7 أبريل، 2024 10:09 ص
Search
Close this search box.

من قيم و مبادئ كربلاء انطلقت تظاهرات العراقيين الشرفاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

لَمْ اخرجْ أشراً و لا بطراً إنَّما خرجتُ لطلب الإصلاح  بهذه الكلمات الخالدة بخلود البشرية التي أطلقها للعنان الحسين بن علي ( عليهما السلام ) و أصبحت فيما بعد مناراً لكل مَنْ يسعى لنشر الحرية والعدل و الإنصاف بين طبقات المجتمع البشري و يطالب بالإصلاح و الصلاح من اجل مجتمع يخلو من كل مظاهر الغاب و شريعته القاسية و التي يسعى أرباب الفساد و الإفساد من قيادات سياسية فاسدة و مرجعيات أعجمية و غير عربية انتهازية إلى نشرها بين شرائح الشعب العراقي وبذلك يصبح منحرفاً و بعيد كل البعد عن مقومات الحياة الحرة الكريمة و يسوده  قانون الغاب الذي لا يميز بين الطفل الرضيع و الشيخ الكبير ولهذا فقد طفح الكيل لدى العراقيين و نفذ صبرهم و ازدادت معاناتهم و تفاقمت مآسيهم يوماً بعد يوم بسبب الفساد الذي نخر جميع مفاصل الدولة و بات السبب الأساس في وصول العراق إلى هاوية الدمار و الهلاك و التدهور بكافة أشكاله وهذا ما دعى العراقيين إلى الثورة العارمة المتمثلة بالتظاهرات الجماهيرية ضد حيتان الفساد و قيادات السرقات لمقدرات البلاد و خيرات العباد متخذة من كلمات الثورة الحسينية الطريق الذي تسير عليه و تستلهم من فيوضاته الخالدة الشعارات التي تهتف بها بوجه الدروع الأمنية التي نصبتها القيادات الدينية و السياسية الفاشلة لحماية عروشها الخاوية خوفاً و رهبةً من قوة صوت الغضب الجماهيري للمتظاهرين و الذي يعجز السياسيون الفاسدون إلى ألان في إخماده للأبد مما أجبرهم على الرضوخ لإرادة هذا الصوت القوي و المدوي في ربوع المعمورة اعلامياً و يطلقون استجابةً لهذا الضغط الشعبي حزمة الإصلاحات التي لا تعدو أنها شكلية لكن يبقى الفيصل الأخير للمتظاهرين و ليس كما يصرح و يدعي قادة الفساد و الإفساد عبر المنبر الإعلامي الذي بات مطيةً لكل مَنْ يدفع أكثر من الدينار و الدرهم و الذي فَقَدَ كل مهنيته التي يتبجح بها وبات من أهم وسائل الانحراف التي يعزف على وترها ساسة الفساد و مرجعيات النجف ذات الخواء العلمي و التي يعيشها العراقيون اليوم بسبب سيطرة ساسة الفساد على وسائل الإعلام كافة و بشتى الوسائل وفي خضم تلك الإحداث المريرة التي يمر بها العراقيون الذين لم يجدوا أي قيادة حكيمة للبلاد تعيدها إلى سابق عهدها المتميز في جميع نواحي الحياة ولذلك فقد انطلقت تظاهراتهم المطالبة بالإصلاح الحقيقي و التغيير الجذري الصحيح و ليس الشكلي المزيف و قد ظهرت حكمة و حنكة هذه التظاهرات في عقلانية قياداتها الشبابية الطموحة و إدارتها للتظاهرات بشكل صحيح و المحافظة على سلميتها و تفويت الفرصة على مخططات ساسة الفساد الإفساد الرامية إلى إجهاض و تبديد جهود تلك القيادات العراقية الأصيلة التي رسمت لها خارطة طريق استلهمت وحي قيمها و مبادئها  من الثورة الحسينية و سائرة على نهجها القويم في تحقيق أهدافها و إخراج البلاد مما تعانيه حالياً وهذا ما حملت عنوانه حملة المتظاهر و الناشط المدني الصرخي الحسني في بيانه الموسوم ( من الحكم الديني (اللا ديني )) إلى الحكم المَدَنِي) بتاريخ 17/8/2015 و الذي جاء فيه :(( أعزّائي احبّائي لقد وفَّقَكم الله تعالى لكسر حاجز الخوف والانقياد المذلّ لسلطةِ فراعِنة الدين وكهنوتِها وقد قلبتُم مَكْرَ الماكرين على رؤوسهم حتى صاروا مهزومين مخذولين يبحثون عن أي حلّ ومخرج وبأقل الخسائر الممكنة و القوة للجماهير المتظاهرة والاستجابة الجزئية من المسؤولين أتت تحت ضغط الجماهير فقط لا غير ، )) .
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049008432#post1049008432

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب