتى لو افترضنا أن المرشح من الوسط المدني أو العلماني. وسأوضح أسباب ذلك في المقالة القادمة «لا تنتخب الجيد المترشح على قائمة سيئة».

إذن أي المرشحين وأي القوائم نستطيع بمنحها أصواتنا أن نحتمل أنهم يمكن أن يخدموا العراق، ويجذّروا التقاليد الديمقراطية، ويحاربوا الفساد. هنا لن أحصر مرجحات الانتخاب فيمن سأدلي شخصيا بصوتي له من قائمة أو مرشح أو مرشحة، بل سأذكر كل القوائم الانتخابية التي أحتمل أن يكون بينهم مرشحون يستحقون أن يمثلوا الشعب العراقي ومصالحه في مجلس النواب والحكومة المقبلة المنبثقة منه.

ابحثوا في (التحالف المدني الديمقراطي)، لاسيما في أعضاء (التيار الاجتماعي الديمقراطي) عن الكفوء والنزيه والديمقراطي المدني.
ابحثوا في (سائرون) حصرا عن المدنيين والعلمانيين لا غيرهم، سواء من الشيوعيين أو غيرهم، بنفس المواصفات. إلا إذا خشي الناخب أن يكون ذلك تقوية لـ(سائرون) مع احتماله الراجح هيمنة الصدريين، وبالتالي خضوع الكتلة لقرارات زعيم التيار الصدري، دون أن يكون للعلمانيين حصة إلا على الهامش.
ابحثوا عن العلمانيين والمدنيين الوطنيين الجيدين النزيهين والكفوئين في (ائتلاف الوطنية)، إذا رجحتم ذلك.
كذلك إذا رجحتم منح أصواتكم لـ(تحالف تمدن) فابحثوا عن المرشح أو المرشحة من العلمانيين والمدنيين بذات المواصفات.
وإذا وجدتم من الأحزاب المدنية الجديدة والتحالفات الانتخابية المدنية الصغيرة مرشحين ومرشحات بالمواصفات التي ذكرت، مع احتمال ألا تذهب أصواتكم ضائعة بسبب ضعف الفرص لتلك القوائم، فلا بأس من أن تمنحوا أصواتكم لهم ولهن، ولا يكفي التعويل على اسم الحزب أو الائتلاف، إذا تعنون بعنوان المدنية.

وفي كل الأحوال أقول للناخب والناخبة، لا تنتخب المرشح، لأنه صديقك، أو قريبك، أو ابن عشيرتك أو منطقتك، أو من طائفتك، أو دينك أو قوميتك.

لا تنتخب من تحوم حوله شبهات الفساد، ولا تنتخب المجرب الذي لم يقدم شيئا، أو الذي أضرّ أكثر مما نفع، أو كان كمن لا ضرر يخشى ولا نفع يرتجى منه. وصحيح ما ذهب إليه (المجرَّب جدا) نوري المالكي أن مقولة «المجرب لا يجرب» لا تعني عدم انتخاب المجرب النزيه والصالح، وبناءً على ذلك فهو يدعو ضمنا إلى عدم انتخابه هو، إذا ثبت للناخب أنه ليس من المجربين النزيهين الصالحين.

وأحيانا قد يدل مظهر وملبس المرشح أو المرشحة على مدى توجهه المدني، دون التعويل على المظهر والملبس، فبعض منه خدّاع.

لا تنتخب من يطرح نفسه ممثلا للمكون السني، إذا كنت سنيا، ولا تنتخب من يطرح نفسه ممثلا للمكون الشيعي، إذا كنت شيعيا، ومن يقدم نفسه مدافعا عن حقوق مكونه وأبناء طائفته، بل انتخب المنتمي للوطن، للعراق، للمواطن، للإنسان، وصاحب التوجه والخطاب العراقي الوطني المدني، بقطع النظر شيعيا كان أو سنيا، مسلما أو من أي من الديانات الأخرى، عربيا أو كرديا أو تركمانيا أو آشوريا أو من أي مكون آخر.

ولا يحتاج الناخب الفطن إلى تنبيهه أن يفكر كثيرا قبل أن ينتخب مرشحة تقدم اسمها في الدعاية الانتخابية مفردة «العلوية»، أو «الحاجة»، أو «السيدة»، أو «الأستاذة»، أو «الست»، وقبل أن ينتخب مرشحا تقدم اسمه مفردة «الحاج»، أو «الشيخ»، أو «السيد»، أو «الأستاذ»، وكذلك من يستخدم أو تستخدم الكنية «أبو/أم فلان/فلانة»، فلكل من ذلك دلالات.

أرجو مراجعة المقالة السابقة «هل نقاطع؟ هل ننتخب؟»، وترقب المقالة التالية «هل ننتخب الجيد من قائمة سيئة؟».