ليس الهدف من السؤال إزعاج أحد. لست مرشحا لشيء ولا أريد شيئا ولا اعتراض لي على شخص أو أشخاص. كلنا سواسية. الأداء هو ما أراقبه مواطنا ومراقبا ثم معارضا فباحثا. أكاد أجزم بأن مسؤولية (بعض) أقطاب وفصائل المعارضة – معارضة الإغتراب المهجر والداخل – لاتقل عن مسؤولية نظام المالكي فيما وصل إليه حال العراق: عذابا وخرابا وتشريدا وقتلا. وأسأل: إذا كان كل هذا الموت لا يوحدها اليوم فهل تكون جديرة بالحكم أو مؤتمنة على أمن الوطن والمواطن غدا ..؟ كنت أتوقع معارضة أفضل أداء ولحمة وابتعادا عما بعد سقوط النظام واستباق الأحداث. ما أحوجنا ل “ضبط النفس. طمر الخلافات. التقية والسرية”. مقتل الرجل بين فكيه. الحديث عن نصر لم تصنعوه كمن يغني في الحمام. لا يقاتل الحر لصنع شخص بديل. البديل تأتي به شروط ما بعد النصر وليس ما قبله. نحن نختلف اليوم على من سيرث تركة نظام لم يترك غير الخراب. نتقاتل على موتانا وقبورنا وقد إمتلأت ولا من يقرأ سورة “الفاتحة” على الأرواح غير أسماء المرشحين .. أو الباقين. لتجتمع المعارضة ولتتحد. أتمنى أن أسمع معارضا يقول: لا أريد موقعا في نظام ما بعد السقوط. ولا غنيمة بعد النصر. أريد مشروعا. أريد مستقبلا لوطن صار خرابا ولم يعد له لون أو طعم أو رائحة غير رائحة الدم والبارود وأرض لاتتسع لدفن موتاها. وطن تنقصه قيادة. العراق كائن جغرافي يتيم ثري بحاجة لمن يرعاه يكون أمينا على موارده يحافظ على تركة من بنوه. أريد وطنا لا منصبا. أريد من يحمل مسؤولية إعادة اللحمة بين أبناء وطن واحد صار أوطانا، وشعب واحد صار شعوبا وقبائل ومذاهب وأقاليم ومشاريع وجزر عائمة. أريد معارضة تعلن مسبقا أن لن يكون للعراق رئيس للدولة أو للوزارة منها لنرى بعدها كم يبقى منها في ضفة المعارضة ..؟ مسؤولية بعض أطياف المعارضة، ومن يقف وراءها، لا تقل عن مسؤولية نظام المالكي. لنحترم موتانا وقتلانا ومشردينا وأطفالنا ونساءنا وشيوخنا الذين يبحثون عن الأمن والغذاء والدواء والدراسة. لنحترم شيئا أيها الممزقون. كفاكم صراعا على من يسلخ جلد الدب قبل صيده. إصطادوه أولا ثم إختلفوا على القصور والجواري. عيب مايجري. عيب ماتفعلون. عيب ولا أقصد كل واحد منكم بل من يبحث عن موقع له بعد الثورة .. وينسى واجبه قبلها. ينسى أن الثورة وعد مع الموت .. وليست وعدا بموقع .
قالها بالأمس شاعر فلسطيني قتله الموساد في بيروت بدسيسة من رفيق سلاح
كل شيء سقط .. حتى أنا غلط