لايکف القادة والمسٶولون في النظام الايراني من إطلاق التصريحات التي تحتوي على تهديدات مبطنة أو أخرى مباشرة ضد بلدان وشعوب المنطقة وتحذيرها من مغبة الوقوف ضده وعدم الخضوع والقبول بمايريد أن يحققه في المنطقة، وهو بهذا مصداق للقاعدة المشهورة”إن لم تکن معي فأنت ضدي”!
التصريح الذي أدلى به أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، يوم الاحد الماضي، والذي حذر فيه بأنه:” لن يكون أمام أمريكا والدول المتحالفة معها في المنطقة سوى الهزيمة. وإذا استمرت دول المنطقة في سياسة التحالف مع واشنطن، فإننا نتوقع تعرضها لاندلاع ثورات شعبية”، وکلام شمخاني واضح ولايحتاج لأي شرح أو تأويل فهو يقول وبالحرف الواحد، من يقف ضدنا فإننا لن نقف مکتوفي الايدي وسنحرك عملائنا للإطاحة بهم!
شمخاني لايکتفي بهذا القدر وإنما يستمر في تصريحاته”السفيهة”و”المثيرة للسخرية” عندما يقول:” الولايات المتحدة والغرب والدول الرجعية في المنطقة تستأجر عناصر إرهابية ومرتزقة لضرب فصائل المقاومة الاسلامية في العراق ولبنان وسوريا واليمن”، هذا الرجل يتصور الناس سذجا بأن يعبر عليهم هکذا کلام مثير للشفقة، فهو يريد منح صك الوطنية والانتماء لعملاء ومرتزقة النظام الايراني في المنطقة ووصف کل من يقف بوجههم ب”العناصر الارهابية والمرتزقة” ولايوجد من لايعرف بأن ماکنة صناعة الارهاب والتطرف تشرف عليها دولة ولاية الفقيه دون غيرها.
هذا الرجل وبعد کل هذا الکلام المثير للسخرية والاستهزاء يدخل في أصل الموضوع الذي هو في صدده عندما يقول:” إيران ستنتصر على ترامب وسياسة العقوبات الأمريكية”، المشکلة والازمة والعقدة الايرانية کلها في هذه العقوبات وفي رفض الشعب الايراني والمقاومة الايرانية للنظام الايراني أما کيف ينتصر النظام الايراني على الولايات المتحدة الامريکية وعلى الشعب الايراني والمقاومة الايرانية فإنه يوضح بأن:” الجيش السوري والحشد الشعبي وأنصار الله والمقاتلين الإيرانيين أثبتوا أن الغرب ليس مركز العالم، وأن القوة الأمريكية نمر من ورق قابل للانهيار”، علما بأن رئيس محاکم الثورة في طهران، موسى غضنفر آبادي، قد هدد الشعب الايراني فعليا بهٶلاء العملاء قبل فترة قصيرة عندما قال:” “إذا تخلينا نحن عن دعم الثورة سيأتي الحشد الشعبي العراقي وفاطميون الأفغاني وزينبيون الباكستاني والحوثي اليمني ليدعموا الثورة”!
کل الذي يمکن أن يبدو واضحا في إيران هو إنه هناك أوضاع حساسة وخطيرة تواجه النظام الايراني وصار يعاني من وطأتها ويريد أن يخفف من تأثيراتها عليه ولذلك يلجأ الى مثل هذه التصريحات والمواقف المخادعة التي تقلب الحقائق رأسا على عقب.