19 ديسمبر، 2024 8:55 ص

من قلب الحدث .. هذا ما تم الإتفاق عليه بين الأمريكان ومقتدى  !؟

من قلب الحدث .. هذا ما تم الإتفاق عليه بين الأمريكان ومقتدى  !؟

يجب أن لا تنطلي عليكم ولا تغرنكم الشعارات والهتافات والتصريحات والخطابات الرنانة والنارية من هذا الطرف أو ذاك , فالشعب العراقي يريد , وأمريكا وإيران كل منهم يريد … والله جل في علاه يفعل ما يريد . لم نكتشف سراً أو نحّل معادلة رياضية معقدة , أو نفكك رموز لغز وطلسم ما من طلاسم وشفرات ما جرى ويجري وسيجري على الساحة العراقية المرتبكة والحبلى بالمفاجآت خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة وليس الأشهر !؟ , لكننا نكاد نجزم بأن السواد الأعظم من أبناء الشعب العراقي مازالوا يجهلون حقيقة ما يجري على أرض الواقع ! , وخاصة ما يجري خلف الكواليس وفي دهاليز المخابرات الأمريكية أو الدول الاقليمية , بل نكاد نكون على يقين بأن السيناريو المعد سلفاً ومجريات الأحداث المرتقبة .. بعيداً عن نظرية المؤامرة ربما لا تخطر ببال أحد من المنتفضين , بل وحتى من قبل بعض المراقبين والمختصين والمعنيين بالشأن العراقي . نافلة القول .. وما  نود أن ندلي به من رأي مدعوم باستنتاجات ومعلومات وتسريبات دولية واقليمية ومحلية … فنقول التالي :إن الولايات المتحدة الأمريكية التي استهدفت العراق منذ ذلك الحين وحتى الآن وهي تمارس عليه شتى وأبشع أنواع سياسات الترغيب والترهيب , ولهذا يجب أن نذّكر الجميع بأنه واهم أو غبي أو ساذج من يعتقد بأنها ,, أي الادارات الأمريكية المتعاقبة والحالية والقادمة بعد أقل من عام …سيتخلون عن العراق بهذه السهولة حتى لو تطلب الأمر خوض حرب عالمية ثالثة مع كائن من كان , كبلد وكشعب وكأمة … للأسف نقولها بكل مرارة بأننا شئنا أم أبينا أصبحنا رهائن بيد أمريكا وحلفائها وعملائها , لا ولن نتخلص من هذا المارد وهذا البلاء وهذا الاستهداف إلا بمعجزة إلهية , وقيادة وطنية حكيمة تنبثق من رحم الشعب العراقي . 
كما ذكرنا أعلاه … أمريكا جوعت العراق وحرمته من أبسط الحقوق ومن أبسط مقومات الحياة في فترة الحصار , وفي ظل تردي أسعار النفط  آنذاك , وفعلت الشيء ذاته في فترة التحرير والديمقراطية وحقوق الانسان التي جلبتها لهم , وفي ظل الطفرة الغير مسبوقة لأسعار النفط  , لم يتغير شيء   13 عشر عام حصار , جاء بعدها 13 عشر عام خراب وسرقة ودمار , بل تعتبرهذه الفترة الأخيرة أسوء بكثير من سابقتها ,  كونها تحولت إلى عقوبة دموية مأساوية قاسية لعامة أبناء الشعب العراقي , لأنه رفض الاحتلال والاذلال , وقاومها وكبدها خسائر جسيمة , ولهذا تركت الشعب العراقي بلا حكومة وبلا قيادة , وسلطت عليه إيران وشلة من الأوباش بلا ذمة وبلا ضمير عاثوا فيه قتلاً وفساداً وحرموه من أبسط حقوقه بشكل مقصود ومدروس  , كي يقبل ويستسلم ويركع في نهاية المطاف , علماً بأن أمريكا كانت ومازالت تراقب الوضع عن كثب وبشكل أدق من الدقيق , ولديها عيون وجواسيس في كل مكان لقياس درجة بارومتر التذمر والانفجار ودرجة الغيرة العراقية , متى تنفجر لتحرق الأخضر واليابس وتطيح بهذه الرؤوس العفنة التي جلبتها لهم أمريكا وإيران . من هنا ليس من باب الصدفة أو اعتباطاً يركب موجة التظاهرات والاحتجاجات مقتدى الصدر وتياره في الوقت الضائع تقريباً , تلك الاحتجاجات التي كادت وكاد الحراك الشعبي المدني أن يقطف ثمار جهود ثمانية أشهر من المظاهرات والاحتجاجات , والتي كادت أيضاً  تتحول إلى عصيان مدني في جميع أرجاء العراق وليس في المنطقة الخضراء فقط .الولايات المتحدة الأمريكية تعلم علم اليقين بأن الوضع في العراق بات لا يحتمل التأخير والتأجيل والتسويف والمماطلة , ولا يمكن أن يستمر على ما هو عليه إلى ما لا نهاية , وتعلم علم اليقين أيضاً  بأن الشارع بات على وشك الانفجار , ولهذا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة , أعطت الضوء الأخضر لزعيم ما يسمى التيار الصدري بركوب الموجة وتصدر الحملة … ولكن بشروط !؟, ومن أهم هذه الشروط أن يقود المظاهرات ويأمر أتباعه باعلان الاعتصامات على أبوب المنطقة الخضراء فقط  , ويدخل هو أولاً وسطها , ليسجل هذا الدخول والاقتحام باسمه وحده لا شريك له  !؟ , ومن ثم يدخلون المتظاهرين بعده إلى وسطها دون المساس بالسفارات الأجنبية التي هي أصلاً تحت حماية الشركات الأجنبية والقوات الأمريكية المارينز , هذا بالإضافة للخطوط الحمراء التي وضعتها أمامه وأمام تياره بعدم التقرب من سفارتها وسفارة بريطانيا التي هدد مقتدى بأنها مستهدفة هي الأخرى بادئ الأمر !؟؟؟. التغيير حاصل شاءت أمريكا أم أبت , وبوجود أو بعدم وجود مقتدى الصدر وأتباعه الذين لا يشكلون أكثر من 10% من عدد أبناء الشعب العراقي الثائر , ولكن بوجود مقتدى بالنسبة للأمريكان ومشروعهم أفضل بكثير من قيادة المظاهرات من قبل قائد أو شخص وطني غير معروف من قبل الأمريكان وعملائهم !!!.حيدر العبادي ورهطه وتحالفه وحزب دعوته غير قادر على تشكيل حكومة تكنوقراط مهما حاول وبذل من جهود , وأمريكا تعلم بذلك وإيران كذلك , ولهذا هي تريد أن تصور للشعب العراقي بأنها تقف على مسافة واحدة من الحكومة ومن الشعب , وهو حر باختار من يمثله في المستقبل القريب والمرحة القادمة التي لايمكن أن تخرج من الفلك الأمريكي , الجمعة القادمة سنرى مقتدى الصدر والمقربين منه فقط في البرلمان العراقي وفي مجلس رئاسة الوزراء بموافقة وبمباركة أمريكا نفسها , وسيتم تشكيل حكومة طوارئ وحكومة تصريف أعمال , لحين إجراء انتخابات جديدة مهما كانت نزيهة .. كسيحة أم شبه نزيهة !؟, المهم التغيير قادم , وسيكون مشابه نوعاً ما للسيناريو الأوكراني . ومن يقرأ بين السطور في خطاب مقتدى المقتضب سيتفق مع ما ذهبنا إليه في هذه السطور والتحليل المبسط والمقتضب . وللحديث بقيـــــــــــــــــــــــــة . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات