23 ديسمبر، 2024 12:31 م

السياسيون (السنة) العرب كانوا يأملون الحصول على مكاسب مما حدث من اجتياح داعش للمحافظات الغربية في  ان يذهب التحالف الوطني بضغط امريكي لتقديم تنازلات سياسية معينة والاستفادة من السخط الامريكي من طريقة إدارة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي للحكم في العراق … اضافة الى السخط العربي الخليجي واستغلاله للحصول على مكاسب سياسية … منها كتابة عقد جديد لحكم العراق وهو بمفهوم اخر اعادة كتابة الدستور بطريقة تضمن محاصصة واضحة مقدمين منافعهم الشخصية على المصلحة العامة للبلد وقد سمعنا ما قاله اسامة النجيفي لقناة الجزيرة عندما كان يترأس مجلس النواب وحديثه عن عقد جديد بين مكونات الشعب العراق رغم اني ارفض هذا المفهوم الكردي للعراق وان  يحظى ببعض التأييد من قبل اوساط سياسية شيعية بينما يلاقي رفضا واسعا في لدى الجمهور الشيعي …
حدث الانهيار الامني في الموصل واجتاحت داعش اربع محافظات واستولت على حقول نفطية يمكن من خلالها ادامة زخم التقدم باتجاه بغداد واسقاط العملية السياسية وهذا الاجتياح لاقى تأييدا واسعا في الاوساط السياسية السنية لعدم ادراكهم ما سوف يحصل لجمهورهم  في هذه المحافظات .
ولد هذا الاجتياح صورة سيئة للجيش العراقي الذي اصبح هدفا اعلاميا عراقيا وعربيا وحاول سياسيو السنة ترسيخ مفهوم الهزيمة وإشاعة قوة داعش وقدرتها على مسك الارض وادامة زخم التقدم باتجاه المحافظات الجنوبية  بعد اجتياح بغداد …الجيش الصفوي الجبان والذي هزمه بضع الاف من تنظيم ارهابي وتلاقىهذا الهدف الاعلامي مع الستراتيجية الكردية في ضعضعة الدولة العراقية وتقسيمها الى مكونات و انشاء الدولة الكردية على اطلال العراق حتى صرح مسعود برزاني ان العراق لن يعود الى ما قبل 10/6/2014 وهذا تبشير بالمصير المحتوم للتقسيم و ولادة الدولة الكردية فيما انتعشت امال السياسيون السنة وجمهورهم بعودة العراق الى ما قبل 9/4/2003 …
ثم جاءت فتوى المرجعية وبعد عمليات فر وكر تم اعادة تنظيم القوات العراقية وولادة الحشد الشعبي الشريف ثم جاءت  عمليات تحرير اقضية تكريت التي اعادت الهيبة للدولة العراقية التي يقودها رئيس وزرء شيعي وبرزت قوة التنظيمات المسلحة التي رعتها ايران واستطاعت بفترة قصيرة وقياسية ان تعيد صورة المقاتل الشيعي البطل ان تطوق تكريت من جميع الجهات وقد تبنى قيادة التنظيمات المسلحة التي اطلق عليها الحشد الشعبي امين عام منظمة بدر  الحاج ابوحسن العامري  وابومهدي المهندس والشيخ قيس الخزعلي والشيخ عدنان الشحماني وابطال اخرون ..الذي حدث شكل مفاجأة للسياسيين السنة فذهبو نحو عرابيهم يحذرون من الانتصارات المتتالية سوف تقود لحرب طائفية ان استمر التقدم ودخل الحشد الشعبي تكريت وتوالت الضغوط وكان بيان مشيخة الازهر والقلق الخليجي الذي ولد ضغطا أمريكيا غربيا في التوقف ووضع شروط تكلم عنها الجنرال ديمبسي وهو ان يتوقف الحشد وتتولى الشرطة والجيش دخول تكريت في وسط البحث ن مساهمة تعيد الهيبة للإدارة الأمريكية التي نظرت بطول لفترة الحر من 3-5 سنوات وربما اطول ….ثمدخل الجيش والحشد تكريت في انتصار غير متوقع لاعداء العراق ادى الى بروز حالة الهلع والخوف والشعور بالهزيمة من سياسيونا السنة العرب الذين فقدوم بدا المبادرة أمسوا  على هامش الأحداث… حاولو بعدهااخذ المبادرة من خلال  هجمة اعلامية عن انتهاكات الحشد الشعبي وسرقات البيوت والمحلات  و #الثلاجات ….جاء  الرد اعلاميا هذه المرة شعبيا شبابيا من شباب مؤمن بوحدة العراق ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي اسكت الاصوات النشاز التي ارادت ان تنال من بطولات ابناء العراق الشرفاء المضحين بارواحهم من اجل اعادة رسم مستقبل العراق واعادة الامل  …
انا ارى املا في بروز قيادة عراقية قادرةعلى اعادة توجيه العملية السياسية بما يخدم بناء عراق قوي قادر على الصمود امام التحديات التي سوف يمر بها في منطقة متلاطمة الامواج ومرشحة للمزيد من الازمات.