22 ديسمبر، 2024 9:56 م

من لبنان الى سوريا وما دخل العراق!

من لبنان الى سوريا وما دخل العراق!

(تضخيم الأمور التافهة لن يزيدك إلا هماً ومشقة، أعطِ كل شيء قدره المناسب، فإن أعطيته اكبر من حجمه، صُعبَ عليك التعامل معه)، ومن هذه الأمور المزايدة على ضمائر أصحاب العمائم الطاهرة، رغم أنهم يحترقون بصمت من أجل الأرض والعرض، وكلماتهم يرهبها الأعداء، وأي أعداء إنهم أبالسة العصر وشياطينه (اليهود وأمريكا).
مشكلتنا التي أصبحت متلازمة معنا، وهي بأننا لا نكلف العقل ونعطيه الوقت، لكي يتوخى الدقة في إستلام الخبر، وكأن صاحب الخبر يحاول دفع الباب لفتحه فيفشل، فيحاول بالقوة من خلال التشويه والتضليل، ومن ثم يكتشف أن الباب يفتح في الإتجاه الآخر، وإلا فما مغزى من علم الحكومة العراقية، بصفقة أسرى الدواعش، ونقلهم الى البو كمال السورية على الحدود العراقية منذ مدة، ومع ذلك لم يتضح لحد الآن الأسباب الحقيقية وراء ذلك التصرف.
وبتصريح واضح وصريح قالوها (بالفم المليان): من لبنان الى سوريا وما دخل العراق بذلك، متناسين أن الحدود مع سوريا كبيرة وواسعة ومفتوحة ومن الصعب إغلاقها، وهذا يعني أن سوريا والعراق يعتبر بلد واحد، بسبب ظروف الحرب ضد دواعش التكفير.
بعضنا يعدها عملية خطيرة، ويقول اللبنانيون أكثر وطنية وشرفاً من المسؤولين العراقيين للحفاظ على أرضهم، ولكن يجب أن لا ننسى أن المشاكل لا تحل بالقوة، بل يجب الاعتماد على العقل، في إستنباط التحليل الصحيح وفي الوقت الصحيح، ولا يمكن إصدار الأحكام جزافاً، حول مسألة حساسة جداً، وعلى درجة من الخطورة والأهمية، فالعراق على لسان رئيس وزرائه، كان دائماً يصرح : لن نسمح لأحد بان تكون أرض العراق ساحة لتصفية الحسابات، أو منطقة للمفاوضات، والمؤامرات، والنزاعات.
الصورة ربما أصبحت واضحة بعض الشيء، فلا يعقل أن الحكومة العراقية تعلم بهذه الصفقة وتؤكد علمها، ومن ثم تلقي بضرر الإرهاب على أهلها، فهي تقاتل منذ سنوات، وقدم أبناء الشعب بجميع أطيافه ومكوناته وطوائفه كثيراً من الدماء والدموع، للقضاء على هذه الآفة المتطرفة، التي أنتجتها مصانع الصهاينة وأذيالهم من الأعراب.
بعض القنوات المأجورة تروج تصريح رئيس الوزراء، الذي قال فيه: عن الصفقة وعقدها بأنه أمر غير مقبول، وقد لاقى تصريحه كثير من الإستهجان والإزدراء من المتابعين، لكنهم يفسرون الأمر وفق ما يشتهون، والحقيقة أن العراق لن يدفع ضريبة أي إتفاقات أو صفقات تمس بأمن العراق، لأننا ببساطة وبألم كبير عانينا ما عانينا خلال العامين الماضيين، وكانت دماء أبنائنا الزكية تروي الأراضي العراقية، من أجل أن تعيش شجرة الأمان، لبقية أبناء شعبنا الحبيب.
ختاماً: لم ولن نتهاون بقلع آفة الموت، من كل شبر في أرض العراق، وسنحمي حدودنا ونجعلها مقبرة، لجرذان الصحراء القتلة، مادام فيها رجال عاهدوا الله ورسوله وآل بيته الأطهار، أن تكون أجسادهم سداً منيع بوجه الإرهاب.