20 مايو، 2024 12:37 ص
Search
Close this search box.

من نحن .. واي دولة نريد ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

1- المفهوم المعاصر العلمي لادارة الدولة ..هو المفهوم المتحرك الذي تطور ليلبي حاجة ظرف الانسان معاصر ويلتقي عند تخوم ما توصل اليه العقل البشري من معارف ..

2- مشروع الدولة الاسلامية ( دولة الخلافة ) وهو مفهوم سياسي استحدثه المتطرفون لينشؤوا دولة تقوم على الارهاب في معالجة امور الناس والاجهاز على حرية الراي والايمان بالجهل والمتع والدم وهدر حقوق الانسان .

وهي دولة غير متحققة ولا تتحقق الا في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو هذا التنظيم لحين طردهم منها وقتلهم .

3- دولة الامام وهي دولة توجد في الفكر الشيعي . حيث تقوم هذه الدولة بحسب الادبيات بعد ظهور الامام المهدي . ودولة الامام هي فكرة فيها جنبة الحلم اكثر من جنبة الواقع .. لانها دولة واقعة في المستقبل غير المحدد . وربما جاءت هذه الفكرة نتيجة الضغط التاريخي الطويل لحكم الطغاة ولكمون فكرة الدولة المثالية لدى الطيف الرومانتيكي الواقع تحت تاثير الاحباط السياسي والظلم والقهر ..

فكرة دولة الخلافة الاسلامية الاولى ولا اقصد بها التي يريدها داعش هي دولة بنت وقتها … اي ان الوضع السياسي العالمي او الخارطة السياسية للعالم وقت ظهور الاسلام تختلف بعد 1600 سنة فانه من الجنون ان تعيد الدولة الرومانية او تعيد الدولة الفرعونية وتحارب بالزي الفرعوني سيكون ذلك ضرب من الكوميديا . فكيف اذن سيستعير مسلمون من تراث الاسلام السيف والقتال والذبح والدموية ثم يرفعون علم لا اله الا الله . انها في هذه الحالة ليست كوميديا انها ببساطة مشروع لرسم صورة قاتمة عن (الله ) والسعي للقضاء على ( الله ) كيف ؟ لانهم اخذوا من التراث الاسلامي اكسسوارات القتل وافكار ومبادئ القتل ومبررات القتل واصبح القتال دينا والموت دينا واصبح ( الله ) هدف يمر عبر القتل والموت . حيث هناك في الميثولوجيا الداعشية جزيرة في السماء يقطنها جواري متعطشات لممارسة الجنس مع العابرين الى الله من خلال القتل … بهذه الفكرة ياتي المقاتلون وهم جميعهم مصابون بالإحباط العاطفي والوظيفي وحتى الوجودي.. لانه لايوجد نجاح على الارض . توجد هناك يوتوبيا لا تحتاج لا الى عقل ولا الى مادة ولا الى طاقة انها ( الجنة ) والجنة بالنسبة للدواعش مفهوم ميثولوجي للجنس الجماعي النهائي غير المحدود . وفكرة الجنس العربية من المهم بحثها في هذا الموضع .. كونها دافع ومحرك قوي للتجنيد من شمال افريقيا الى العراق وسوريا .. ان ( المجاهد ) هنا تعوزه البيئة السياسية المثالية التي من الممكن ان توفرها له دولة مدنية معاصرة فانه يلجا الى واقع ما بعد الموت كبديل لواقع سياسي غاية الرداءة ..

نعود الى النموذج الاول الدولة المدنية المعاصرة .. لأقول ان الدولة مثل اي بناء تحتاج ان تكون في غاية الدقة في التصميم والاستعانة بالتجربة الانسانية لصياغة موادها الدستورية والمهم المهم ان توائم عصر الانفتاح العقلي والانتاج العلمي والتطور السريع في جميع الميادين المعرفية .. تفترض الدولة المدنية المعاصرة ان الانسان مصدر التشريع وليس الدين . لأنه يوجد بالفكر الانساني ما يكفي لصياغة قانون يحمي كرامة الانسان وبما يجعله يرتفع على حاجاته البسيطة ليلحق العالم بملكته العلمية وقدراته التشاركية الانتاجية وليس دولة مثل الدولة العراقية الان يتوجه موظفوها الى الاستمناء او الدعاء لحل مشكلة التقشف والترشيق الناتج عن سرقات الاداريين وفشلهم في التخطيط .. نموذج الدولة العراقية اليوم يعيش فيها المواطن العراقي مثل الجندي المكلف . قدره ان يعاني . قدره ان ينشغل بصبغ حذائه العسكري وكي بدلته وحلاقة ذقنه , والطاعة ونعم سيدي ولم يلحق … من السهل ان يوجد رجال احزاب حتى في جمهورية مالي وزيمبابوي ولكن من الصعوبة ان توجد الامة العراقية رجل دولة واحد .. رجل الدولة عالم .. عالم استراتيجي معاصر مهمته ان ينتصر للإنسان ..بمن .. بمعرفته ونبله للإنسان , واي انسان ..الانسان الحر .. وليس كلامجي بلهجة التونسيين , يرفع مصلحة حزبه وعشيرته وطائفته على مصلحة دولته ..اليوم العراقيون مثل السوريون مثل الاتراك والالمان يطمحون الى تجديد او تحديث وسائل وادوات واساليب ونظم حياتهم . مثل التكنو لوجيا التي تحتاج اموال لشرائها .. كذلك يطمحون الى تحديث برامج العمل وتحديث المشاريع والافكار والمفاهيم لبناء دولة لصالح الانسان العراقي .. واني لأتساءل .. هل يتفق القادة الاكراد والقادة الشيعة والقادة السنة في العراق هل يقرون بوجود مواطن عراقي بمرجعية اسلوبية ادارية ومبدئية دستورية وقانونية واحدة الجواب لا .. ان كل قطاع يدفع باتجاهه .. ان الوضع الان يمكن تصويره بثلاثة رجال

كردي وسني وشيعي وعليهما عباءة او ملاءة وكل منهما يحاول شق طريقه باتجاه .. هذا هو ما هو موجود على الارض .. اننا نستعمل الطائرات الحديثة والتكنولوجيا الحديثة ولعب الاطفال الحديثة ووسائل الاتصال الحديثة ونخشى استعمال برامج دولة حديثة .. دولة معاصرة يمكن ان تستعير نظمها من اي دولة متقدمة او تجمع نظمها من مجموعة بلدان متقدمة .. والسؤال هو هل نحلم .. هل نكتفي بالحلم .. هل نعود الى الوراء ام نذهب الى الامام .. ولنحدد اين تكمن الخطورة ؟ في السير الى الامام بوسائل السير للأمام. ام تكمن الخطورة في العودة الى الوراء بدوابنا ؟ [email protected] [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب