يقول الإمام علي لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فأنة يسعى في مضرته ونفعك ,إن طبيعة الحياة الإنسانية لا تخلوا من المبادئ والحكم , التي أصبحت منهاج طريق للصالحين في الأرض , لكن ثمة معادلة ظالمة بدأت تسيطر على البشرية , متلبسة بمظاهر أنيقة ربما لا يرى حقيقتها عامة الناس , فكثير من الظلمة يصورون للعالم أنهم عادلين وغيرهم هم الظالمين ,لكن في جوهر الحقيقة يبن لنا حكيم الإنسانية الامام علي بقولة هذا ان من يضلمك اليوم ينفعك غدا إمام الله وسيكون هو الخاسر في تلك المعادلة , اليوم بدأت سجالات ونتوئات تظهر من جديد , لتغيير حقيقة مثلما غيرت حقائق وغيبتها عن الناس , وتلك الحقيقة هي طبيعة ميثاق الشرف الذي وقع بين تيار الحكيم وتيار المالكي , ما هو ذلك الميثاق ؟ وماذا يتضمن!!! ومن الذي اقترحه ؟؟ .
بطبيعة العمل السياسي والمنافسات على الأرض , تحدث فجوة أحيانا بين الفرقاء السياسين, وربما تتطور لتقاطعات وتصارع , لذلك بادر المجلس الأعلى في وقت مبكر قبل الانتخابات , بطرح موضوعة ميثاق الشرف على دولة القانون , لكي يقلل من أي انعكاسات غير ايجابية , تحدث هنا او هناك , ويتضمن هذا الميثاق المكتوب والموقع علية نقطتين رئيستان .
الأولى :- عدم التجريح والتصادم الإعلامي وضبط حركة التنافس على الأرض وعدم السماح بأي ممارسات غير منضبطة كتحريض او تسقيط على القائمة او الشخوص .
ثانيا :- التفاهم على إدارة المحافظات ما بعد الانتخابات وفق الاستحقاق الانتخابي والشراكة كيف ما كانت النتائج .
فبعد قرب الانتخابات المحلية , وتحديدا بعد زيارة السيد المالكي لروسيا , وأزمة صفقة الأسلحة وهيجان الشعب على قرار إلغاء البطاقة التموينية في حينها , جاء السيد المالكي الى السيد الحكيم ,طالبا منه الدخول بقائمة انتخابية واحدة في مجالس المحافظات , وبالنص قالها السيد المالكي للسيد الحكيم “انت ومن معك وانا ومن معي نصف بنصف” فقبل السيد الحكيم بذلك العرض , رغم انه كانت هناك معارضة من أنصار المجلس الأعلى , لذلك التحالف بسبب ما فعلة السيد المالكي , من إقصاء وتهميش وإبعاد من أي موقع مؤثر لإتباع المجلس الأعلى ,وكان يرى أنصار الحكيم ان المالكي كان سببا في إبعاد كتلة المجلس الأعلى من استحقاقهم الانتخابي في المجالس السابقة والحكومة الحالية , حيث ورد في حديث المالكي في أكثر من مكان في أوقات سابقة انه عازم على تحويل المجلس الأعلى إلى “منظمة مجتمع مدني” رغم هذة وتلك سارت الأمور إلى حين ان قربت انهاء تقديم التحالفات في مفوضية الانتخابات , والسيد المالكي يتهرب في تحقيق التحالف , واللجان تتغير وتتغيب ولم تجيب حتى على الاتصالات , الى حين ان تنصل المالكي عن كلمته التي قالها للحكيم, وجاء له بعرض جديد ان رغبتم بالانضمام الى دولة القانون وليس بقائمة تحالف ؟ سنعطيكم 20% من المرشحين , فكانت صدمة أولية للمجلس الأعلى , الذي يمثل عمق الحالة الشيعية في العراق ان يتعامل معه كتابع وذليل في ائتلاف انتخابي , فتم الدخول بقائمة المواطن والمالكي وسع كتلته لتضم بدر والإصلاح والفضيلة , وحاول تجريد المجلس الأعلى حتى ينكسر في الانتخابات , ورغم عدم الدخول بقائمة واحدة لكن تيار الحكيم بقي مصر على ميثاق الشرف واستمراره , ومرت الحملة الإعلامية , ولم ينضبط إيقاع الإعلام الممول من قائمة السلطة وضل يستهدف قائمة المواطن في طريقة مباشرة وغير مباشرة , إلى حين إجراء الانتخابات , ورغم الضغط الكبير على الأجهزة الأمنية , وموظفي بعض الدوائر , ورغم الإمكانات الحكومية المالية والإعلامي والنفوذ وربما التلاعب في الأصوات في أكثر من مكان ,ظهرت النتائج لتمثل صدمة كبيرة للسيد المالكي , وتبين ان قائمة السيد المالكي تراجعت وخسرت أكثر من مليون صوت وما يقارب 70 مقعد في مجالس المحافظات , حيث كان السيد المالكي ومن معه لديهم 174 عضو في مجالس المحافظات ,ولديهم 7 محافظين واغلب المناصب الأخرى ,وتبين ان قائمة الحكيم قد حققت تقدما ملحوظا وزيادة بنسبة المصوتين لها حيث كانوا في الانتخابات المحلية السابقة 460 إلف وفي هذه الانتخابات وصل الى مليون صوت بواقع 63 مقعد , وهذا التقدم اعاد التوازن للساحة السياسية بشكل عام والساحة الشيعية بشكل خاص , وأعطت نتائج الانتخابات المحلية ان المجلس الأعلى بمفردة يمثل اكبر تشكيل سياسي في المناطق الجنوبية ومن بعده التيار الصدري بواقع 57 مقعد , لذلك ان جمعنا الحكيم والصدر فسيمثلون اكثر من ثلثي الأصوات في الساحة الشيعية , وأيضا لم يحصل حزب السيد المالكي سوى 20% من مقاعد دولة القانون , لذلك شكلت النتائج مسارات جديدة , اهما ان الجميع محتاج للجميع , لا احد يستطيع ان ينفرد ويشكل ولا محافظة واحدة أي لم تحصل أي القوائم على أي أغلبية هنا او هناك , هنا عادت ورقة ميثاق الشرف للتفعيل ومن اجل خلق إدارات مشتركة منسجمة قوية وفق برنامج موحد لكن ماذا حدث !!!
السبت 20/4 أقيمت الانتخابات ,الأحد 21/4 ذهب السيد الحكيم لزيارة السيد المالكي ,مهنئا ومباركا بنجاح العملية الانتخابية , وتم مفاتحة السيد المالكي بمستقبل ميثاق الشرف , هل سنمضي سويتا , ام لديكم خيارات اخرى وان كانت لديكم خيارات إننا سنحترمها مهما كانت ,اكد السيد المالكي على ضرورة الشراكة وخلق فريق منسجم وفق الاستحقاق الانتخابي … الى حين ظهور النتائج والمصادقة عليها ايضا تكررت مماطلة لجان القانون وعدم جديتهم , إلى حين التقى الحكيم مجددا بالمالكي وطلب منه تفعيل لجانه وهنا اصر المالكي على موضوع ما ؟؟ وهو انه كان يرى ان تتشكل المحافظات دون اشراك “التيار الصدري” وكان يرى يجب ان يبقون الأربع سنوات القادمة يشربون “الشاي” فقط في مجالس المحافظات!!! لكن إصرار الحكيم على رفض هكذا أمر ويجب ان يشرك التيار الصدري ويعطى استحقاقه لأنه إمام جمهور انتخبه يتطلب من حضور فاعل وليس من مصلحة وحدة الصف إبعاد التيار الصدري , فهذا هو كان موقف الحكيم في حين نتذكر جميعا كيف ترك التيار الصدري المجلس الأعلى