23 ديسمبر، 2024 9:25 ص

من قتل ناجي العلي رفاق النضال ام الموساد ؟

من قتل ناجي العلي رفاق النضال ام الموساد ؟

لأعوام مضت على رحيل صاحب ألريشه المقاتلة وسؤال يتردد صداه في الأفاق من قتل الفنان ناجي العلي؟؟
وينطلق بنا الخيال دون قيد في أسئلة ليست معلقه على غيمة الوهم فلا أحدا” ينكر أن ناجي كان يسبح ضد التيار ويسير في طريق ملغم ووعر وان لوحاته جسدت نضال شعبة للخروج من وسط إلا نفاق التي حفرها السماسرة والمنتفعين وأصحاب الكروش …. ناجي رسم معاناة شعب مؤجلة أحلامه وواقع تحت نير الأكاذيب والتزييف والتظليل فكان خلافه معروفا مع قيادة المنظمة حين صار استسلامها ضرورات واقعية !! وعندما بدأت تقمع كل صوت معارض لنهجها السياسي ( السياحي) كما يسميه ناجي وتقدم التنازلات عن خطوط كانت حمراء لايتجرأ أحدا” أن يتجاوزها ..ناجي يقول عن ذلك ( هنالك خطا احمر واحد هو انه ليس من حق اكبر رأس أن يوقع وثيقة اعتراف أو استسلام لإسرائيل ) لأنه يرى أن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير كامل التراب فيصطف معه الثوار والشرفاء و المهمشين في المخيمات وفي الشتات … فتعبر لوحاته عن سخرية مره من تلك الشعارات الطنانه والفارغة عن التحرير والنصر والصمود ولان الانحراف عن مبادئها كان واضحا كتب على إحدى لوحاته ( الثورة بدها رجال بدها رجال إعمال) ولوحة الفقمازير وهو مقطع من كلمتين الفقمة رمز الرخاوة والخنازير عنوان للنذاله والخسة
ناجي العلي المولود عام 1936 في قرية الشجرة في فلسطين اكتشف موهبته الشهيد الأديب غسان كنفاني حين زار مخيم عين الحلوة في لبنان فأعجب برسومه وأخذها ونشرها في مجلة الحرية يقول ناجي عن تلك اللحظة التي جاء بها أصدقاءه ومعهم نسخ من المجلة فيها رسوماته انه كان يوما سعيدا ومميزا وفتح أمامه آفاقاً جديدة.
 
لكن ماالذي جرى قبل أن يغتال ناجي بطلقة من مسدس كاتم للصوت بيد خنزير ظل يحدق فيه مليا ويخر صريعا في الساعة الخامسة من مساء تموزي حزين عام1987وتبقى تصارع الموت لغاية نهاية شهر أب
هل كانت لوحه النكتة والتي نشرتها جريده اللابزيرفور اللندنية والتي يسخر فيها ناجي العلي من عشيقه الرئيس عرفات الصحفية التونسية رشيدة مهران هي التي عجلت باغتياله وقد وصفها البعض بأنها اللوحة التي قتلت صاحبها !! فبعد أن طفح الكيل بالدور الذي لعبته تلك ألسيدة  التي كانت تركب بالطائرة الخاصة وترتب حقائب سفر الختيار وتكتب كتابا عن سيرة قائد الثورة أسمته أبو عمار الهي أو البعض يقول أن اسم الكتاب ياسر عرفات الرقم الصعب
وتلعب دورا مهما في عمل الاتحاد للكتاب والأدباء الفلسطينين رسم ناجي هذه اللوحة التي اسماها (ألنكته) و اغتيل بعدها ناجي بأيام !!! وخصوصا أن مسؤولا” فلسطينيا اخبر ناجي العلي من تونس بان حياته في خطر!!
ولنعد الى عام 1985 عندما طلب أبو عمار من الحكومة الكويتية طرد ناجي العلي من أراضيها والتي اعتبرها البعض محاوله لتصفيته في الخارج سيما وانه في عام 75 وقف الرئيس الفلسطيني متسائلا( أيه إلي بيعملوا ناجي العلي إذا لم يسكت سأضع أصابعه في الاسيد ) وبلغ التضييق عليه ومحاوله تشويه صورته عندما رفضت مشاركته في معرض (يوم الأرض) المقام في الكويت الذي يفترض الاحتفاء به وخصوصا” انه العربي الوحيد الذي حصل على اعلي جائزة فنيه هي جائزة أساهي العالمية من بين أفضل عشره رسامين في العالم
 
 
ولان ناجي العلي اختار طريق المقاومة والتحرير فقد كان ضد التخاذل والخنوع رافضا نهج الشاعر محمود درويش حين دعا الى أتباع خط استسلامي خائب لتبرير التعامل مع المحتل الصهيوني وذلك بمد الجسور مع اليسار الإسرائيلي فرسم لوحه اسماها ( محمود خيبتنا الاخيره )التي أغضبت درويش فاتصل بناجي العلي مهددا ومتوعدا ونشر نص المكالمة في صحيفة الأزمنة الحديثة في لقاء أجرته معه
نص المكالمة
 
