23 ديسمبر، 2024 10:52 ص

من لا يدخل مكة فهو ( آمن ) !

من لا يدخل مكة فهو ( آمن ) !

تنقل لنا كتب الدين والتاريخ الاسلامي المعتمدة من قبل المسلمين أنفسهم كيف ان شبة الجزيرة العربية كانت ارضا تضم مجتمعات وقبائل تعتنق مختلف الديانات الشرقية ، كعبدة الاصنام والاوثان  واليهودية والمسيحية وغيرها ، ولا تتحدث تلك الكتب التاريخية والدينية الاسلامية عن اية اعمال عنف دينية رافقت ظهور او انتشار او ممارسة  تلك الديانات لطقوسها ومعتقداتها بين قبائل ومجتمعات الجزيرة العربية ، كما ان جميع تلك الاديان كانت تتعايش مع بعضها دون صراعات عنف دينية تستحق الذكر ، حيث كانت جميع تلك الاديان المختلفة لا تَقر ولا تتقبل ابدا فكرة فرض المعتقدات الدينية على الآخرين ، ولذا فقد تعايشت كل تلك الاديان كلٌ حسب معتقده جاعلة من تعددها الديني والطائفي سببا اساسيا لقوة وتكامل مجتمعاتهم آنذاك ، فكعبة مكة وكذا بقية كعبات  الجزيرة العربية والتي بنيت من قبل الوثنيين وعبدة الاصنام كانت لغرض الحج الديني والدعاء الى الله وذبح القرابين فيها جنبا الى جنب استغلال  اشهر الحج لاغراض التجارة والتعارف والالتقاء الاجتماعي ، في حين كانت القبائل اليهودية والمسيحية لا تؤمن بصلة اية كعبة  بالديانة السماوية ، لأن كتب وادبيات اليهود والمسيحيين لا تتضمن اي علاقة او ربط بين الكعبة  والديانة السماوية  ، ورغم ذلك كانت جميع قبائل الجزيرة العربية بكل دياناتها تتعايش سوية وتتاجر سوية اضافة الى الكثير من القبائل البدوية التي كانت تمتهن اعمال الغزو والسلب والنهب  كواقع حياتي واجتماعي  مفروض عليها لمقاومة البيئة الصحراوية في صراع  قاس من أجل البقاء على الحياة ، بينما كانت القبائل اليهودية والمسيحية هي الاكثر تحضرا  في الجزيرة العربية نظرا لانها كانت تمتهن الزراعة والمهن الصحية والصناعة البسيطة والترجمة والتعليم البسيط  اضافة الى التجارة وخصوصا التجارة بين الجزيرة العربية وبين ما يحيطها  من الاقوام المتحضرة كالبيزنطينيين  والآراميين ذوي التواصل المباشر مع اوربا ، وهم الاقوام الذين كانوا حينها يشكلون اغلبية سكان العراق ولبنان والاردن  ولبنان وسوريا وفلسطين ، اضافة الى التجارة مع اقوام بلدان فارس وكذا الحبشة ، حتى ان كتب التاريخ الاسلامي تَذْكر ان سكان الجزيرة العربية باجمعها كانوا دائما يميلون الى اللجوء الى اطباء الجزيرة ممن يحملون اشارة الصليب على ملابسهم تيقنا  بقدرات الاطباء المسيحيين كأقوام متحضرة نتيجة كونهم على تماس مع الحضارة والعلوم الطبية البيزنطينية التي كان مقرها في بلاد المسيحيين واليهود البيزنطينيين والآراميين المسماة حينها بـ  ( فلسطين ) وهي تسمية غربية بيزنطينية .
الآثار الحالية في الجزيرة العربية من شمالها الى جنوبها  كلها تدل على مدى انتشار كنائس المسيحيين في الجزيرة العربية ، حتى انك لتجد ان في دولة البحرين الحالية اسماء مناطق والقاب عشائر ما تزال لحد يومنا هذا وهي تدل على انتماء ديني مسيحي .
