في كافة تصريحاته الصحفية والتلفزيونية يخصص السيد اياد علاوي رئيس قائمة الوطنية قسما فضفاضا منها للحديث عن التدخلات الايرانية في الشؤون العراقية ومساندتها للسيد نوري المالكي للبقاء في منصبه كرئيس لوزراء العراق .
ويذهب السيد علاوي الى مدى ابعد في هذا الاتجاه فيتهم ايران ايضا بأنها حالت دون سحب الثقة من السيد المالكي وذلك بتأثيرها على رئيس الجمهورية ( جلال الطالباني ) ومنعه من ارسال قائمة التواقيع الى مجلس النواب وهي قائمة موقعة من قبل ( 173 ) نائبا وبذلك اسقطت محاولة اخرج المالكي وحتى محاكمته بعد ذلك .
لااعتراض على التصريحات ،التي لايفتأ السيد علاوي يكررها ليل نهار ضد ايران وتدخلها بحيث اصبحت احدى عنــاوين حملته الانتخابية ، فهو كأي سياسي يستطيع ان يكيف توجهاته السياسية وفقا لما تمليه عليه مصالحه ، ولكن ان يبرز احد من قائمته ” الوطنية ” ويقول ان ” المالكي سوف لن يحضى بدعم ايران هذه المرة ” امر جديد يحتاج ان وقفة وتأمل سيما وان رئيس القائمة يقول عكس ذلك .
المهندسة ميسون الدملوجي ، التي انتقلت الى الاعلام ، وجه نسوي معروف بتوجهات سياسية مدنية وهي حاليا على رأس القائمة الوطنية نسويا ، قالت في تصريحا نشرتها الوكالة الوطنية العراقية للانبــــــاء ( نينا ) امس ان المالكي لن يحضى بدعم ايران هذه المرة للحصول على رئاسة الوزراء ” لأنه يهــــــــــدد مصالحها” ؟؟
قول مثير اوقفني عن قرائة بقية الفقرة وسرح بي الخيال بعيد وتزاحمت الاسئلة في ذهني … اين هدد المالكي مصالح ايران ؟؟؟ وان كانت ايران لن تدعمه فلماذا يهاجم السعودية بشكل عنيف وهو هجوم لن يرضي سوى ايران ؟؟ .. افقت من الخيال والحلم وتابعت لقراءة التصريحات حيث تستكمل الدملوجي نظريتها فتقول ” ان ايران تستنزف جهودا مادية وبشرية في سوريا والمالكي اصبح عائقا لها من خلال فتح جبهات في العراق لمساعدة سوريا لذلك انتهت مصلحة ايران مع المالكي ” ..
اعدت قراءة هذه الفقرة المثيرة مرات ومرات وتساءلت ان كانت ايران تستنزف جهودا مادية وبشرية في سوريا وهذا امر تعتبره جزءا من استراتيجيتها في المنطقة فكيف يصبح المالكي عائقا لها من خلال فتح جبهات في العراق لمساعدة سوريا ؟؟؟
لا اعتقد ان ذلك ينسجم من المنطق والتحليل الواقعي للاحدث .. انه طلسم جعلني اعتقد انه اما ضرب من خيال واسع لا تستطيع عقولنا استيعابه او انه مجرد تمني يصيب الكثير من السياسيين اثناء حقــــــــــب التنافس الانتخابي .
بقي ان نحيل هذه النظرية الى صاحبتها للحصول على تفسير لها مع املنا ان لا يتم تبرير ذلك بان الوسيلة الاعلامية اخطأت في نقل الافكار او انها اخرجت التصريحات عن سياقاتها الاصلية وهي حجة يتضلل خلفها الكثير من سياسيينا الجدد حمانا الله منهم .