في حديثه الأسبوعي قال رئيس الوزراء نوري المالكي (( إنّ رئاسة مجلس النوّاب الحالي قد فشلت فشلا ذريعا في عملها , وأشغلت مجلس النوّاب بقوانين ليست ذات أهمية , وأدخات الحكومة في اشكالات هي في غنى عنها , بل حتى وقفت أمام سير عجلة الحكومة في تنفيذ أغلب المشاريع المهمة التي تخص المواطن )) .
ولا أدري هل هي مصادفة أم تخاطر أم شعور مشترك بالمسؤولية الوطنية جمعني مع رئيس الوزراء نوري المالكي ؟ , ففي يوم الثلاثاء المصادف 1/4/2014 كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان ( لا خير بانتخابات لا تأتي بحكومة أغلبية سياسية ) , وهذا المقال منشور في موقع الحوار المتمدن ومواقع عراقية أخرى , وفي اليوم التالي الأربعاء 2/4/2014 , رفع رئيس الوزراء في كلمته الأسبوعية شعار حكومة الأغلبية السياسية , وحينها اعتبرت هذا الأمر مجرد مصادفة أو تخاطر ليس إلا , وقبل يومين كنت في حديث خاص مع أحد النوّاب وكنّا نتحدث عن تجربة رئاسة البرلمان الحالي المريرة , مقترحا عليه أن تتوّلى إبنة الشعب العراقي وفخره الدكتورة حنان الفتلاوي , رئاسة برلمان الشعب القادم , خصوصا بعد هذا الإنجاز الكبير الذي حققته في الانتخابات الحالية والتفاف أبناء الشعب الكبير حولها , ومؤكدا له إنّ برلمانا تقوده حنان الفتلاوي سيكون قطعا من أفضل البرلمانات في تأريخ الدولة العراقية الحديثة , فقال لي بالحرف الواحد أنّي اتفق معك تماما بهذه الرؤية , لكنّها غير ممكنة لأنّ المناصب السيادية الثلاث تخضع للتقسيم بين المكوّنات , فلا يمكن أن تكون رئاسة مجلس النوّاب ورئاسة الحكومة , للشيعة في آن واحد , فهذا غير ممكن ويعطي رسالة غير مطمئنة للمكوّنات الأخرى , وكأنّ الشعب العراقي الذي يتطلّع لإنهاء نظام حكم المكوّنات محكوم بهذه المعادلة .
واليوم يأتي حديث السيد رئيس الوزراء مصداقا لحديثنا الذي دار بيني وبين هذا النائب, ليؤكد وجهة نظرنا برئاسة البرلمان الحالي , وبمناسبة هذا الحديث المهم لرئيس الوزراء , أودّ أن أطرح ما يتداوله العراقيون في مواقع التواصل الاجتماعي ورغبتهم في أن تعتلي إبنة الشعب العراقي الدكتورة حنان الفتلاوي لرئاسة مجلس النوّاب القادم , فالعراقيون عامة يرون إنّ تقسيم المناصب السيادية الثلاث بين المكوّنات قد اثبت فشله الذريع , خصوصا مع رئاسة البرلمان الحالية , فهذه الرئاسة كانت السبب الأول والأخير في هذه الأزمة السياسية التي يمر بها البلد , وتجربة الرئاسة الحالية يجب أن لا تتكرر تحت أي ظرف أو أي سبب , ونجاح حكومة الأغلبية السياسية التي ينشدها الشعب العراقي , تعتمد قبل كل شيئ على حالة الإنسجام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية , فبدون هذا الانسجام لا يمكن الحديث عن حكومة أغلبية سياسية ناجحة , تستطيع أن تنهض بالأعباء الجسام التي تنتظرها , وفي ظل هذه الأوضاع التي يمر بها البلد , لا اعتقد أنّ مثل هذا الانسجام سيتحقق ما لم تكون رئاستي مجلس النوّاب والحكومة من ذات الكتلة السياسية التي ستشّكل الأغلبية السياسية . وحديث رئيس الوزراء نوري المالكي عن رئاسة البرلمان الحالي , هو انعكاس لما يدور من أحاديث بين عامة أبناء الشعب العراقي وخصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي , التي تدعو إلى توّلي الدكتورة حنان الفتلاوي رئاسة مجلس النوّاب القادم , والحقيقة إنّ هذه الرغبة الجماهيرية العارمة أصبحت تتعاظم وتكبر ككرة الثلج , ولو طرح هذا الأمر على الشعب للاستفتاء عليه , فأنا واثق أنّ الشعب العراقي برّمته سيقول نعم لإبنة الشعب العراقي وفخره , ومن المؤكد إنّ هذه الدورة ستدخل التاريخ كونها أنجح دورة في تأريخ العراق المعاصر , ولهذا أدعو كل عراقي غيور وحريص على مصالح وطنه وشعبه , أن يطالب رئيس الوزراء بالتفكير جدّيا برغبة الشعب العراقي هذه .