خلفت الانتفاضة الشعبانية عام 1991 الكثير من القصص التي تكتنز من البطولة والإيثار ما يجعل الكل يقف إمامها بإجلال وإكبار, يسرد احد الناجين من مجزرة حدثت في محافظة كربلاء نجا منها بالقدرة ,يقول بعد إن دخلت قوات النظام(الحرس الجمهوري) إلى المحافظة واستباحت كل المحرمات والمقدسات وضربت القبة الحسينية المقدسة, ساد الخوف ورائحة الموت في كل مكان وآلة الرعب تسحق بمزنجراتها كل شيء والناس تساق كالإبل إلى المذابح ,يقول أخذتنا السيارات إلى مكان مجهول باتجاه الصحراء خارج كربلاء,بعد مسير استوقفت بنا وتحولنا إلى سيارات أخرى قادتنا إلى جهة فرعية أنزلنا الجنود لنجد أنفسنا وسط ارض مستوية تحيط بها تلال ووجها لوجه أمام حسين كامل الحاكم الناهي في كربلاء خلال تلك الفترة اعتقدنا بان هذه نهايتنا الحتمية, الضربات والركلات والشتائم على أعراضنا مستمرة كنا نحدق بالأرض كي لا نرى البشاعة التي تتطاير من عيونه, قال من منكم مع الحسين ومن منكم مع صدام حسين,ارتعدنا وإصابتنا الدهشة لهذه المقارنة ,شاب بعمر السادسة عشر تتقاطر منه الدماء نهض كالعملاق ينفض غبار الخوف صرخ انأ مع الحسين, يقول المتحدث صعدت القلوب إلى الحناجر وسط صمت رهيب عم المكان , تحرك حسين كامل يتخطى على رقابنا يتظاهر بأنه لم يبالي بما سمع من تحدي, قال له اذهب وقف هناك اشر الى احد الجنود ليمده ببندقية أمطر جميع طلقاتها على الشاب البطل, سقط أرضا وعيونه صوب السماء كأنها تشتكي إليها الظلم, عاد القاتل والحقد والأجرام والخوف يتطاير من عيونه وأعاد السؤال علينا انتفض شاب أخر بعمر الشهيد المضرج بالدماء قال أنا مع الحسين, اندهش الجميع من هذا الإصرار على الشهادة , ,بدا الانكسار واضحا على القاتل المدجج بالسلاح من الضحية التي لاتملك السلاح,قال له اذهب هناك وقف قرب “الجيفه” يقصد جثة الشهيد الطاهرة ذهب بخطوات واثقة قاصدا” الشهادة أمطره بالرصاص قبل أن يصل المكان دليل الخوف ,خر كالجبل الأشم والدماء كأنها البركان تتطاير من جسده الشريف تسجى كما تسجى اصحاب الحسين في واقعة ألطف, ,يقول الرجل كان الرعب بادي على وجه القاتل رغم انه الأمر الناهي, عاد علينا فاقدا صوابه لينهار بالضرب والشتائم على إعراضنا دون ان يكرر مقولته خوفا من تكرار المشهد, ثم قال بالهجته”(يله ولو) يقول الرجل لم نصدق الا أن ركلات الجنود كانت تدفعنا “ولو ولو” مررنا وتفرسنا بوجه الشهيدين لكي نحفظ ملامحهما جيدا” يقول الرجل ساخرا من نفسه ومن معه ذهبنا نحن جماعة صدام حسين إلى بيوتنا, ثم يقول في الليل وفي عالم الرؤي رأيت الامام الحسين توقف عند الشهيد الثاني وقال هذا يدفن معي في الضريح ثم خطى على الشهيد الأول وقال يدفن في مقبرة الشهداء فسأله احد الشهداء لماذا ياسيدي والاثنان استشهدا في سبيل الله قال الإمام الثاني رائ الموت في عينيه وقال أنا مع الحسين
(القصة مستوحاة من مقالة جريدة 14 تموز)