18 ديسمبر، 2024 6:42 م

من لا يجرب الغربة … لا يعرف قيمة وحجم ومكانة الوطن

من لا يجرب الغربة … لا يعرف قيمة وحجم ومكانة الوطن

آه يا عراق … كم انت جميل وكبير ورائع ، كم انت عظيم ومقدام وشامخ … بأسمك يا عراق نحتضن الدفىء ونشعر بالحب والحنان ، نورك يا عراق يفوق سطوع الشمس وضياء القمر ونقاوة الهواء وزلال الماء ، قد لا تسعفني الذاكرة في أختيار الكلمات التي أضعها أمام كلمة ( الوطن ) … فهو الكرامة والرفعة والأباء والكرم والشجاعة والوفاء ، هو الكنز الذي لا يعوض وعلينا الحرص عليه والدفاع عنه وحمايته ، ونعمل جاهدين بكل قوة من اجل رفع شأنه عاليا وللوصول به الى بر الامان ، هو الحب الفطري المزروع فينا ، كما هو حضن الام الذي يغمرنا بالامل المشرق ، هو الأنتماء الروحي والوجداني وشريان القلب ، بل هو القلب النابض ، الوطن عزنا وهويتنا وفخرنا نتباهى به بين شعوب العالم ، أنه عشقنا الأول والأخير … ولكن كلمة ( الوطن ) تحمل من المعاني والدلالات التي لا يمكن حصرها في كلمة واحدة او جملة … للوطن سمات ومكانة مرموقة في قلوبنا وضمائرنا وفي قلوب جميع العراقيين ، لا سيما المثل المأثور يقول ( أن العراق هو جمجمة العرب وكنز الرجال ورمح الله في الارض ) وهذه هي الحقيقة الساطعة ويعرفها القاصي والداني ولا خبار عليها .

أن الذي لا يجرب الغربة ويعيش مرارتها ، فأنه لا يعرف قيمة وحجم ومكانة الوطن … رغم أن أجسادنا فقط هي التي غادرت الوطن ولكن قلوبنا وأرواحنا لا زالت عالقة وتنبض فيه ، ومن حقنا نحن العراقيون في الغربة أن نتمسك بأنتمائنا الحقيقي له وندافع عنه بين شعوب العالم رغم المشاكل والمعقوقات التي تواجهه منذ سنوات من الزمن ، بسبب ضعف الحكومات المتعاقبة والادارة الفاشلة وسيطرة بعض ضعاف النفوس على مقدرات الشعب من السراق الذين جعلوا منه بلدا يعيش حالة من الفوضى والتدهور والارتباك ، بعد ما كان العراق من بين اجمل بلدان العالم .

دخل العراق في أزمات تلو الاخرى من تدني الخدمات وانعدام البنى التحتية في جوانب الصحة والتربية والتعليم والزراعة والكهرباء والتجارة والصناعة والبيئة وغيرها من مفاصل الحياة التي لها تماس مباشر مع حياة المواطنين ، ولكن !!! رغم كل هذه المشاكل والمعوقات ، الا ان ابناء الوطن سيكونوا يدا واحدة وكلمة واحدة ، لا سيما ونحن على ابواب الانتخابات التي ستجرى في العاشر من شهر تشرين الاول المقبل ، وان هذا الشعب الواعي والذكي والمثقف سيختار من هم الافضل والاصلح لقيادة البلد والنهوض به مرة اخرى ليعيد عافيته ووضعه الاقتصادي المتين ورفع اسمه عاليا والتمتع بخيراته الوفيرة التي تكفي لسد حاجة جميع العراقيين .

اننا بعيدون عن الوطن لكننا قريبون من جوارحه ومأسيه وهمومه ، وقريبون ايضا من هموم الشعب العراقي الذي عانى الكثير خلال الفترة الزمنية الماضية من عمر الحكومات المتعاقبة التي لم تقدم شيء ملموس لهذا الشعب رغم الميزانيات الانفجارية التي شهدتها الموازنات العامة للبلد والتي تغطي نفقات العديد من الدول ، بسبب الضعف والتخبط في اتخاذ القرارات الصحيحة فضلا عن الفساد الاداري والمالي الذي حول البلد الى هذا المستوى من التدني والانحطاط ، ولكن املنا كبير جدا بأبناء شعبنا العراقي الذين سيختارون بضمير مفتوح وبقلب سليم ووضع علامة ( الصح ) على اسماء الاشخاص الاكثر مقبولية لنيل عضوية مجلس النواب للمرحلة المقبلة ، ومنح الثقة الى هؤلاء من أجل العبور بنا الى شاطىء الامان والعيش بسلام ورخاء ونعيم ، وكذلك من اجل الوطن الذي اسمه ( العراق ) ليكون جميل ومعافى بهمة الغيارى من ابناء الشعب الميامين الذين لم ولن يفوتوا هذه الفرصة والتي تعتبر الاخيرة لهم لتصحيح المسار والعودة بالبلد الى مكانته المرموقة .