18 ديسمبر، 2024 8:10 م

من قصص البلاد ..العمامة والضابط !

من قصص البلاد ..العمامة والضابط !

في كل مرّة يتسلل الينا شعاع أمل من دروب الخراب هذه وظلامها ، ونقول ..ها قد بدأت الخطوة الأولى ، حتى نكتشف عمق أوهامنا ، فالبلاد هي البلاد والعباد هم العباد ،والفارق الوحيد هو إن مساحة اليأس تتسع كدوائر الماء الراكد حين تلقي في وسطه حجارة مهما كانت صغيرة ..
الدوائر تتسع .. دوائر الفساد وغياب القانون وهوس المسؤولين وماقبل المسؤولين بصراع الديكة على الكراسي والبلد يضيع في قارب مثقوب من كل الجهات !
وكيف لايأتي الياس وتتسع دوائره وانت ترى رؤية البصير والباصر والمستبصر ، كيف ينقلون الحق من دوائره ويرمونه في دوائر الباطل ثم يفعلون العكس تماماً ، وما عليك ايها المواطن الحباب الا ان تصفق لهذه الشرذمة التي تحكم 34 مليوناً من البشر وتقول لهم “برافو ” !
“برافو” لانكم بكل بساطة لاتحترمون الدولة ، وهذا حق لكم ، لان الدولة غير موجودة ..!
“برافو” لانكم أيضاً بكل بساطة لاترون الحكومة ، لأنكم الحكومة وأنتم من تجعلوها مشلولة برئيس وزرائها الذي جلبتموه متردداً خائفاً فاقداً لإرادة التحدي الشجاعة ..هكذا اردتموه فكيف تحترمون حكومة الدمى هذه التي تأكلونها متى جعتم كما كان يفعل أبوجهل باللات والعزى وهبل !!
“برافو ” مضاعفة ، لأنكم بكل بساطة أهنتم وجه الدولة وقانونها وأمانها ، حين احلتم ضابطاً للتحقيق وربما العقوبة وحتى الفصل من الوظيفة لانه أدى واجبه بكل شجاعة أمام صناعة المقدسات لديكم التي هي فوق القانون حسب رسالتكم التي وصلت الجميع ..
قلتموها لنا ألف مرّة ..قلتموها ..نحن القانون نضعه ونشطبه ونلغيه ونبدلّه ولانحترمه أيضاً ، كما قالها صدام قبلكم ، “القانون نحن نكتبه ونحن نمحيه ” ولكننا لجهلنا لانقرا رسائلكم جيدا أو نقرأها على طريقة حجي راضي ” نحباني للو ” ..!!
من محاسن حظّكم ايها السادة ان الشعب لم يقرأ رسائلكم جيداً أو كما ينبغي ،حتى الآن بفعل التخدير الذي تمارسونه عليه باستخدام الدين والحشيشة معاً بزيادة الكرستال !
نعم وحق الحق ..تريدون شعباً مخدراً لاتحرسه الا آلهة الطعام من جوع ومن فقر ، تلك التي قالها الجواهري ، فذهب الطغاة وبقي خالد الدهر والأبد ..
تريدونه مخدراً وانتم ترون الاصنام وهي تتهاوى أمام أعينكم ..
تريدون مخدراً وانت ترون الشعوب ماذا تفعل حين تقرأ الرسائل جيداً ..
تريدونه خائفا مرعوبا من ان تفقأ عينه وتتحول الجماجم الى نفاضات سكائر وهي نفس ثقافة البعث ” بعث تشيّده الجماجم والدم ” !!
ولكن لاتفرحوا كثيراً ..سنقرأ ذات يوم رسائلكم جيداً، وليس آخرها رسالة الضابط والمعمم ..حين بادلتم الحق بالباطل ..
سيقرأ هذا الشعب المنكوب بكم ذات يوم ..
سيقرأ ” نحباني للو ” على أصولها و” أمزي الفريزة ” على أصولها ..وحينها ليس عليكم الا ان تبحثوا عن ملاذات آمنة وسوف لن تجدوها ..
لن نبقى شعباً مخدراً حتى يوم القيامة !!