عدنان هاشم حسين الغزي،نقيب في الجيش العراقي متزوج وله ولد وبنتان،قاتل القاعدة وداعش منذ ثمان سنوات، يده بيضاء نقية لم تلوث بأموال الفضائيين ولا تجار الكاز ولا جماعة تهريب العتاد ولم يتملق لاي حزب سياسي كان شهماً شجاعاً، اعتلى مقام الشهداء والأبرار في 21 من الشهر الماضي في قاطع الانبار/ الهياكل، مثل النقيب عدنان مئات الشباب الشجعان الذين فضلوا طريق الشهادة على حياة الذل والمهان، فضلوا لقاء الله سريعا وهم مخضرمون بدماءهم مقابل أن لايروا الافغاني والسعودي والأردني يتجول في مناطقهم يأمر وينهي ويجلد ويقتل من يشاء، قاتلوهم في عقر ملاذهم وفي عيونهم صورة الوطن، كاملاً كالبدر وليس مقسماً على اسس طائفية ،عدنان وأمثاله من الشباب استشهدوا وهم يقاتلون أبشع أجناس البشر وأشرسهم.
ليست داعش وحدها هي التي تسفك دماء الشباب في المحاظات الساخنة (الأنبار –نينوى – صلاح الدين – شمال ديالى)،فحسب، بل الذي احتضنها ومولها وساندها وأسس لها الفضائيات والصحف ليس ذلك فقط، بل الخطط العسكرية التقليدية التي تقدم أبناءنا إلى النار وتجعلهم اهدافاً ثابتة بلا عدة وسلاح متقدم لادعم طبي ويجعلهم ينزفون من أرض المعركة إلى أن يصلوا المستشفيات المدنية.
قد تكون قرارات الاحالة على التقاعد التي اتخذها السيد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي مهمة إلى حد كبير خلال هذه المرحلة ضمن خطة إعادة هيكلة القيادات الأمنية العليا ،لكنها لاتكفي من دون اعتماد مبدأ الثواب الكبير لمن يفلح في إدارة المعركة والعقاب العسير لكل من يقصر ويتسبب في هدر دماء الأبرياء، حقيقة لا افهم المعنى العسكري أن نرمي شبابنا في النار وأن يصبحوا في مقرات ثابتة وداعش تحيط بهم من كل اتجاه من دون أن يتحركوتا نحو الامام يُغيب الجهد الهندسي والطيران ولا أفهم مامعنى أن ينقل الجرحى من شبابنا في سيارات البيك اب من الجبهات في الانبار أو صلاح الدين إلى مستشفيات بغداد بضمدات بدائية وهل فعلاً يصعب نقلهم بطائرات مخصصة لذلك، وفي حال استشهدوا لماذا لايهتم بهم ولايشيعون كما يشع القادة الكبار عندما يستشهدوا!
لاشك ولاريب أن طريق الشهادة يتمناه جميع النبلاء في العالم، لكن لابد أن يفكر القادة العسكريون الكبار اليوم بشكل جدي أن الهدف الان هو الانتصار الذكي بأقل الخسائر البشرية، فقطرة من الدماء الزكية تُسال لهذه الشباب تعادل المجرم المعتوه أبو بكر البغدادي وداعش ومن أحتضنهم وصفق لهم بحرارة واعتقد أنهم يحمونه من اخوته وفوق هذا يوفر لهم كل وسائل الراحة !.
استشهاد النقيب عدنان وأقرانه في جبهات القتال وفي الصفوف المتقدمة فخرا لابائهم وأمهاتهم وأخوتهم وزوجتهم وعشائرهم،ذهبوا أنقياء بيض الوجوه ليصطفوا مع الشهداء والأبرار، بينما تخلد وجوه داعش ومن والها مسودة خبيثة إلى يوم يبعثون…