في ذات نهار كنت أنا وصديقي نسير معاً متوجهين إلى عملنا وكان حينها في مدينة الانتاج الاعلامي في مصر تحاورنا حول الأمم ودواعي نهضتها أو انكسارها فتوصلنا قبيل دخولنا مقر العمل الى أن التعليم والثقافة هما المفتاح الأساس لنجاح الدول ورقيها.
بعد أن عدت إلى مدينتي بعد فراق دام اكثر من ثلاثة عشر عاماً تأكدت يقيناً أن ما تحدثت به قبل عقد تقريبا أنا وصديقي آنذاك كان حقيقياً وواقعياً وكنت أمل أن أرى ذلك في بلدي الذي يزخر بالثروات والكفاءات والخيرات التي لا عد لها وبالطيبين والاخيار في هذه البلدة وكيف لا وهو مهد الحضارات ومهبط الأنبياء والرسل !!
إلى هنا لم تبدأ القصة بعد حيث انني انصدمت بأن كل ما في بلدي لم يتم استغلاله بالطريقة الصحيحة ،، فلا السياسي يعمل بالشكل الصحيح ولا الاقتصادي له الحرية ولا الصحفي حر القلم !! ولا اي شيء كما نتمنى.
مرت سنوات على تغيير نظام الحكم في هذا البلد العريق دون أي تقدم الا في بضعة مجالات وبجهود شخصية من بعض الكفاءات التي نتمنى أن تبقى برغم كل صعوبات هذه الدنيا والمرهقة بكل جوانبها.
بعد أن تم صرف اكثر من الف مليار دولار نعم الف مليار انه رقم مخيف ومرعب يبني عشرات الدول من الصفر إلى الالف دون بناء مستشفى يذكر أو جامعة يشار إليها سوى بضعة مساجد وكنائس وحسينيات بنيت زوراً ونفاقاً وفي سبيل الله في أحيان قليلة !!
في العام 2020 لم تكن هذه السنة المميزة بتعداها ونُطقها جميلة وسعيدة كما تمناها فقراء الله والارامل والمعدومين ولم يكونوا على علم بأنها ستكون ربما الأصعب في حياتهم خصوصاً بعد هجوم #فايروس_كورونا والذي هز عروش الملوك وقض مضاجع كبار هذا الكون.
نعم البلد مقبل على افلاس قد يشل حركته ويوقعه في ديون” ليس لها من دون الله كاشفة”.
العراق بعلماءه واساتذته وعقوله النيرة مطالبين جميعاً بضرورة إيجاد بدائل قد تنعش اقتصاده بدل الاعتماد على “النفط” كمصدر رئيس للميزانية كونه لم يعد “ذهب الدنيا” وقد يكون سبباً في تعاسة وشقاء البلد باكمله وهذا ما كان يردده اجدادنا وابائنا.
تبقى الأحلام بوطن مستقر مزدهر قائمة برغم كل الامال التي تنتهي كلما عول الشعب على رجل يكون اسوء من قبله في حكومات متعاقبة ليس لها هدف سوى المناصب والمكاسب والغنائم و “طمطم لي وأطمطم لك.