23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

من لا يؤمن بالمؤامرة متآمر

من لا يؤمن بالمؤامرة متآمر

لفت إنتباهي ذلك التصريح الغريب، الذي أطلقه سياسي، كان المسؤول الأعلى والمباشر، عن عمل الدولة، ربما ستسجل تلك النظرية الجديدة بإسمه، ولعله يرشح لجائزة نوبل، على ذلك الإكتشاف الفريد.
تلك محاولة للهروب من المسؤولية، برميها على شماعة المؤامرة، سواء أكانت أم لم تكن؛ لكن هذا الموضوع يفتح الأبواب، على أسئلة منها، هل كان المسؤول، يعلم بتلك المؤامرة أم لا؟
إن كان يعلم بها، فماذا فعل وهل أعلن عنها، وحذر من خطورتها وتداعياتها، أم أنه إكتفى بالمكابرة، والغرور والإستهانة بالعدو، والحديث عن تحقيق نصر زائف، بأيام معدودة، وهذا ما كنا نسمعه، بعد أن وصف تلك الأحداث، “بالفقاعة” التي إنفجرت، وكادت تذهب بالعراق إلى الجحيم؛ لولا المرجعية الرشيدة، وفتوى الجهاد الكفائي.
و إن كان لا يعلم، بتك المؤامرة فالمصيبة أعظم، نحن كمواطنين كنا نعي خطورة الموقف، وكسياسيين كثير منهم، حذر من تلك الأحداث، منذ إنطلاق خيم الإعتصام، ورفعم رايات داعش، وشعار “قادمون يابغداد” فكانوا يعون ما يقولون، ويخططون لما يفعلون.
أبرز السياسيين الذين، حذروا من خطورة الموقف السابق، هو السيد باقر الزبيدي، من خلال لقاءات متلفزة، بخطورة الوضع السوري، على الأمن العراقي، وأن داعش لها معسكرات تدريبية، في صحراء غرب العراق، ودعا إلى القضاء عليهم، وأن القتال سيكون على أسوار بغداد! وأنتقد دخول الجيش المنهك، إلى داخل مدن غرب العراق، والإقتصار على التواجد، في محيط تلك المدن، فلم يؤخذ بتلك التحذيرات الجدية، بل قوبلت بالإستهجان والتخوين!
أما الموصل فكانت، شبه ساقطة قبل سقوطها، بعد أن كان الدواعش، يسرحون ويمرحون ويأخون الأتاوات، أمام أنظار الأجهزة الأمنية، التي كانت تعاني، من الإرهاق والنزف العددي، نتيجة الإدارة السيئة، للمؤسسة العسكرية، مع إستشراء الفساد والفضائيين، فكان سقوط تلك المحافظة الكبيرة، تحصيل حاصل.
الأولى على أولئك المسؤولين، أن يجيبوا لجان التحقيق، بصراحة ووضوح، بعد أن وجهت لهم، أسئلة شفهية عن أسباب سقوط الموصل، وأن لا يتهربوا منها، فلا يمكن التنصل، من تلك المسؤولية؛ فالشكوك ستزداد من حولهم.
على كل مسؤول متصدي، أن يكون صادقا، مع نفسه وشعبه الذي إنتخبه، إن أراد أن يترك، أثرا حسنا له، وإلا فإن التاريخ، والأجيال القادمة ستلعنه، كما لعن الذين من قبلهم، ومن ورائهم يوم للحساب طويل، فلا ينفع فيه مال، ولا بنون ولا شفاعة شفيع، إلا لمن إرتضى.