في المؤتمر الصحفي الذي اجراه وزير خارجيتنا على هامش الدعم الاممي للعراق في حربه ضد داعش والأرهاب وتصريحه لأحد الصحفيين بعدم وجود طائفية في العراق …علق الكثيرون على هذا التصريح وماتلاه من تبريرات وتخريجات سياسية وخصوصا في مواقع التواصل الأجتماعي المعروفة فضلا عن الصحافة والأعلام المقرؤ والمسموع والفضائيات واتهموا الجعفري بالكذب والدجل والخداع والنفاق السياسي والسفسطائية التي ميزته والمصطلحات التي كان هو يتناولها ويتداولها وما الى ذلك ووصل بالبعض للسخرية في تعبيره عن أستيائه ورفضه للأقاويل جملة وتفصيلا…..
لكني اقول ان الجعفري وهو اليوم وزير خارجية العراق تحدث عن نسيج الواقع السياسي العراقي الحاكم أو بالاحرى السلطة العراقية العليا ان صح التعبير وطبقتها السياسية التي انتجها برايمر بعد احتلال العراق واقامته لما سمي حينها بمجلس الحكم سيءالصيت وجعل فيه من كل المكونات العراقية تمثيلا …وبقيت كل الحكومات المنتخبة أوالمعينة بعده تعمل وفق هذا النمط من التوزيع وتسير عليه ….والحق يقال كان الامريكان اكثر موضوعية وعدلا وانصافا في اختيارهم رغم عدم دقة النسب المئوية التي كتبتها ايادي سيئة ورديئة وموبؤة معروفة ظلمت اهل السنة وليس هذا موضوعنا …..
لكن الواقع يفرز لنا عبر هذه التجربة المريرة الذي اضاعت من عمرنا ودولتنا الكثير ولاحظنا الجميع يعاني من هذه المحاصصة شيعة وسنة و ان جميع السياسيين الذين مثلوا مكوناتهم فاسدون بأمتياز وبجدارة سنة وشيعة كل القياداتات لا تهمها الا مصالحها الشخصية ومصالح اربابها وأقابها فلا يهمها موتهم وتشريدهم أوتجويعهم وتخريب بيوتهم فهم يمثلونهم فقط وفق محاصصة انتجت لنا الفساد والدمار والعنف وأحزاب وكتل متكاثرة لامعنى لها ولاتاثير سوى محاولة الوصول الى البرلمان والفوز بالمخصصات والأمتيازات بعد صعود الدجالين المدعين بأسم الدين واصحاب الشهادات المزورة والمتخلفين والانتهازيين والوصوليين وما الى ذلك فكل سياسي شيعي له منصب سيادي أو مسولية في الحكومة أو حتى نائب يتحدث عن واقع السلطة التي تقسمت بينهم ((الكعكة ))كما يروجون لها كل أخذ حصته لهذا فهو يدافع عن النظام الديمقراطي ويؤكد خلوه من الطائفية ويؤمن بحقوق الانسان والاقليات مثلما يزعم أو يصرح أو يبرر ومثلما نلاحظ بفلسفة وحديث وزير خارجيتنا بمؤتمره المذكوراعلاه
والسياسي السني يصرح بوجود الطائفية والتفرقة بكل اشكالها والتمايز والأضطهاد الطائفي الذي أصبح في الفترة الاخيرة ظاهرة واضحة للعيان مطالبا بالتوازن المفقود في كل مفاصل الدولة والحياة العامة ومطالبته هذه ليس حبا بالطائفة والدفاع عنها ولكنه لكي يثبت جدارته في البقاء والضغط للحصول مكاسب لشخصه وكذلك حين نرى الأعلام الشيعي وهو الاقوى دعما وترويجا يرد بقوة على هذا المسؤول وهذه حالة اعتدنا عليها في فضائياتنا وصحفنا المرتبطة بالكتل والاحزاب ودول الجوار المعروفة ودعمها اللامحدود ….
لكننا اذا نزلنا الى الشارع والحياة العامة والدوائر الرسمية والمدارس والجامعات وحتى الاسواق تجد رياح الطائفية وثقافتها اليومية في هبوبها العنيف وانعكاساتها بين صخب الميليشيات و الأنتهاكات التي يتعرض لها المواطنون من قبل الشرطة والسيطرات ورجال الامن أو حتى تجاوز بعض عناصرالأحزاب المتنفذة والكل يريد بقاء البلد على هذا الحال ….
ولأن الثقافة الطائفية صارت هي الرائجة والمطلوبة والسائدة ولا يستحي بعضهم في الفضائيات يصرح بطائفييته بعنجهية المتسلط والفاسد يريد محاكمة الفاسدين محاولا اقناع المشاهد ببراءته وآخرين يعترفون على الملأ والكل يعرفهم والأعتراف سيد الادلة ….
ومذكرة التفاهم التي وقعتها حكومتنا الرشيدة مع البرنامج الانمائي لتعزيز قدرتها على تقصي قضايا الفساد الكبيرة والمعقدة ليأخذ فسادنا صفة فساد بلا حدود ….وانتظروا المسلسل الجديد