توجد في كل متاحف العالم آثار عظيمة تدل على حضارات حقيقية عظيمة نشأت قبل ظهور الاسلام  في اليمن وفي العراق وفي بلاد فارس وفي بلاد الشام ، لكنك لن تعثر في اغلب هذه المتاحف على  آثار تدل على استمرار الحضارة في تلك البلدان بعد ظهور الاسلام  فيها ولغاية يومنا هذا .
 لن تجد  في هذه المتاحف سوى على الادبيات والكتب التاريخية والدينية  الاسلامية التي تمجد غزو الشعوب وفرض الاسلام عليها  بقوة السيف ، في حين كان من المنطقي لو افتراضنا بان الاسلام هو دين حضارة وتطور ان نتوقع وجود اثار حضارة عريقة نشأت في مكة ( في الاقل ) بعد ولادة الاسلام فيها ، وهذا ما لم يحصل مطلقا ولغاية يومنا هذا ، بل العكس تماما ، فمكة وبقية مدن الجزيرة العربية هي أكثر مناطق الارض تصديرا للفكر الارهابي  في العالم .  
الرسول الراحل محمد ، ذلك الرجل البدوى ذو الطموح الكبير في التسلط والقوة والمال والباحث عن منفذ  لنزوات جنسية غير متناهية  تزوج في البداية بأمرأة تاجرة ثرية مسيحية الديانة تكبره باكثر من خمسة عشر عاما ، وكان من الصعب على محمد في بداية اعلانه ترأسه لدين جديد ان يُقْنِعَ  اليهود او المسيحيين بان  ( كعبة العبادة والتجارة ) في مكة  لها علاقة بأي ديانة سماوية  لانهما أدرى منه بديانتيهما ، ولذلك فقد فَضّلَ محمد التوجه بداية الى كسب  القبائل الوثنية واعدا اياهم بانه سيُبْقي على قدسية الكعبة وتجارتها وأغلب مناسك الحج الوثنية فيها ، لكنه رغم وعوده تلك فانه لم يفلح في مسعاه مع الوثنيين ايضا نظرا لان  تلك القبائل الوثنية كانت تثق باليهود أكثر من ثقتها بمُدّعي ترأس الدين الجديد  ، ولذا  فان الرسول الراحل اضطر الى التوجه لاستخدام قوة السيف لتحقيق حلمه بترأس دين جديد ، فكان ان تحالف مع الصعاليك ، وهم  افراد وعصابات اقوياء كانوا مهزومين في متاهات مكة بعد ان  تخلّت عنهم قبائلهم لشدة افراطهم  في اعمال الجريمة من قتل وسلب  ، وكان من الطبيعي  ان ينظَمّ اليهود والمسيحيون الى صف بقية ذوي الاديان الاخرى في مقاومة فَرضِ ديانة جديدة عليهم بقوة السيف ، رغم ان الرسول الراحل كان يحاول المراوغة لكي يشتت الجبهة العريضة المعارضة  له ، حيث ادعى في آياته القرآنية الأولى بحبه ومدحه لليهود والمسيحيين وانه لا خوف عليهم ولا يحزنون من ظهور دينه الجديد ، الا انه تراجع فيما بعد عن اقواله تلك  بعد ان استقوى بالمزيد من الغنائم والافراد ، حيث انزل ايات جديدة يَدّعى فيها بان اليهود والمسحيين حرفوا التوراة والانجيل ، وانه يتوجب على المسلمين قتل كل من لا يعترف بمحمد  من اولئك اليهود والمسيحيين ، او ان اولئك اليهود والمسيحيين يسمح لهم  بالبقاء على قيد الحياة مُهانين ومذلولين بشرط ان يدفعوا لمحمد مبالغ جزية شهرية ، وبالفعل فان  الرسول الراحل انهى او شرّد كل مسيحيي الجزيرة العربية  وكذا شَنّ حربَ ابادة بشرية ضد اليهود بحيث افنى آخرهم من جزيرة العرب ، بل وفوق هذا كله فانه انزل بهم ايات قرآنية من الله تدعو المسلمين لاغتصاب النساء اليهوديات وتشغيلهن خادمات لدى المسلمين بعد قتل كل رجالهم وابناءهم والتمثيل بجثثهم بقطع روؤسهم وايديهم  وارجلهم اربا اربا  !ّ!  وتعتبر تلك الاعمال الاجرامية المنافية لكل منطق انساني أكبر بكثير من تلك الجرائم التي قام بها الفاشي  هتلر بحق اليهود الالمان قرابة الحرب العالمية الثانية .فرغت مكة من كل الاديان المتنوعة وحل عليهم ( الاسلام ) الاجباري بقوة السيف قبل 1400 عام ، لكن ما ان  توفى الرسول الراحل محمد حتى انقلب او ارتد الكثير من العرب الوثنيين عن اسلامهم ، وكذا المسيحيون عن اسلامهم ، وليقوم الخليفة ابوبكر بتجهيز السيوف لقتالهم واعادتهم الى ( الاسلام ) مرة اخرى ، وتفاصيل كل هذه الاحداث موجودة وموثقة في الكتب التاريخية والدينية الاسلامية المعتمدة ، وبامكان الجميع الرجوع اليها .
من المؤسف جدا ان يُقْتَل التنوع الفكري والديني في معقل ولادة الديانة الاسلامية بينما يُعْتَبرْ التنوع الفكري والديني ضرورة من ضرورات  تطور اي مجتمع ، لان  التنوع هو ضرورة ودليل على وجود حياة وحرية  .
 وفي ضوء او أسس هذا التوجه او الثقافة او الاصول في الشريعة الاسلامية فان جميع المجتمعات الاسلامية منذ اكثر من 1400 عام ولحد يومنا هذا تتسابق فيما بينها  في قتل التنوع  بداخلها ، وهكذا نرى يوما بعد آخر تزايد واستمرار خلوّ المجتمعات الاسلامية من كافة الاديان الأخرى فها هي الباكستان وافغانستان والسعودية والعراق وايران ولبنان وسوريا والضفة الغربية ومصر وشمال افريقيا  تفرغ يوما بعد يوم من كل  الاديان الاخرى ، بل انك لا تجد بلدا في العالم فيه مسلمون دون ان يكنوا دائما في صراع وعنف مع بقية الاديان الموجودة معهم في ذلك البلد ، وهؤلاء المسلمون هم ضحايا ثقافتهم وشريعتهم الدينية المتوارثة .
ان استمرار خلو البلدان الاسلامية من جميع ذو الاديان الاخرى يتاسب طرديا مع ما تتمسك به هذه الدول من مباديء الشريعة والثقافة الدينية الاسلامية ، حيث ان خلو هذه البلدان من تنوعها الديني والفكري ناتج من توارث الشريعة الاسلامية  وثقافتها الدينية التي لا تتقبل الآخر ، تلك الثقافة  التي تتبع العنف والتمييز والاهانة مع ذوي الديانات الاخرى ، ومن الطبيعي حينما تكون مثل هذه الثقافة هي الثقافة السائدة في اي مجتمع ، فان هذا المجتمع سيكون بعيدا كل البعد عن ادراك ماهية حقوق الانسان بما في ذلك حقوق الانسان المسلم فيه .
مكة اُفْرِغَتْ وفق شريعة دينية اسلامية من كامل حقوق الانسان فيها منذ 1400 عاما ولحد اليوم ، مكة اصبحت عاجزة عن استيعاب اي تنوع في الفكر والمعتقد  ، مكة اصبحت غير آمنة لكل البشر ، مكة يُقْتَل فيها حتى المسلم الذي يفكر بتَعَقل ، مكة مريضة بسرطان قاتل لحرية ولحضارة الانسان في اي بقعة من الارض ، وذلك ليس هو كامل المشكلة  ابدا .. ابدا ..
 المشكلة الكبرى  هي ان الكثير من المسلمين ما زالوا يظنون ان سرطان مكة هو وسيلتهم الوحيدة للحصول على اعداد غير متناهية من فتيات حور عين وغلمان وخمور وبيوت من ذهب وفضة وانهار من مياه صالحة للشرب في جنتهم الموعودة  !!