7 أبريل، 2024 9:55 ص
Search
Close this search box.

من مفارقات الحرب!

Facebook
Twitter
LinkedIn

على الرغم من أنّ قرار غزو العراق قد جرى اتخاذه بشكلٍ مفاجئ ومرتجل من الرئيس الأمريكي بوش الأبن وبتعزيزٍ من جناح الصقور المحيط به ” الجنرال وولفوفيتز على رأسهم ” منذ اليوم الثاني لأحداث 11 سبتيمبر \ ايلول , ولأسبابٍ متعددة تتجاوز ” التعويض النفسي ” لتدمير برجي مركز التجارة والمواقع الأخرى , ومذ ذلك وبتكليفٍ من البيت الأبيض شرعت مراكز الأبحاث والدراسات التابعة لكلا البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية في إعداد التقارير والخطط البعيدة والقصيرة المدى لأجتياح العراق , ومن ثَمَّ لإدارة الوضع في العراق لما بعد الغزو ووفق مراحلٍ شهدها المجتمع العراقي والرأي العام العالمي , ومعروفٌ ومكشوف كيف قامت CIA بتجميع الغالبية من الهاربين من نظام الحكم السابق ومعهم مجاميع من اللاجئين من مختلف العواصم والأستماع الى ما في جعابهم وثم تكليفهم بأدوارٍ لاحقة .

وبالأبتعاد عن ذكرِ تفاصيلٍ مكررة , فالخطط الأمريكية للأحتلال وما بعده كانت تفتقد الدقة والموضوعية السياسية بأعتراف الأمريكان انفسهم , وكانت اولى اخطائهم السريعة تغيير واستبدال الكولونيل – العقيد المتقاعد < جي غارنر > بعد فترةٍ وجيزة من تكليفه بأدارة شؤون العراق وإحلال ” بول بريمر ” في مكانه , وكان مثار استغرابٍ للمراقبين لإبقاء بريمر لسنةٍ واحدة وإعادته الى واشنطن , حيث بانَ أنّ الموقف الساخن في العراق يعتمد على العمليات العسكرية لأدارة الوضع وذلك من خلال انطلاق عمليات المقاومة العراقية المسلحة وبشقيها الوطني والديني ” مع تحفظنا على هذه التسمية والى ابعد الحدود ” والتي اذهلت الأمريكان بتنظيمها ومهارتها , < وتقتضي المقتضيات هنا أن نشير بأنّ خسائر الأمريكيين المعلنة إبّان تلك الفترة والتي زعموا فيها بأنها لم تتجاوز 5000 قتيلٍ وجريح حسب ادعاءاتهم , فهذا الرقم في الواقع يقتصر على جنسياتٍ من المقيمين في الولايات المتحدة من اصحاب الكارت الأخضر والذين وعدوهم الأمريكان بمنحهم الجنسية الأمريكية مقابل مشاركتهم في الحرب , أمّا الجنود الأمريكان فعلياً الذين قُتلوا في الحرب فقد جرى التكتّم على اعدادهم بالكامل .! > وفي الحقيقة فهذا الأمر اضحى معروفاً ومنشوراً بنطاقٍ ضيّق منذ سنواتٍ طوال , لكنما منذ ذلك الوقت والى الآن فقد ظهرَ جيلٌ جديد .!

A \ واحدةٌ من ابرز المفارقات التي اوقعوا الأمريكان انفسهم فيها او اصطدموا بها , فحيث الولايات المتحدة دولة علمانية كسواها من كلّ الدول ” وفيها تمثال الحرية .! ” فقد تعمّدت لجلب الأحزاب الأسلامية ” من خارج الحدود ” وهيأت لهم السيناريوهات والمستلزمات المطلوبة لأستلام السلطة في العراق , وكان من الواضح سعي الأمريكان لإشعال فتنةٍ طائفيةٍ في ذلك , وإلاّ فما معنى أن تستعين العلمانية العالمية بالثيوقراطية – Theocracy لتشكيل حكومة دينية من ال Clergy men – رجال الدين .! , وأية ديمقراطيةٍ نادت بها امريكا لتسويغ احتلال العراق , لكنّ المفارقة أنّ < السحر انقلبَ على الساحر > .! وغدت هذه الأحزاب الدينية تطالب وتشدد على إخراج القوات الأمريكية وثمّ تصطف مع الحرس الثوري الأيراني ضد الأمريكان .! , ثمّ وطوال سنوات حكم احزاب السلطة ” هذه ” فمسألة الفساد المالي هي التي تشغل وتؤرق حياة العراقيين بما يفوق ازمة الكهرباء المزمنة والمتوطئة!

B \ المفارقة الأخرى المختلفة عن سابقتها , فبقدر ما تكبّد العراقيون من خسائرٍ في الأرواح والجرحى من المحتل الأمريكي وما مارسوه من تعذيبٍ يخجل منه جبين الأنسانية في فضيحة سجن ابو غريب < واتي من أبعادها غير المرئية أن قام المالكي بتغيير أسم سجن ابو غريب الشهير الى سجن بغداد المركزي .! > , وبجانب تدمير المصانع والمنشآت العراقية ومعظم البنى التحتية , وجهدهم الجهيد في تمزيق النسيج الأجتماعي في العراقي , لكنّ المفارقة هذه تكمن في اضطرار احزابٍ وتنظيماتٍ وطنية ومدنية عراقية وشرائح جماهيرية كبيرة للمطالبة ببقاء القوات الأمريكية في العراق , وذلك لمعادلة ومقابلة النفوذ الأيراني والقوى المحلية العاملة بأمرته والمرتبطة به اصلاً ” وهي معادلة جمع ومقابلة الأضداد فيما بينهم ! ” , ولعلّ هذا ما فاجأ الأمريكان بهذه المفارقة ذات السمة الفارقة .!

C \ يبدو أنّ البلاد تمرّ الآن في مرحلةٍ معلّقةٍ قصيرة المدى وسْط التصعيد الساخن سياسياً واعلامياً بين طهران وواشنطن , ورغم استبعادنا لحدوث تطوراتٍ عسكريةٍ فعلية وملموسة بين الطرفين , انما من الصعوبة التكهن بما ستؤول اليه تطورات الأحداث , كما أنّ الرئيس ترامب رجل مال واعمال اكثر منه رجل سياسة وعلاقاتٍ دولية , ويحظى بمعارضة شديدة في الداخل الأمريكي !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب