23 ديسمبر، 2024 12:06 ص

من منكم سمع..!

من منكم سمع..!

كيف نصدق أنفسنا، ونحن نتحدث كمن أصيب بالهذيان، وقد أرتفعت درجة حرارته ووقع في مشكلة لا يجد لها حلاً، وتراه يضرب راحتيه ويحرك رأسه، ولا أحد يسمعه، وبالنتيجة يجد كل ما قاله لا يفضي الى باب للخروج من أزمته.
بلغت الوقاحة بالحديث كذباً عن الوطن، وأن يصور بلد على حافة الهاوية بأنه من أفضل شعوب المنطقة أمناً وإزدهاراً؟!
لا ننسنى الأحاديث الطويلة العريضة عن الإنجازات، وعلينا البكاء بقلوب مكسورة على ظهورهم المقومسة من حمل تركة ثقيلة لا تتحملها الجبال! وأن نتصورهم مخلوقات كهبة من السماء، ولا يشبههم أحد بالوسامة، وأقلامهم اطول عمراً من عراقيين يتلقفهم الموت في مهد أمهاتهم؟!
من منكم سمع إعتراف مسؤول بخطيئته؟ ومن منهم تحمل المسؤولية، والى متى نصدق أن داعش دخلت بمؤامرة على السلطة، ولم تقصد البلد بحرثه ونسله؟! وعلينا ان لا نصدق أن الأيزيديات تم بيعهن بسوق النخاسة، ولا أطفال العراق يموتون في مخيمات النازحين،، وأن سبايكر لم تحدث؛ لو أن الجنود صمدوا في أماكنهم، ولم يأمرهم أحد بالإنسحاب، والتخلي عن سلاحهم وملابسهم العسكرية وهواتفهم النقالة؟!
غريب الحديث عن القانون ودولته، التي يعبث بها الإرهاب والفساد؟! وهم ينتهكون أول حلقات القوانين والقيم؛ بممارساتهم الكذب الخديعة وإنتهاز المصائب، لإبراز عضلاتهم التي بنيت بالتفنن في فلسفة الفشل.
هل من المعقول ان تموت الناس جوعاً وفقراً وحرماناً، وفي السجون آلاف من عتاة المجرمين حكموا بالإعدام، وينتظرون كسابقيهم فتح الأبواب، للخروج بصورة منظمة ولا يُسأل أحد؟! وهل من العدل أن من يعيش تحت خط الفقر ربع الشعب، ويُصرف للإرهابي 30 دولار يومياً؟! مع التكيف صيف شتاء، ووسائل الإتصال الحديثة لإدارة العمليات الإرهابية والتنظيم داخل الزنزانات؟! بينما حصة البطاقة التمونية 12ألف دينار شهرياً؟!
ليس غريب في هذا البلد الذي مزقه المفسدون، أن تظهر نتائج التحقيق في جريمة سبايكر، بكلام لا يعقله حتى أطفال رضعوا المصائب، ويُقال ما حدث تقصير وليس قصور، والجنود خدعوا لأجل رمق عيش عوائل لا تملك سقفاً، ووعدوا بالمكارم ولم يستلموا حتى رواتب؟!
المعيب جداً هو صمت العشيرة عن مجرمين أو مفسدين، ومن المخزي ان تبرر جرائمهم، أو تتظاهرعشائر الخونة والمجرمين، على مَن لطخ شرفهم، ومن التخلف أن يخضع القضاء للنفوذ وحب السلطة؟!
ليس جديد أن يكذب خبر توزيع المتنزهات على كبار المتخاذلين، ومن الخزي الدفاع عن من سبب الخراب والدمار؟!
هل ما يزال بعضهم لا يعرف بوجود مليوني نازح؟! وعشرات آلاف الشهداء، وأن ثروة العراق كانت تذهب للفضائيين، وكيف لنا أن نتوقع الحساب العادل، والإرهاب والفساد يقتطع من أجسادنا؟! وإذا كان القضاء يهيمن عليهم البعثيون، ومن يعتبرون قطع الأذن واللسان أفضل إنجازاتهم؟! فلا غرابة من تخليد قادة الهزيمة والإندحار؟!