وتحالف مع المالكي في الانتخابات المحلية السابقة وتقاسموا السلطة دون إعطاء كتلة المجلس الأعلى أي منصب وكان تهميش متعمد , لكن سياسة الحكيم ليس اخذ الثأر او غدر الآخرين , وهنا كانت مخاوف الصدرين واضحة وكانوا يعتقدون أنهم خارج تشكيلة المحافظات لكن أعطاهم المجلس الأعلى كلمة بانه لن يمضي من دونهم ,وكان مطلب الصدرين الوحيد ان يحتفظوا بمحافظة ميسان, الى حين تم إقناع المالكي بإشراك الصدرين , حيث تم الاتفاق على ان تحصل كتلة الموطن على ثلاث محافظات مع أمانة بغداد ومن ضمن تلك المحافظات البصرة او النجف الاشرف , مع محافظة للتيار الصدري , و6 محافظات للقانون والقوى المؤتلفة معه , وتم الاتفاق مركزيا , وخلال أيام تسارعت الإحداث والمواقف , ففي يوم الثلاثاء 8/6 التقى الحكيم بالمالكي مجددا , وتم التفاهم رغم ان السيد المالكي يحاول عدم اعطاء البصرة والنجف الاشرف الى المواطن لكن السيد الحكيم كان مصر على الاستمرار في تشكيلة المحافظات وفق الشراكة وهنا استجد شيء ما !!!
الاربعاء 9/4 بدأت حركة على الارض من خلال لجان دولة القانون مع القوى الصغيرة والسعي لتشكيل غالبية والمضي في بعض المحافظات خلاف الاتفاق الموقع , فعندما تم الاستفسار من اللجان المحلية لدولة القانون اجابوا انه جائتهم تعليمات من المالكي في ايجاد تحالفات محلية وتحقيق الاغلبية وتشكيل الحكومات ؟؟؟ اين الاتفاق واين ميثاق الشرف !!! الى ان تطور الامر بان كتلة القانون تتفاوض في يوم الاربعاء مع كتلة الاحرار في جميع المحافظات لتشكيل تحالف ؟؟؟ وكتلة المواطن خارج اللعبة , وفي يوم الاربعاء تصل رسالة من القيادي في حزب الدعوة حيدر العبادي الى لجنة تفاوض المجلس الاعلى بان “ميثاق الشرف في حل ” وهم غير ملزمين فيه !!! لم يصدق المجلس الاعلى ذلك .تم الاتصال بالشيخ عبد الحليم الزهيري فأكد الامر !!! الى ليل الاربعاء اتصل الحكيم بالمالكي والاستفسار منه عن طبيعة مايجري فكان جوابه ” انه لايستطيع السيطرة على جماعته وجميعهم لديهم طموحات وراغبين بمواقع فقلت لهم اذهبوا وشكلوا تحالفات محلية ” ؟؟؟ ماهو السبب فهو بعدة توقعات :-
التوقع الاول :- ان هناك فريق داخل اروقة حزب الدعوة وائتلاف القانون كانوا يمارسون ضغط على السيد المالكي بعدم التحالف مع المجلس الاعلى وعدم اعطائة أي منصب ويجب استبعادة حتى لايعود قويا في الساحة السياسية وينافسهم على مواقع مهمة وهذا الفريق لديه حقد دفين تاريخي مع المجلس الاعلى .
التوقع الثاني :- تشرذم وتفكك دولة القانون داخليا وضعف حزب الدعوة وعدم جديتهم بالشراكة والحكم .
التوقع الثالث :- ان طبيعة تشكيلة دولة القانون تحولت الى اشبه بالشركة التجارية توزع فيها الحصص وارباح بلغة الارقام والحسابات الرياضية فلا يقبلون ان ينافسهم احد على تجارتهم .
التوقع الرابع :- هو القرائة الخاطئة التي قدمت للمالكي ان يوقع بالمجلس الاعلى ويستبعده وانه قادر على اخذ اغلب المحافظات واهم تلك المحافظات هما البصرة وبغداد .
في حيال ذلك هل سيقف المجلس الاعلى مكتوف الايدي !!! هل سيُغيب اربع سنوات جديدة , هل هذا جزاء الانتظار 50 يوم من اجل تحقيق الشراكة , كم هي قاسية تلك اللحظات والموقف المخجل , سارع المجلس الاعلى بالتحرك على ارض , وتم الاتصال بالصدرين الذين كانوا مصرين سابقا على الدخول مع كتلة المواطن واعطاء المواطن كل ماتريد , لكن مثل ماقيل للقانون قيل للاحراروهو ان تمضي الكتل الثلاث سويتا !!!
ومع كل تلك الخطوات التي يتحرك فيها المجلس الاعلى كان يطلع مراجع الدين عليها بكل تفاصليها , لكن بعدما تبن نقض الميثاق والعمل على استبعاد كتلة المواطن رغم ما قدمته من عروض وتنازالات لم يقدمها احد ماذا فعل المجلس الاعلى :: تم الاتصال بالاحرار والاستفسار منهم هل فعلا مضيتم مع القانون فكان جوابهم نعم لكن لانثق بهم , فتم طرح عليهم الائتلاف بين الاحرار والمواطن فقبلوا ورحبوا وسحبوا لجانهم التفاوضية في جميع المحافظات التي ارتبطت مع دولة القانون وكان ذلك يوم الخميس 13/6 , وفي يوم الجمعة 14/6 تم توقيع التحالف بين الاحرار والمواطن , ومثل ذلك صدمة للمالكي كان غير متوقع ذلك , وبعث برسالة للحكيم ” اعبر النهر مادام بعد ضيق ” أي خلي نعود لائتلافنا , حتى يجدد مشاكساته وخيانته للميثاق , فكان خيار كتلة المواطن الاستمرار في التحالف مع الاحرار وعدم تهميش الاخرين , وتم دعوة كتلة القانون مجددا للشراكة وتوزيع المحافظات على وفق الاستحقاق الانتخابي , لكن رفض القانون مجددا , فتم حسم محافظة البصرة للمواطن وفق شراكة الجميع على الرغم ان المواطن لدية اغلبية لكنه اشرك كتلة القانون , وتم اعطاء النجف للقانون وتعهدت كتلة المواطن بالتصويت لمرشح القانون لكن اصرار المالكي بأعطاء المحافظة “للزرفي” وتهميش المواطن والاحرار , وحدث نفس التهميش والاقصاء في الحلة , وتكرر في الناصرية , لينسحب القانون ولم يقبلوا باي منصب في بغداد والكوت على الرغم بدعوتهم واعطائهم مواقع مهمة ,وتمت اغلب المحافظات بسياسة كسر العظم و200 مليون دولار للمقعد الواحد !!!
النتيجة هي يجب ان يعرف المجتمع العراقي من مثقفين وناشطين وكل افراد الوطن ,ان من يخرجون الان في الاعلام وفي الفضائيات ويكتبون في المواقع الاليكترونية بأن المجلس الاعلى قد نقض ميثاق الشرف فهو تدليس للحقيقة ومغالطة وتشويش على الرأي العام لتبرير فشل سياستهم المكراء , ومايشيعونه اليوم بان بغداد في خطر وقد بيعت للصدرين والسنة , علينا ان نذكر الناس بأن المالكي قد اعطى اهم 6 وزارات للصدرين ورئاسة مجلس النواب لقائمة متحدون ونائب رئيس الوزراء للمجتث البعثي الحاقد على الشيعه صالح المطلك كل ذلك من اجل كرسي رئاسة الوزراء من الاخطر محافظ بغداد ام رئيس مجلس محافظة بغداد ام تلك المواقع وغيرها التي سلمت للبعثيين والفاسدين ,كل ذلك يجب ان يفهمة الناس وعليهم معرفة هؤولاء الذين يكذبون ويكذبون ويغيرون الحقائق .