قبل سنوات بعيدة استهواني ولفت نظري موضوع العلاقة بين المرأة الصحفية ورئاسة التحرير فقررت اشتغال تحقيق تحت عنوان ( نساء الصحافة بين سلطة الذكور ومتاعب المهنة ) واخبرت الراحل رئيس التحرير بالامر فوافق مباشرة ووضع تحت تصرفي كل امكانياته وطلب الانجاز باسرع ما يمكن وطالبني بذكر ادق التفاصيل من دون حساب لاحد وحاولت الحصول على اكبر عدد من اراء النساء العاملات بالصحافة وكان من الطبيعي ان ابدء بنساء الصحيفة التي اعمل بها وتفاعلن بالمقابل هن مع الموضوع وابدن قدرا كافيا من التعاون والصراحة وذكر حتى بعض انواع (الحرشه ) التي يمارسها بعض الذكور في رئاسة التحرير وكان من حسن الحظ وجود سكرتيرة صريحة جدا ومصممة جريئة , دعوت السكرتيرة لجلسة في مكتبي وشرب الشاي معا ووجهت لها اسئلتي بمنتهى الوضوح والصراحة واجابت هي بمنتهى الصدق واعلنت عن عدم رغبتها بالعمل الصحفي لكن ما يبقيها فيه هو حبها لرئيس التحرير وتعلقها به واملها بالزواج , منه حرصت على تحصين نفسي وكتبت اجابتها خطيا كأني في مركز شرطة ووقعتها عليها وسجلتها على (المسجل ) وانا فرح بذلك السبق و ( الفضيحة ) القادمة بعدها انتقلت للقسم الفني وجلست قريبا من المصممة التي كانت مشغولة بتصميم الصفحة الاخيرة وترتيب صور الفنانات وتكلمت معها بصوت خفيض فادلت بافادتها بهدوء وثقة واكدت على مللها من عمل ( التصميم ) وقرارها بتركه لولا وجود حبيب القلب (رئيس التحرير ) وخوفها من فوز السكرتيرة به وفعلت معها مثل مافعلت مع السكرتيرة من تسجيل وتوقيع وشكرتها وخرجت ثم اكملت تحقيقي بالطواف على اكثر من عشرة نساء تباينت ارائهن وقدمته مرفقا بالصور والتسجيل الصوتي وبعد الاطلاع وافق رئيس التحرير على نشره فورا ودون حذف او اضافة حرف واحد رغم اعتراض سكرتير التحرير الشديد وتحفظه على بعض الفقرات وفي اليوم التالي كان التحقيق يحتل صفحة كاملة ولم اكن موجودا وقتها بالجريدة حيث وصلتها عند انتصاف النهار واخبرني موظف الاستعلامات بضرورة الذهاب لمكتب رئيس التحرير ولما دخلت وجدت زوجة رئيس التحرير واخوها وسكرتير التحرير وشخص اخر اضافة لرئيس التحرير وحديث ساخن وتلويح زوجة رئيس التحرير بطلب الطلاق وبادرني سكرتير التحرير بالقول بصوت عالي ( استاذ هاي الاجوبة المخليها على لسان الصحفيات مو انت مفترضها بدون علمهن ؟ ) اجبته بالنفي واكدت له وجود تسجيل صوتي وتحرير خطي لاجابة كل واحدة منهن ولم تنفع كل اشاراته بثنيي عن قولي والشهادة للتاريخ والرجل رحل عن عالمنا لم يتراجع او يهتز المرحوم رئيس التحرير ولم يغير موقفه مما ازم الموقف وطلبت رسميا زوجته الطلاق في دعوى رفعتها للمحكمة الشرعية ولم يفض الموضوع الا بعد مرور اشهر وتنازله عن مطبعة الجريدة وتسجيلها باسمها كترضية لها .