23 نوفمبر، 2024 12:03 ص
Search
Close this search box.

من لغة الأحلام الى لغة الأرقام

من لغة الأحلام الى لغة الأرقام

-1-
لا أحد يُنكر ان هناك فارقاً كبيراً بين لغة الأحلام ولغة الأرقام .

الأمنيات كثيرة ولكنّ المتحقق منها ليس كثيراً في معظم الحالات …

وهذا هو الذي عناه الشاعر العربي بقوله .

ما كلُّ ما يتمنى المرءُ يُدرِكُهُ

تجري الرياح بما لاتشتهي السفنُ

-2-

وثمة من يعيش بأحلامه وأمانيه ، بعيداً عن الواقع والحقائق .

وحين يكون راس المال أحلاماً وردية فانّ الصورة قد تكون قريبة من المهزلة ان لم تكن المهزلة بعينها …

-3-

أعرف مَنْ تصدّى للحصول على مقعد نيابي منذ انتخابات الجمعية الوطنية في (2005) وساقه حسابه الخاطئ الى ان تكون له (قائمة) من بين القوائم الانتخابية ، ولم يحصد منها الا الخيبة والمرارة …

-4-

وبَدَلَ ان يتعظ بالتجربة كررها ثانية في انتخابات (2010) ، وعمل في نطاق العشيرة واستنفر من يستطيع من الناس، فما حصد شيئاً غير الذي حصده في الجولة الاولى …

اعني أنه حصد الفشل الذريع رغم ما تكبدّه من خسائر ..!!

-5-

ولم تكن التجربتان الفاشلتان تصدانه عن الإصرار على تجربة ثالثة في انتخابات (2014)، سرعان ما التحقت بأختيها وجاءت فاشلة بامتياز ..!!

-6-

قال عن نفسه لبعض أصدقائه :

انه شكّل (60) لجنة انتخابية ..!!

وبمقدورك ان تفهم بناء على صدق المعلومة كم هي تكاليف هذه اللجان..؟!

-7-

وقبل ظهور نتائج الانتخابات ، قال لأحد أصدقائه انه حصد عشرة آلاف صوت ..!!

-8-

وحين ظهرت النتائج تبين أنه لم يحصد (350) صوتاً..!!

-9-

ومن المهازل المضحكة أنه أخذ يمنّي نفسه بعد هذا الفشل الذريع بحقيبة وزارية ، ويخبر بعض رفاقه أنها ستمنح له في الحكومة الجديدة ..!!

ان العلاقة بين الفشل وبين المناصب، في منطق هذا الغِرّ الساذج ،ودية للغاية ، بمعنى أنه كلما كان الفشل أكبر ، تصاعدت الى سقوف أعلى ..!!

وعلى الفطنة ، والدراية بحقائق السياسة ، ألف تحية وسلام .

-10-

سر هذه الانتكاسات الفظيعة كلها ، ان صاحب الحظ التعيس لم يستطع حتى الآن ان يميّز بين نوعين من الوجود

1 – الوجود القائم بالذات

2 – الوجود القائم بالغير

وقد تخيّل أنه أصبح صاحب وجود من النوع الأول، بينما هو في الحقيقة لايُعدّ اذا حضر، ولا يُفتقد اذا غاب – كما يقولون – .

لقد كانت له تجربة معيّنة في تمثيل كيان سياسي مهم ، وعلى ضوء ذلك التمثيل كان يحظى بمعاملة خاصة من سائر الاطراف السياسية، ولكن الكيان السياسي الذي كان يمثله، اتخذ قراراً بعزله ، فعاد الى المربع الأول ، مُجرداً من كل المقومات المطلوبة في الفائزين ….

-11-

وأطرف الطرائف انه مشغول الآن باعداد ورقة مهمة لتأسيس حزب سياسي يكون له دوره الفاعل والكبير في الساحة العراقية، وخفي عليه ان الحزب الناجح لايصنعه الفاشلون ..!!

-12-

ونحن لم نكتب هذه السطور من باب التشفي بمن حُجب عنه الفوز ، لان التشفي مرفوض، باعتباره عاهة أخلاقية، وانما كتبنا القصة باختصار ليكون صاحبها نموذجاً للحسابات الخاطئة التي كثرت في الآونة الأخيرة ،

وأوصلت عددَ المرشحين الى مازاد عن (9000) بينما المطلوب منهم هو فقط (328) .

ان هذا يعني ان اخوانه من الرضاعة ليس بالعشرات والمئات بل هم ألاف مؤلفة ..!!

ويا ساعد الله الشعب العراقيّ على تحمّل هولاء المنتفخِين ، الذين يضحكون على انفسهم أولاً قبل محاولة الضحك على الآخرين .

أحدث المقالات

أحدث المقالات