23 ديسمبر، 2024 1:52 م

(1)
الاقتصاد والتعليم لجام المجتمع اذا تخيلناه فرسا
يعد الاقتصاد والتعليم المجسين الاساسيين في ادارة شؤون المجتمعات؛ فكل ما يصدق على علم نفس الطفل يصح تطبيقه على المجتمعات؛ المجتمع طفل في نشأته واستجابته المادية.. الحسية المباشرة، وهو بحاجة للتعليم الاولي ارتقاءً في التحصيل مع النضج الى مراتب العلم العليا صعودا الى ذروة المعرفة التي ليس فوقها الا العليم المطلق.
المجتمعات الغربية قالت صراحة لم نعد بحاجة لذات الله.. في بنائنا الاجتماعي المتكامل كمالا مكتف بذاته يغنيه عن اشتراطات الاديان كي تبقينا في حرز الله المكين.
هذا شأنهم، اما نحن في الشرق فلن نصل الى هذه القناعة؛ لاننا امة تحتاج شماعة اخطاء تعلق عجزها عليها، مرددين: – الله ما قسم! ولاننا لن نتجاوز عثرات دنيانا كي يتوزع الله في سلوكنا من دون اشتراطات دينة.
انهم لا يجدفون كفرا بالله اذ يقولون : ما عدنا بحاجة لله، انما يؤكدون ان المهمة اللازمة تمهيدا للانكشاف على ذاته سلوكا تحققت تمام التحقق فلم نعد بحاجة لمن يبصرنا بوجوده.. انه موجود في سلوكنا الذي اتسق مع الاداء اليومي.. الاستقامة صارت بديهة فلماذا نظل رهن تهديدات الاديان بعذاب الله اذا اسءنا للاخرين، بعد ان صار احترام الاخرين جزء من تركيبة نشاتنا السلوكية.
اظن هذا ما ارادوا قوله بالاستغناء عن الرب والاكتفاء بوجوده متوزعا في الذوات الانسية لاهوتا ماديا حاضر التقويم من دون ردع فوقي.. تماهى الغرب المادي مع روحانية الله وهنا التقت الروح والمادة وتماهيتا في كون يراه انشتاين.. البرت انشتاين وحده الذي كان متأكدا من ان الكون أحدب يعود ملتفا على ذاته، واذا ما نظر انسان في (تلسكوب) مهول يبلغ نهاية العالم؛ فسوف يرى نفسه بعد آلاف السنوات الضوئية.
جئ بعمامة اسلامية تفقه قول انشتاين الذي دغم النسبي بالمطلق في فهم لم يرتق له بشر عاديين، وطبقه الغربيون بسطاءهم والمتعلمون على حد سواء، ما اغناهم عن رعب الكنيسة ومحاكم التفتيش ابان القرون الوسطى، التي نعيش كمثلها راهنا، من دون ان نستفيد من تجربة الغرب الذي سبقنا الى النجاة بنفسه من اخطائه التي كادت تأكل اوربا لولا صحوة تنويرية انتشلت الحكومات فنجى الشعب.
لماذا يجب ان نمر بالتجربة نفسها من حيث الثورات التي تأكل شعوبها كي نفقه الدرس ونستقيم؟ مختصرين على انفسنا مغبة الوقوع بالاخطاء ذاتها.

(2)
عودا الى الاخطاء ذاتها

عودا الى لجام الاقتصاد والتعليم.. المجسين اللذين يحتاجهما المجتمع بنفس الاشتراطات التربوية التي تسري على الطفل تماما، نجد ان الديمقراطية الشوهاء.. من طرف واحد يضمن اختلاس الساسة للتجربة المثلى التي كان يمكن لخلاص 9 نيسان 2003 ان يؤسسها في العراق.. حلت بيننا من دون سابق تمهيد معرفي يتبناه المجتمع ويتفاعل معه ومن دون استعدادات مادية تهدئ روع المواطن العراقي المحاصر بصدام وامريكا والعالم كله طوال ثلاثة عشر عاما سبقت سقوط الطاغية.
يتضاعف حجم المفاجأة في ظل اقتصاد متعثر وتعليم غبي!! ما ادى الى تضاد الفرد مع ديمقراطية المجموع الغائبة، صارت الحكومة تحاجج المجتمع بديمقراطية مفتعلة، على الضد من صدام الذي سن قانونا باعدام من يتفوه عليه، في حين الحكومة الان تسمح بالشتائم حتى بدونا (ادبسزية) وهو كل ما اخذناه من الديمقراطية.. مسموحة شتيمة رموز البلد السياسيين، لذا سأم النس شتائم لا توفر خدمات او امنا او سواهما.