درويش : شو بشوفك مستلمنا هاليومين يا ناجي… حاط دبساتك على طحيناتنا.. شو في؟ العلي : يا عمي ما تزعل مني.. هاي الشغلة مش ضدك شخصيًا.. أنا ما في بيني وبينك إلا كل خير ومحبة.. وانت عارف؟
درويش : لا .. أنا زعلان بجد.. ليش كل اللي رسمته وكتبته ما بخليني أزعل؟
العلي : يا محمود أنت إلك حق تزعل.. لو أني ما تعرضت إلك وأهملتك.. مثل ما بهمل دائمًا الساقطين.. أنا انتقدتك لأنك مهم لشعبك، وأنت لازم تفرح.. مش تزعل؟
درويش : (بغضب مكتوم): مش أنت اللي بصنفني مهم ولا لأ. وبعد حوار تأرجح بين الغضب والنقد.
قال العلي: يا عمي انتو بتقولوا بمد الجسور مع اليسار الإسرائيلي.. مدو زي ما بدكوا… بركي الجسور بتقيدكم مستقبلاً.. أما أنا وجماعتي فلا.. إحنا يا عمي إلنا جسورنا..جسورنا إحنا مع الناس المشردة.. ممدودة بخط واحد ما في غيره.. من باب المخيم لباب الحرم.. مع أهلنا في الداخل.. هاي جسورنا وما بنعرف غيرها.. وإحنا بننتقد كل واحد بيحكي هالحكي..
درويش (مهددًا): آه.. بس انت مش قدي يا ناجي.
العلي (مستعبطًا): شو يعني .. مش فاهم.. الشغلة صارت شغله قدود.. قدك وقد غيرك.. والله أنا لما برسم ما بحسب قد لحدا.. وأنت عارف يا محمود؟ ثم بعد وصلة حوار تهديد من درويش واستعباط من العلي
قال درويش: هلا مش وقت المزح.. بدي ياك تفهم يا ناجي منيح اليوم.. إني أنا محمود درويش.. إللي قادر يخرجك من لندن في أية لحظة.
العلي: (ساخرًا بمرارة وحزن): أووف… والله هاي جديدة يا زلمة.. بالله عليك بتعملها يا محمود؟ وشو هالسطات اللي صارت عندك.. والله أبو رسول (الاسم الحركي لمدير المخابرات الأردنية الأسبق محمد رسول الكيلاني) بزمانه ما قال هالحكي.. ولا صلاح نصر قبله (..) على كل حال انتو يا عمي السلطة.. انتو الدولة والشيلة (..) هاي مش أول مرة بتصير ولا آخر مرة.. مش عملتوها قبل سنتين في الكويت وخرجتوني؟ وقبلها قال الختيار (الاسم الذي يطلق على ياسر عرفات من قبل أنصاره) قائدك وصديقك في ثانوية عبد الله السالم في الكويت في الـ 75 أنو راح يحط أصابعي في الأسيد إن ما سكت.. بعدين هالشغلة صارت مش فارقة معي هالخد صار معود عاللطم
مالذي غير مواقف الشاعر محمود درويش من الفنان ناجي العلي الم يقول عنه سابقا (ذلك الصعلوك الذي يصطاد الحقيقة بمهارة نادرة والذي أصبح خبزنا اليومي ) لكن قساة القلوب أخوه يوسف في المنظمة ومنهم الشاعر درويش لم يهزهم حدث اغتيال العلي فالتزموا الصمت ولم تكتب صحيفة الكرمل التي يرأس تحريرها درويش حرفا واحدا ينعى شهيد فلسطين وهو العضو المؤسس للجريدة !! والذي تعد لوحاته التي تجاوزت الأربعين ألف وثائق تسجل نضال الشعب الفلسطيني في حين نعاة العالم حتى الذين كانوا محسوبين على خصومه
لكن ماذا نقول عن الأخوة الذين منعوا أن يصل جثمانه إلى مخيم عين الحلوة كيلا يحمل المهمشين والفقراء وأصحاب القضية نعشه هاتفين الموت للقتلة ! وان لاتبكي عليك لوحاتة المرسومة على جدرانه…. وخصوصا” أن المرارة في الحلق بعد أن رفضت إسرائيل دفنك في مسقط راسك في قرية الشجرة
فتضطر عائلتك إلى دفنك في مقبرة( بروك وود) بدون شاهده ماعدا رقم القبر ٢٣٠١٩ وفوقك علم الحبيبة فلسطين ….
وعندما أنجز الفنان شربل فارس تمثالا لناجي العلي في عمل استغرق ستة أشهر ونصب في باب المخيم ..توجهت نحوه بنادق الاخوة لتمطره بطلاقاتها ويسقط التمثال ويسحب بعيدا الى المجهول
يبقى سؤال ملح عن دور الموساد وهل دخل مستثمرا تلك ألازمه بين العلي وقياده المنظمة وما السر في طلب إخراجه من الكويت بأمر عرفات الايضع ذلك علامات استفهام كثيره و هل هنالك تنسيق بينهما لاغتياله ؟؟

الاسئلة كثيرة وتظل بلا جواب !!
————————
 أكله الذئب – للكاتب شاكر النابلسي
 
المصادر – بعض المواقع الالكترونية