23 ديسمبر، 2024 4:29 ص

من قصص الخيال.. تم تجزئة القصة الى ثلاثة اجزاء…. الجزء الثاني

من قصص الخيال.. تم تجزئة القصة الى ثلاثة اجزاء…. الجزء الثاني

الفلاح وطالبة الكلية
وبعد مدة ليس بأكثر من شهر واذا بسيارة كبيرة تسأل عن منزل عبداللطيف وعندما وصلوا اليهم سألهم السائق عن والد عبداللطيف وابلغه ان الحاج ابو جواهر بعث لك هدية وهي ساحبة تسمى في القرى الريفية ((تركتر)) لكي تستفاد من خدماتها في الزراعة.. تعجب والد عبداللطيف وعائلته من هذا الكرم كون سعر الساحبة كبير جدا ولكنه تقبلها وبفرحة خاصة لأنه بأمس الحاجة لها….
مضى شهران ونصف وبدأت الكلية بالدوام وكان عبداللطيف من اوائل الطلاب الذين التحقوا بالكلية لقربها من منزله ولشوقه المفرط تجاه زميلته وحبيبته…
التحق جميع الطلبة من كل المحافظات ومن خارج العراق ولم تلتحق زميلته جواهر وبقي ايام وهو لا يعرف شيء عنها ولماذا لم تلتحق بدراستها.. فذهب الى رئيس القسم يستفسر منه لعله لديه معلومة عنها… وكان الجواب انه لا يعرف عن اخبارها شيء…
وبعد يومين واثناء الدوام بعث رئيس القسم في طلبه وعند وصوله وجد شخص يجلس في مكتبه عرفه بنفسه انه محامي عائلة الطالبة جواهر وجاء بكتاب من وزارة التعليم العالي لنقلها الى جامعة بغداد كلية الزراعة والغابات لقربها الى منزلها وكانت صدمة كبيرة جدا لعبداللطيف ولكن الحياء من رئيس القسم والمحامي الضيف وضعه في موقف طبيعي وكأنه لا يبالي للموضوع وهنا استفسر من المحامي عن السبب فقال لقد تعرضت العائلة لحادث مروري فقدوا والد الطالبة جواهر ومن هول الصدمة نريد ان نعيدهم للحياة الطبيعية وانا محامي شركة والدها ولذلك يجب ان اقف معهم في هذه الظروف الصعبة عليهم.. لقد كانت صدمة الطالب عبداللطيف كبيرة بوفاة ذلك الانسان الذي عرفه وعرف كرمه فطلب من المحامي ان يزوره للبيت ليقوم له بواجب الضيافة ولكنه اعتذر فطلب منه عنوان منزل ابوجواهر في بغداد فكتبه له المحامي وقام بتقديم طلب الى رئيس القسم ليمنحه اجازة لمدة اسبوع.. توجه فورا الى قريته ووصل دارهم وابلغ العائلة بالخبر المفجع بوفاة ابو جواهر فبدأ الحزن يخيم على الجميع والدموع تتساقط منهم…
فطلب عبداللطيف من والده مرافقته الى بغداد لزيارة عائلة الحاج ابو جواهر وتعزيتهم بمصابهم. فقال الاب نعم يابني هذه هي الاصول والواجب ان نذهب لتعزيتهم…
توجها الى مدينة الموصل التي تبعد من قريتهم حوالي عشرين كيلو متر والى مرآب السيارات الذاهبة الى العاصمة بغداد وكان الليل في بدايته…
وصلوا العاصمة فجراً وانتظروا شروق الشمس وبعدها توجهوا الى دار زميلته جواهر وقد تفاجأ بالعاصمة وبناءها والازدحامات فيها كونها اول زيارة له…. قام سائق الاجرة وحسب العنوان الذي كتبه المحامي بإيصالهم الى المنطقة التي يسكنونها العائلة المقصودة.. وعند وصولهم استقبلهم اشخاص لا يعرفونهم من قبل ويبدوا انهم اقارب لزميلته جواهر. وان المرحوم والدها لم ينجب ذريه سوى ثلاثة بنات اكبرهم جواهر.. وعرفوا ان الموجودين هم اخوانه والذين قالوا لهم ان الحاجة ام جواهر مازالت ترقد في المستشفى للعلاج كونها تعرضت لكسور في جميع انحاء جسدها نتيجة الحادث… وان بناته مصدومات نفسيا من هول المصيبة ويتلقين العلاج ايضا.. فقام والد عبداللطيف بتعريفهم بنفسه وبابنه وابلغهم بان يبلغوا الحاجة ام جواهر بقدومه عندما تتحسن طالما ان وضعها الصحي لا يسمح بزيارتها هي وبناتها وجلس مع اقاربها ساعة زمنية وعاد مع ابنه الى كراج السيارات ليتوجهوا بعدها الى مدينة الموصل…ثم الى قريتهم الزراعية ومازال الحزن يخيم عليهم لفقدانهم شخص عاشروه يومان فقط ولكنه اصبح واحد منهم.. وهذه الدنيا تأخذ منا كل ما تريد وتعلمنا قصص الحرب والصبر وغيرها…
