23 ديسمبر، 2024 6:30 م

من لا ينطق لا يخطأ ..

من لا ينطق لا يخطأ ..

كثيراً ما نسمع المقولة الشهيرة (من لا يعمل لا يخطأ ) وهذه حقيقة فالذي يعمل لابد أن يخطأ  في لحظة من اللحظات وهذا ليس عيبا ولا مثلبة أو نقصا ولكن الذي لا يعمل لا يخطأ  لأنه بالأساس لم يقدم عملا حتى يخطأ  فالحالة هذه سالبة بانتفاء الموضوع وكذلك بالنسبة للكلام ,  فالمرجع الذي يصدر منه كلاما وخطابات كثيرة يخاطب بها الناس قد يصدر منه خطا أو هفوة وهذا بطبيعة الحال لا يؤثر على ما يتبناه او يطرحه , بعكس المرجع الذي لا يتكلم ولا يصدر منه شيء فهنا لا يصدر منه خطا لأنه بالأساس لم يتكلم أبدا ولم ينطق ولم تصدر منه بحوث أو مؤلفات ولا اثر علمي ولا محاضرات أو دروس مكتوبة أو مصورة أو صوتية على اقل التقديرات فالحجر لا يصدق أن نقول عليه ينطق أو يتكلم لان الحالة هنا سالبة بانتفاء الموضوع أصلا .. فإذا لم يصدر من المرجع أي شيء مكتوب أو مسموع أو أي اثر يدل على علميته أو اجتهاده فهل نستطيع أن نقارنه  مع المرجع الذي ملأت مؤلفاته وبحوثه الفقهية والأصولية والعقائدية الخافقين فهل يوجد قياس ؟ هل يوجد مقارنة ؟ بالتأكيد لا يوجد ويبقى المرجع العامل والناطق هو المؤثر وله المرجعية وهو صاحب التقييم رغم التعتيم والتحجيم الذي يمارس ضده وبالمقابل التبويق لغيره الذي لا يمتلك الأثر والدليل وبهذا السياق والمنهج كان هذا المعنى طرفا وجانبا مشرقا من المحاضرة السابعة التي ألقاها سماحة السيد الصرخي الحسني في برانيه بكربلاء المقدسة يوم الخميس /4 جمادى الأولى/ 1435هـ  ضمن سلسلة محاضرات في  (( تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي  )) حيث أشار سماحته بهذا المعنى  إذا لم يصدر مني أي اثر علمي كيف  يتم تقييمي باني مجتهد أو لا ! وانتقد سماحته المقارنة بين الساكت والمتكلم قائلا: “حتى في المقارنة عندما تريد أن تقارن عندما يصدر من الشخص 100 كلمة ويصدر من شخص آخر 1000 كلمة لا يصح أن تقارن الخطأ من هذا تقول صدر خطأ أبو المائة وأبو الألف صدر منه خمسة أخطاء لا يصح” وأردف “لأن الذي صدرت منه ألف كلمة الخمسة تعتبر 5 % بينما ذاك 1 % ، لأن هذا الذي أخطأ خمسة أخطاء هو أفضل من هذا الذي أخطأ خطأ واحدا”..