يبدو ان حكام بغداد يعشقون المجالس ، لأنهم لايملكون غير كلام المجالس ، فقد بدأو حكمهم بمجلس الحكم ، وكان صم بكم ، ومجالس الوزراء كانت مولدات للفساد ومعادات الكهرباء ، ومجلس مكافحة الفساد كان حاميا للفساد لانه تكون من هواة ومحترفي الفساد ، واليوم مجلس الاعمار ، والمقصود به زيادة وتيرة الفساد على حساب الاعمار ، والغريب ان قانونه يناقش في برلمان يشكو هو الاخر قلة الحيلة إزاء اعضاء منه مارست الفساد ، وهنا وأنا لست من محبي النظام الملكي ، لكنه كان يملك مجلسا للاعمار قطع بالعراق شوطا طويلا في إعمار البلاد لازالت منجزاته شاخصة حتى اليوم ، لقد أختار النظام أنذاك من هو كفؤ ونزيه لعضوية المجلس ، وكان من منجزاته مشروع الثرثار في سامراء الذي انقذ بغداد والجنوب من الفيضانات العارمة واخرها فيضان 1954 الذي خرب البلاد ، وتلاه مشروع الحبانية ، وسد دوكان ودربندخان وسد بخمة ، والقصر الجمهوري وبناية البرلمان في العباسيات ، ووزارة التخطيط ومجلس التخطيط ، والبنك المركزي والمصرف العقاري ، وجسر الجمهورية ، ومشروع مزارع المسييب الكبير ، ومشاريع الإسكان ، والمدارس والمستشفيات ، وغيرها من آلاف المشاريع التي أنجزت في العهد الجمهوري . أننا لا نبخس على الناس اعمالهم ، ولكن يقتلنا الشك فيكم وفي مجالسكم ،
ان مجلس الاعمار الأعلى المقترح لا يمكن ان يكون بديلا عن الإخلاص والنزاهة وحب الوطن ، الشعب لا يريد مجالس بل يريد مناقب ، يقف عندها المواطن ، مرحبا بجهد العاملين ، العبرة بالعمل لا بكلام المجالس ، يا قادة البلد الذي جعلتموه خاويا ومفلس…