لم تكتف الولايات المتحدة باعلان حربها على العراق وافغانستان بل بدأت عملية تخبط تمثلت باطلاق صفة الارهاب على الحركات الوطنية التي تناضل من أجل نيل حقوق شعبها المسلوبة والمغتصبة وعلي الحكومات التي لا تسير في فلكها ولا تنفذ أوامرها ولا تتجاوب مع سياساتها العدوانية القائمة على استعباد الشعوب ونهب ثرواتها والتحكم في مقدراتها وسلب اراداتها وتنطلق الادارة الامريكية من مبدأ جديد اعتمدته في العلاقات الدولية يقوم على اساس من لم يكن معنا فهو مع الارهاب في عملية يقصد بها ارهاب الحكومات والحركات السياسية واجبارها على تغيير مواقفها السياسية لتتطابق مع ما تريده واشنطن وهذا من السوابق الخطرة في العلاقات الدولية، فالولايات المتحدة تلوح بالعصا الغليظة تجاه الدول التي لا تقف معها وارهاب الحكام الضعفاء والخائفين على كرسي الحكم , وتقول لهؤلاء اذا اردت ان تعيش مستورا فعش عمبل تحت وصاية العمالة والخذلان وتنفيذ كل مخططات الولايات المتحدة الامريكية , أن الولايات المتحدة لم تعتمد الارهاب تجاه الدول وشعوب العالم فحسب بل انها دمجت الارهاب بالعدوان العسكري والحرب المدمرة ، فهي أول دولة في العالم استخدمت السلاح النووي المدمر ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية ولم يسبق لأية دولة أن استخدمت هذا السلاح قبلها وعملت على التشجيع على الحروب ما بين الشعوب، وبين الشعب الواحد بل انها قطعت بقواتها عشرات الآلاف من الكيلومترات وعبرت المحيطات لتقاتل الشعوب والدول وعملت على استعباد شعوب أمريكا اللاتينية ولم تبق دولة فيها الا وخلقت لها المشاكل ضمن سياسة قوس الازمات ومبدأ من ليس معنا فهو ضدنا أو مع الارهاب وتنتهك واشنطن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يقضي بمنع التدخل في الشؤون الداخلية للغير الا في حالة الدفاع عن النفس , ولما كانت الحروب التي اشعلتها أمريكا كلها بقيام الأخيرة بجلب قواتها وقوات تحالف الدول الغربية عبر البحار والمحيطات لتحارب دولة مستقلة ذات سيادة لم تكن في نزاع معها بل ان الدول والشعوب ذاقت الويلات من السياسة العدوانية الامريكية خلافاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولكن السؤال المطروح أين أمريكا من ذلك كله؟ومن المعروف ان تسوية النزاعات بين الدول يتم باعتماد المفاوضات المباشرة بين الدول المتخاصمة أو المختلفة وتبذل الممثليات الدبلوماسية جهودها السياسية لتحقيق ذلك انطلاقاً من حسن النيات أو القيام بمساع حميدة للوصول الي ذلك الا ان الملاحظ ان الولايات المتحدة بادرت بالاحداث والمشاكل التي خلقتها للغير من الدول ولم تعتمد هذه المبادئ بل لجأت الى القوة العسكرية الغاشمة لفرض موقفها على الغير بل ان واشنطن لم تأخذ نصيحة أصدقائها ونظرت اليهم باستصغار وتؤمن ان على دول العالم اجمع ان تنفذ أوامرها حتى وان كانت ذات مساس بسيادتها وبدلاً من لجوء الادارة الامريكية الي الحكمة والعقل فرضت حرباً أعلنها بوش حرباً صليبية علي العراق بوصفها الجبهة الداخلية المركزية للارهاب , ان الحرب التي شنتها أمريكا وبريطانيا على العراق تهدف الي ضرب العراق ومقدراته الانسـانية مما زاد في غضب الشـــارع العراقي والعربي وقد خسرت أمريكا الكثير من هذه الشعوب وان الولايات المتحدة في حربها علي العراق لم تتمكن من تحقيق شيء علي الخريطة السياسية والجغرافية بل ان الاحداث عصفت بالمخطط الامريكي بجعل شعب العراق الصابر لثلاثة أجزاء خارج الحدود أو تحت التراب أو خلف القضبان .. وأخيراً نقول نحن العراقيين للعالم أجمع ان أمريكا الآن قد غرقت ومعها قوات التخالف متعددة العصابات في وحل المستنقع العراقي حتى لا تتجرأ أن تقدم على احتلال دولة اخرى .. ولله .. الآمر