عاد عبداللطيف الى الكلية واصبحت رغبته تتلاشى في الدراسة وخاصة ذكرياته في المرحلة الاولى مع زميلته جواهر. وهنا كنا نجلس وهنا تناقشنا وهنا توادعنا ولم نلتقي بعدها….
في هذه الاوقات اعلنت الحكومة حالة الحرب واصبحت الناس تتوجه عيونها الى جبهات القتال والكل مجهول المصير… استغل الطالب عبداللطيف ظروف ضياعه العلمي بسبب محبته لزميلته وعدم رغبته بتكملة المشوار بالتقديم الى الكلية العسكرية ومعه العشرات من أبناء منطقته وتم قبولهم ونتيجة الظروف الصعبة استطاع ان يخرج من ازمته العاطفية ليبدا حياة اكثر سخونة حياة الجيش والعسكرة.. سنة ونصف تخرج من الكلية برتبة ملازم ليكون من ضباط الجيش العراقي وليبدأ مشواره العسكري مع جبهات القتال.. وكان صنفه من ضمن قطعات الدفاع الجوي وفي قاطع محافظة البصرة ويبقى فترة شهر كل مرة لينزل الى اهله لمدة اسبوع واحد وهكذا استمرت حياته.. وفي عام ١٩٨٦ ومازالت الحرب قائمة تعارف في وحدته التي اصبح آمر على تلك البطريه على احد الجنود وكان خريج كلية من جامعة بغداد وقد تم استدعائه للخدمة الالزامية
فقام بتكليفه بواجب كاتب في قلم الوحدة.. واصبحت بينهما علاقة صداقة كونه يملك ثقافة ويعتبر من اصحاب الشهادات رغم ان حياة العسكر لا تعترف بتلك الامور…
مرت سنة كاملة والجندي الخريج واسمه سعد مازال كاتب في الوحدة. ومازال النقيب عبداللطيف امر الوحدة وفي احد الايام تم استدعاءه الى مقر قيادته في بغداد للمشاركة بدورة تدريبية مدتها ستة اشهر.. وبعد التحاقه بالدورة كان المقاتل سعد يتردد عليه في كل اجازة ينزل بها الى عائلته وفي احد تلك الاجازات طلب من النقيب عبداللطيف ان يقبل دعوته على وجبة عشاء ويقيم عنده في داره تلك الليلة خاصة وصادفت هناك عطلة رسمية وطلاب الدورات العسكرية غير مطلوبين للدوام… قبل دعوة صديقه المنتسب بوحدته وركبا سيارة النقيب عبداللطيف وكانت من نوع تويوتا سوبر منحتها الدولة لكل ضباط الجيش العراقي وعند وصولهم منزل سعد ادخل سيارته الى داخل كراج المنزل الذي كان واسعا والمنزل كان قصرا راقيا من ملامح بناءه…. قدم سعد لصديقه كل واجبات الضيافة وتسامروا في احاديث الحرب والجامعة والسيارات وغيرها..
عندها سمعوا صوت صاحبة المنزل زوجة صديقه سعد تنادي زوجها لموضوع معين. ولكن النقيب عبداللطيف تغيرت ملامح وجهه بعد سماع الصوت لأنه يشبه كثيرا صوت زميلته القديمة جواهر ولكنه كيف يعرف ذلك.. عادت الذكريات وآلامها وكلية الزراعة والغابات في حمام العليل ولحظاتها السعيدة التي انتهت بالحزن الدائم…لحظات وشرود ذهني واذا بصديقه يقدم امامه بعض الحلويات ويسأله عن سبب تغيير ملامح وجهه.. فقال له تذكرت زملاء لي في الكلية العسكرية من بغداد وقسم منهم استشهد في المعركة.. هنا تجمعت قواه ليسأل صديقه من اي عشيرة انتم وهل زوجتك من الاقارب فقال له اننا من العشيرة الفلانية وزوجتي ابنة صديق ابي كانوا يعملون في المقاولات وتوفي نتيجة حادث مروري ووفاء من ابي لصديقه قام بخطبة ابنته الكبيرة لي ولكنها رفضت ولاتقبل ان تتزوج لحد هذه اللحظة فزوجوني اختها الاصغر والحمد لله لدينا طفل ونحن نعيش بسعادة تامة وهنا لهفة النقيب عبداللطيف كانت قوية فاستخدم ذكائه مرة اخرى حتى يتأكد من الموضوع فتظاهر مع صديقه سعد وقال ربما انا سمعت عن هذا الحادث في وقتها واذكر المتوفي ينادونه بأبو احد بناته نسيت اسمها فقال سعد جواهر فقال نعم احسنت جواهر.. ويريد ان يغير الموضوع ويسيطر على اعصابه ولا يعرف ماذا يفعل…
يتبع الجزء الثالث والاخير….