كل شعب وكل أمة تفخر بتاريخها ورجالاتها لأنهم يصنعون الغد بإطار الوطن ويكتبون التاريخ بلغة الواقع ويكشفون زيف الشعارات من خلال الفعل الناتج عن القول وليس القول فقط ، ولا يمكن لأحد بعد اليوم أن يزور التاريخ ويطمس الحقائق ويشوه المواقف، فقد أصبح تدوين التاريخ في زمننا الحالي موثق بالصوت والصورة بفضل التطور العلمي الهائل، لذلك كل من يدعي شيء نطالبه بالدليل حتى تكتمل الصورة ويثبت صدق ادعائه.
كل الشعوب باختلاف دياناتها وقومياتها والتي قاومت الاحتلال تحتفي بذكرى انتصارها وتذكر مفاخر ومواقف أبنائها، لأن التاريخ جزء من الموروث الذي تعتز به الأمم، وكل الشعوب الحرة الثائرة تخلد وتقدس وتعظم رجال ثوراتها، إلا نحن في العراق وبعد الاحتلال الأمريكي فإننا نعلن الحرب على المقاومة وقائدها لأسباب شخصية وفئوية وحزبية متناسين إن التاريخ لن يغفل المواقف سواء كانت سلبية أو ايجابية، واليوم يتعرض زعيم المقاومة العراقية السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) لحرب من شخصيات ليس لها اثر أو تأثير في الساحة العراقية وهم ممن ينطبق عليهم المثل القائل (إن حضر لا يعد وان غاب لا يفتقد) هؤلاء الذين أعلنوا حربهم ضد السيد مقتدى الصدر لا لشيء إلا لأنه يقف مع الشعب وهم يقفون مع السلطة، ولرفضه ثقافة التصفيق للحاكم وتجميل أخطاءه لأنه لا يجامل على حساب الحق والوطن، فيا سيد المقاومة وزعيمها عقود من الزمن يشتم جدك الإمام علي عليه السلام على المنابر فما أزداد إلا خلوداً وحباً في قلوب المؤمنين وليس غريباً بمن يشتمك اليوم على منابر الباطل، ولكنك تسمو وترتفع لتصبح قامة من قامات العراق الباسقة بالبياض والشموخ والمكانة، وهنا اسأل الذين جندوا أنفسهم المريضة وأقلامهم الساذجة ويتطاولون على سيدة المقاومة وعنوان سيادة العراق مقتدى الصدر، هل عندكم تاريخاً كتاريخه؟ هل عندكم مواقف كمواقفه؟ هل عندكم حسباً ونسباً كحسبه ونسبه؟ هل عندكم أباً كأبيه؟ هل قدمتم من أهلكم شهداء كما قدم هو من أهله شهداء في زمن كنتم أنتم وغيركم ترتجفون خوفاً من صوت الرياح؟ هل وقفتم بوجه المحتل كما وقف هو يقاوم الاحتلال وينادي بخروجه ؟ وهل وهل وهل ماذا اعدد من مناقبه الكثيرة، أما أنتم ماذا تمثلون؟ أنتم لستم سوى أبواق حكومية ولا ينقصكم سوى إصدار صحف ناطقة باسم الحاكم لتعيدوا لنا صحيفة (الثورة) بإطار جديد، لماذا لم تكتبوا عن صفقة الأسلحة الروسية أو صفقة الطائرات التي ظهرت رائحة الفساد فيها بطريقة تزكم الضمائر لكنكم بلا ضمير، أنتم جيل جديد من أقلام السلطة والتقرب للحاكم، ومن هوان الدنيا أن يتطاول العبد على السيد ومقتدى الصدر سيدكم وتاج فوق رؤوسكم التي طأطأتموها أمام المحتل وهو من رفع رؤوس العراقيين عالياً فهو الهامة الوحيدة التي كانت عصية على المحتل وهو المقاوم الذي أصبح عنوان للشجاعة في زمن خضع الجميع لسلطة الاحتلال إلا هو كان عراقي الهوية والانتماء، وبرغم دناءة من يشتموه لكنه يوصي أنصاره وأتباعه ومحبيه بعدم التجاوز على من تطاول عليه فيعطيهم درساً بالخُلق والعفو والتسامح وهي أخلاق الفرسان الاصلاء، سلامٌ عليك ياسيد المقاومة وعنوانها، سلامٌ عليك يبن الصدر المقدس سلامٌ، عليك ياصدر العراق المقاوم لكل أنواع الانحراف السياسي لمن يحكمون باسم الدين والشعارات الوطنية الفارغة من المضمون، أما الذين ينصبون العداء لشخصكم الكريم نقول لهم إن زعيم المقاومة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) هو مصداق لقول الشاعر (سَيَذكُرُني قومي إذا جَد جِدهُم وفي الليلةِ الظلماء يُفتقدُ البدرُ).