17 نوفمبر، 2024 6:28 م
Search
Close this search box.

من نصدق العبادي أم قائد ميليشيات؟

من نصدق العبادي أم قائد ميليشيات؟

التناقضات و التضاربات في التصريحات و المواقف الصادرة من بغداد بشأن مايجب إتخاذه من موقف تجاه إقليم کردستان العراق، تجسد مرة أخرى حالة العبث و الفوضى التي تداعت عن نفوذ و هيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على العراق، خصوصا وإن طهران لعبت و تلعب على التناقضات و المصادمات و إختلاف المواقف من أجل تحقيق الاهداف و الغايات الخاصة بها، وإن التناقض الواضح بين تصريحي حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي و بين قيس الخزعلي قائد ميليشيات عصائب أهل الحق، يجسد مانحن في صدد تسليط الاضواء عليه.
حيدر العبادي، بصفته رئيس الوزراء و القائد العام للقوات المسلحة العراقية قد أکد بأن الحکومة لاتفکر بإستخدام خيار القوة العسکرية ضد إقليم کردستان وانما خيارات سياسية و إقتصادية أخرى، لکن قيس الخزعلي، الذي هو مجرد قائد لميليشيات تابعة لإيران، يخرج على العالم ليٶکد و بکل صراحة قضية إستخدام القوة ضد الاقليم الکردي، لکن وقبل أن نقول من نصدق منهما، نود التذکير بأن العبادي سبق وان صرح عشية الاستعدادات الجارية لتحرير الموصل من داعش بأن ميليشيات الحشد الشعبي لن تشارك في عملية التحرير، لکن هذه الميليشيات عقبت على تصريحه من إنها ستشارك وکان ماقالت وليس ماقال العبادي، ولهذا فمن حقنا أن نتساءل هل إن العبادي واثق من تصريحاته و مواقفه أم إنه يطلق الکلام على عواهنه وعند قادة الميليشيات”المتطرفة”نجد اليقين؟
العراق و بعد الاحتلال الامريکي له و إستشراء نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فيه بصورة غير مسبوقة، صارت الامور فيه غير مستقرة و أبعد ماتکون عن التوازن و الطبيعية، إذ رأينا جميعا التخبطات و التناقضات و الاختلافات”الفاحشة” التي حدثت و تحدث بين المکونات السياسية العراقية، ولو دققنا في جوانب القضية بتأن لوجدنا بأن سبب و جذور الخلاف و الاختلاف و إثارة الفوضى يعود لتلك الاطراف التي تستلم أحداثيات و أبجديات تحرکاتها و نشاطاتها من طهران.
ليس هناك من لايتذکر کيف إن التحالف الوطني الشيعي قد جعل من قضية المعارضين الايرانيين المتواجدين في معسکر أشرف و ليبرتي مشکلته الاساسية و إنشغل و شغل الشعب العراقي بها وکأن عدوهم في أشرف و ليبرتي، وإن هٶلاء المعارضين هم من يسرقون و ينهبون ثروات العراق و يمنحون حصة منها للمرشد الاعلى للنظام الايراني وليس الاحزاب و الميليشيات العميلة لطهران التي تربت و تتلمذت على يدها، لذلك فإن الذي يجب أن ننتظره و نتوقعه من الذي سيجري في العراق”وفي ظل النفوذ الايراني”، هو السير للأسوء، خصوصا وإن زمام الامور في العراق بيد الميليشيات المتطرفة أما الحکومة فليست سوى واجهة للإستهلاك الاعلامي فقط!

أحدث المقالات