15 نوفمبر، 2024 12:53 م
Search
Close this search box.

من قناة الجيش……الى قناة السويس….!

من قناة الجيش……الى قناة السويس….!

هذا الهتاف الصادر من اعماق قلوب ابناء الشعب العراقي , انه ليس الا ثورة شعبية يبث لواعج آلامه الى الخالق مما يعانيه العراق منذ اكثر من 12 سنة من ألم وحسرة وحرمان من سياسي الصدفة التي تمثلت فيهم سوء النية, وقصد الاضرار بالشعب العراقي وبنيته التحتية, ووقوع الضرر فيهم, وذلك لقلة خبرتهم في ادارة الدولة وعدم سبرهم غور الحياة واطلاعهم على خبايا البناء والاعمار…وهكذا سرنا ونسير في طريق الضلال والفساد والظلم والقتل والتهجير, وانحطاط مستوى الخدمات والمعيشة, وان مقابل كل يد تعمل عشرة افواه تأكل …حيث ان ثلث الشعب تحت مستوى خط الفقر؟!
في عهد الجمهرية العراقية عام 1958 شهدت بغداد حركة عمرانية حديثة كان من اهمها مشروع شق قناة الجيش وتاسيس مدينة الثورة لشريحة الفقراء مع شبكة شوارع, وجاء شق قناة الجيش لتكون اول مرفق سياحي مجاني لاهل بغداد وللاحياء التي ظهرت حديثا من خلال توزيع قطع الاراضي لمنتسبي الدولة وجاء تسميتها بقتاة الجيش لقيام قطعات الجيش بتنفيذ المشروع وتسخير آليات ووحدات الجيش وترجمة شعار الجيش (الجيش للحرب والاعمار), وغرست باشجار معمرة وتوزعت في حدائقها مصاطب لروادها مع شبكة انارة كهربائية ومياه صالحة للشرب وجسور للسيارات والمشاة, وكانت حينها واحة خضراء للعوائل والاطفال وسفرات المدارس والمخيمات الكشفية وملتقى لفعاليات اجتماعية في الاعياد والمناسبات.
وبعد اكثر من ستين سنة اندثرت اكثر المعالم السياحية على قناة الجيش…وقد تعاقدت امانة بغداد بقيادة بطل الفساد آنذاك صابر العيساوي عام 2011 على تنفيذ مشروع القناة السياحي الجديد واسندت المهمة لشركة المقاولون العرب ونتيجة الفساد المستشري في الامانة تلكأ المشروع لسرقة اكثر الاموال المرصودة له.
واشتبشر العراقيون خيرا بهذا المشروع الضخم الذي على اساسه سيوفر 10 آلاف فرصة عمل, حيث تعادل مساحته ثلاثة اضعاف منتزه الزوراء وبطول حوالي 35 كم , وتحول المشروع الى مخزن مائي بسب هطول الامطار وانسداد مجاري بغداد بالصخرة التاريخية ذات الوزن الثقيل (150 كيلو غرام) التي سدت تلك المجاري وسميت حينها (بصخرة عبعوب الشهيرة ) ودخلت موسوعة “غينيس ” للارقام القياسية.
 فتحت عدة ممرات مائية في القناة وتم تخريب اكثر المشاريع التي ستنجزعليها وكان من المؤمل ان ينتهي العمل فيها 2014 ولكن سوء الادرة وعمليات الفساد افشل ذلك المشروع العملاق.
وبمقارنة بسيطة مع قناة السويس التي فتحت قبل ايام والتي يبلغ طولها تقريبا مساويا لطول قناة الجيش حوالي35 كم ويعتبر الممر الثاني لقناة السويس التي تربط البحر الاحمر بالبحر المتوسط والتي توفر حوالي 9800 ساعة سنويا وتدر كميات هائلة من الاموال للاقتصاد المصري .
تم انشاؤها بفترة قياسية بلغت سنة واحدة فقط بمبلغ مليار ونصف دولارفقط لانها شيدت بايادي نظيفة امينة طاهرة تحب وطنها وشعبها بعكس سياسيينا الفاشلين بامتياز ,في ادارتهم لاغلب المشاريع المعطلة والتي تبلغ حوالي 700 مشروع في بغداد وحدها  بسبب عقد الصفقات المشبوهة مع شركات وهمية واسماء مقاولين لا وجود لهم اطلاقا.
وعلى سبيل المثال لا للحصر…ان جسر باب المعظم الذي مضى عليه اكثر من ثمان سنوات والذي لا يتجاوز طوله كيلو مترا واحد لم ينجز الا هذه السنة وانجازه منقوصا ببعض الممرات التي ما زالت قيد الانشاء.
اما مشروع ماء الرصافة الذي تم العمل فيه عام 2009نتيجة شح كبير في الماء الصالح للشرب في بغداد, لم يكتمل لحد الان بسبب فساد بين الشركة المنفذة وامانة بغداد وان ميزانيته تعادل ميزانية الامانة لمدة سنتين.
ان المشاريع التي احيلت بسبب التلكؤ والفساد الى هيئة النزاهة في الدورة السابقة والدورة الحالية, ما زالت معطلة ولم يؤخذ بها اي قرار او اجراء قانوني من قبل هيئة النزاهة والقضاء لحد الان.
الفساد في العراق ليس كالفساد في غيره من الدول, ولا يشبه بقية الفسادات لا من حيث الكم , ولا من حيث الوزن , ولا من حيث الفاعل , ولا من حيث النوع,ولا من حيث الاسباب, ولا من حيث الموقف منه,فالفساد في العراق ليس حالة استثنائية حسب البديهية المعروفة “ان لكل قاعدة شواذ” بل هو في العراق قاعدة والرجال النزيهين تجدهم قلة قليلة لان في بلدنا حيتان كبيرة في الفساد ولصوص (وحرامية)…كان سابقا علي بابا واربعين حرامي والان في العراق ملايين من (الحرامية) واللصوص والسراق, وكان كذاب واحد في صدر الاسلام هو “مسيلمة الكذاب والان في العراق ملايين من اشباه مسيلمة ……وصدق قول الشاعر:
لاتوقظهم  فالجميع  نيام………..(القضاء ) والنواب  والحكام
لا تزعجو حكامنا موتى بصمت…….ان ازعاج الملوك حرام
لا ..لا تصدق كذبهم ودموعهم…..فمتى تجود بدمعها الاصنام
ودماؤكم ليس تساوي في المزاد…….. بعوضة بل انكم ارقام
 ويقول..شرشل : ” قد تضطر الشعوب الى ثورة مع فقدان الامل بحكامها وذلك لان الفناء خير من العبودية “..!

أحدث المقالات

أحدث المقالات