23 ديسمبر، 2024 12:50 ص

إسماعيل شخص حقيقي هو ليس وهم أو  بطل في قصة خيالية  هو شخص بسيط  وحيد لعائلته الصغيرة هو وأمه وزوجته وطفلته المريضة وينتظر طفلا جديد ولكن شاءت الأقدار إن لا يرى هذا الطفل القادم أبوه إسماعيل..
مات إسماعيل  ليترك عائلة منكوبة بفقدان وحيدها  ام مفجوعة بالمصاب  وزوجة ترملت  وطفلة مريضة  ومستقبل قادم الى واقع مرير…
إسماعيل هو ليس سياسي أو عضو  في البرلمان النائم  حتى يعرفه الساسة  ليتزاحموا على  موكب عزائه حتى نشرات الإخبار بخست حقه  ولم  تعلن عن استشهاده  رغم انه ضحى بنفسه من اجل  عمله  ومن اجل إن يشع النور في وطنه ..كان من الممكن ان يترك موقع العمل ويهرب  بعيدا  ولكنه أبى ذلك   ووقف يقاتل الإرهابيين  مع  صديقه لوحدهم  رغم إن اقرب سيطرة أمنية مكلفة بحماية الموقع لا تبعد عنهم أكثر من خمسمائة متر
وانتصر الإرهابيين مرة أخرى قتلوا إسماعيل  وجرحوا زميله واحرقوا جميع آليات الشركة  لأنهم لا يريدون الخير للعراق  أبدا والكل يعرف في هذه المنطقة  وحتى الإرهابيين أنفسهم  بأننا  نعمل من اجل توفير الوقود  لثلاث محطات كهربائية  مازالت عقيمة .
كيف تعمل الكهرباء  في العراق وهناك من يقتل وهناك من يفجر وهناك من يمنع وهناك من يسرق وهناك من يتاجر بالقضية
رحم الله إسماعيل الذي كان شهيدا للوطن شهيدا  يدافع عن تطور البلد بالعكس من الذين يتاجرون بقضية الوطن وهموم المواطن….
مات إسماعيل او قتل إسماعيل او استشهد إسماعيل وهناك الكثير على طريق إسماعيل ولكن لا أحدا يعرف عنهم شيء  لأنهم ليسوا من الرؤوس الكبيرة التي تقبع في المنطقة الخضراء وتصرخ أين الكهرباء 
انهم عراقيين فقط..
وماا بكاني بموضوع إسماعيل الذي لم اعرفه معرفة شخصيه سوى لقاء سريع في زيارة لموقع العمل  انه مؤمن بالعراق ومستقبل العراق مات من اجل ان يبقى العراق…
حقيقة شعرت بالسوء وتمنيت من كل قلبي لو إن إسماعيل ترك الآليات تحترق وهرب حاله حال  الواقع الذي نعيشه لكي يعيش لطفلته المريضة
لماذا يا صديقي لم تهرب . اليوم هو  يوم الجبناء  أنهم يعيشون وينعمون ويغدرون… .
لماذا لا تهرب…من اجل طفلتك المريضة ومن اجل أمك المفجوعة بمصابك الأليم
وداعا يا صديقي   وليرحمك الله  برحمته الواسعة وليلعن الله قاتليك مهما كانوا ومن أين ما يكونون
ملاحظة : إسماعيل ورفاقه  تعرضوا الى هجوم إرهابي  قبل ثلاثة أيام في شمال شرق بغداد وتركوا ينزفون  في الموقع بعد إن قام الإرهابيون بقتلهم وإحراق آليات الشركة  بالقرب من سيطرة أمنية تتفرج على الواقعة…
والله المستعان