9 أبريل، 2024 6:52 م
Search
Close this search box.

من لا يدافع عن العراق لا يستحق الانتماء له..؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تنتج الحروب من أجل الحرية أبطالها. تنتج أيضاً جبناءها وتجارها. أقرأ وأسمع عن رجال من العراق أشعر معهم بالفخر أنني عراقي. أقرأ وأسمع عن آخرين بما أخجل منه. الحرية التي يطالب بها الأحرار ليست لفريق من العراقيين. إنها من الكل وللكل. ليقاتل إذن من أجلها الكل، ومن لا يقاتل لا يستحقها. ومن لا يدافع عن العراق لا يستحق الانتماء له. الموت قادم. لنمت رجالاً. العراق وطن وليس مزرعة. يملك العراق كل العراقيين وليس فريقاً منهم. الحرية حق. الموت حق. الشهادة حق. يكون العراق عربياً أو لا يكون. نعيش أقدارنا. لنمت رجالاً لا جبناء. الحرية حق لكل العراقيين. وليست وقفاً على فريق ولا هو الوطن ملك لفريق.
أيضاً ليس كل من انتمى لطائفة أو مذهب سيء أو حسن، متهم أو بريء بطائفته أو بدينه. في كل قوانين الأرض والسماء لا حساب إلا على الفعل. لا عقوبة على هوية. الخطأ والصواب ليسا طائفيين. إنهما فعل ومسؤولية فعل. بهذه الروح تنتصر الثورة اليوم وغداً. لأنها ليست ثورة أهل السنة ضد الشيعة. إنها ثورة المظلوم ضد الظالم. ثورة الحق ضد الباطل. ثورة الحرية لكل العراقيين وكل العراق. لا حساب على هوية ولا عفو بهوية.
نعم. وإن كانت حرب التاريخ التي يتفرج العالم عليها مذهولاً ويعد قتلاها ومشرديها..؟ إذ تجمع التقارير السياسية والحقوقية متعددة المصادر، من العراق وجواره، أن الجانب الإنساني من الصراع تجاوز كل ما عرفه القرن العشرون من كوارث إنسانية صنعتها السياسة. فالمهاجرون من العراق إلى دول الجوار: تركيا، الأردن، تجاوز المليون عراقي إضافةً إلى ما يقارب خمسمائة ألف عراقي من النخب هاجرت إلى الخارج البعيد، إضافةً إلى مهجرين في الداخل يزيد عددهم على مليون مهجر يهربون من مكان الخطر والقصف الوحشي إلى آخر أقل خطراً وليس أكثر أمناً. إنه بتقدير مصادر البحث والرصد كارثة إنسانية تجاوزت أبعاد الصراع على الحكم وعناوينه ولسوف يحمل نوري المالكي وفريقه الطائفي في العراق وخارجه مسؤوليته الأخلاقية والسياسية والقضائية لزمنٍ طويل قادم.
في مواجهة هذه الكارثة يقف العالم متفرجاً يحصي عدد القتلى والصواريخ فقط. يتألم ولا يتدخل. يستفيد من الخراب غداً ولا يقدم شيئاً لشعبه اليوم غير بيانات الشجب والاستنكار في العلن والبحث عن عقود إعمار العراق بالهمس.
ألف بيان شجب من واشنطن ولندن وباريس لا يمنع المالكي من القتل ولا الثورة من تفريخ العنف ومواجهة الموت بالموت. يريدون إنهاء العراق وتدميره لتعيد شركاتهم إعماره.؟. لقد تم التدمير المنهجي لكل بنيته العمرانية والاقتصادية والسياسية وحتى المجتمعية. لم يبق شيء لا للمالكي ولا لمن سيليه. وبقدر ما تنخرط عناصر من الطائفة في هذا الصراع بقدر ما تدفع الطائفة الثمن غداً. إنها حرب التاريخ. هكذا جعلها المالكي مع حلفائه المحليين والخارجيين. ومازال العالم يتفرج. تمسك أميركا وإيران وإسرائيل وصمت الجوار العربي يده عن التدخل ريثما يتمزق العراق أكثر وتستنزف جماعات الفريقين في الشرق الأوسط.
والسلام على من اتبع الهدى وخشي عاقبة الردى والرحمن في الغيب..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب