توجهت لنا دعوة اخوية من الشيخ عبدالرحمن الايوب ابوحاتم في ناحية القيارة لمناسبة زواج ابنه احمد وقد طلبت منهم اي يتقبلوا اعتذاري عن الحضور لكن اصرارهم واتصالهم بي اكثر من مرة جعلني ارضخ للامر الواقع والذهاب للحضور في هذه المناسبة وعند وصولي وكان يرافقني ابني الدكتور فهد وجدنا استقبال وترحيب لايمكن وصفه في اي مقاله وشاهدت الفرحة لهذه المناسبة في عيون كل الحاضرين الذين تجمعوا من كل صوب وناحية ولا ابالغ اذا قلت ان الشيخ عبدالرحمن الايوب قد وجه الدعوه الى كل ابناء جنوب الموصل وبعد حضور الجميع قاموا بتقديم وجبة العشاء وفي كل منسف شاهدت كرم هذه العائله العريقة ورغم كثرة الاحباب من الملبين الدعوه الا ان اصحابها قد قاموا بالضيافة في اتم وابهى صورة يعتز بها كل ابناء القبيلة…فالف مبروك لكم يا آل ايوب افراحكم ومبروك للعريس الملازم احمد زواجه….
كان احد المستقبلين مع آل الايوب وهو يشاركهم فرحتهم الشيخ جاسم الگصمي واثناء ذلك الوقت اتصلوا به اصدقاء له وابلغوه بانه قد جاءه ضيوف من العاصمة بغداد فذهب الى بيته وابلغهم على الفور بان يجهزوا وجبة عشاء الضيوف في ديوانه العامر والمعروف والمميز في ناحية القيارة ثم عاد واكمل موقفه مع اخيه وصديقه الشيخ عبدالرحمن الايوب الى حين نهاية وجبة العشاء وذهبنا معه انا وابني فهد وكان برنامجنا المسبق المبيت في مضيفه وبعد وصول الضيوف وهم الشيخ هادي علي الفيأض شيخ قبيلة البوعامر المتواجدة في حزام العاصمة بغداد ومن معه وللمعلومة فقط آل فياض هم شيوخ وامراء قبيلة البوعامر المعروفة في كل انحاء العراق والوطن العربي وهي من القبائل العربية التي هاجرت من اليمن الى وادي الرافدين مرورا في الحجاز ويعتبر الشيخ هادي ابوحسن هو وريث والده رحمه الله في مشيخة العشيرة اضافة لوظيفته مدير ناحية الراشدية وسبق له ان خدم مدير ناحية القيارة وتربطه علاقات واسعة وطيبة مع اهالي الناحيه ومازال متواصل مع اهلها والجميع يكن له المحبة والتقدير والاحترام لما زرعه من طيب اثناء خدمته مدير لناحية القيارة.. وهذا دندن الاصلاء فهو من عائلة لها عمق في التاريخ ومعروفين في وطنيتهم التي لايساوم عليها أحد.وبعد ان حان موعد تقديم وجبة العشاء في مضيف الشيخ جاسم الگصمي وما ادراك ما جاسم الگصمي لقد اصر ان يقدم مائدة فيها انواع اللحوم البيضاء والحمراء وكما يقول المثل الشعبي ( اليسبح والينطح واليطير) وبصراحة ان كرم هذا الشيخ يفوق التصور في زماننا هذا فلقد عمرت موائده واصر ان يقوم الجميع من الموجودين الذي جاءوا للسلام على الضيف واغلبهم قد تناولوا وجبة عشاءهم في بيوتهم ولكن اصرار الشيخ جاسم الگصمي وكرمه اللامحدود فرض امر الواقع على الجميع لتناول وجبة ثانية طبعا وكاتب هذه المقالة من ضمنهم..
وبعد تناول وجبة العشاء قدموا ابناءه الامراء في خُلقهم واخلاقهم وهم المهندسين مأمون وايمن الشاي للضيوف وبعدها القهوة العربية المهيلة بالعطر والتي تشم رائحتها من بعيد ثم الحلويات مع حديث يسوده النكته والشعر وكانت جلسه عربية تكتب في التاريخ.. غادرنا بعدها انا وابني الدكتور فهد مودعين من قبل الشيخ جاسم الگصمي وابناءه الى مدينة الموصل.. شاكرين للقيارة واهلها ولآل الايوب وآل الگصمي حسن الضيافة… ادام الله عليهم هذه النعمة وجعل ايامهم كلها افراح ومسرات….