19 ديسمبر، 2024 12:45 م

من قتل من ولماذا ؟ فرضيات في إغتيال جاكي ساتون !! /1

من قتل من ولماذا ؟ فرضيات في إغتيال جاكي ساتون !! /1

صحيح أنني متأثر الى حد اللعنة بروايات ، أجاثا كريستي ، البوليسية وأشهرها “جريمة في قطار الشرق” أو Murder on the Orient Express الصادرة عام 1934 والتي تدور احداثها في سورية ، وتركيا ، ويوغسلافيا، اضافة الى روايتها الأشهر ” ثم لم يبق منهم أحد ” And Then There Were Noneوصحيح ايضا بأنني شغوف بتحقيقات المحقق البوليسي الشهير” شارلوك هولمز ” وهي شخصية أسطورية ابتكرها الطبيب الاسكتلندي ، آرثر كونان دويل، اواخر القرن التاسع عشر ، فضلا عن تأثري بمغامرات العميل السري 007او جيمس بوند ، الا ان نظريتي الشك لديكارت و المؤامرة التي أضيفت إلى قاموس أكسفورد عام 1997م كان لهما الأثر الأكبر في قلمي حتى أضحى شعاره ان سوء الظن بالساسة والحكام من حسن الفطن ، انطلاقا من المقولة الشهيرة ” انا اشك اذن انا افكر ..انا افكر اذن انا موجود وعين الحسود بيهه عود !!” والإضافة الأخيرة للتفكه والتندر ليس الا . .
ما ذكرت آنفا جعلني أحث الخطى قدما لابتكار فن أو لون جديد من فنون الصحافة المكتوبة اقترحت تسميته بـ” الصحافة الجنائية ” افترض فيه تحرير الخبر الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي بل وحتى الفني – جنائيا – من خلال خلفية تحليلية رصينة يمهد لها في صدر الخبر – مقدمته – ببضع كلمات لا أكثر تطرح وجهة نظر مخالفة لما تتناقله وسائل الأعلام نقلا عن تصريحات المسؤولين او القادة الأمنيين او السياسيين على لسان ناشطين مفترضين او حقيقيين ” اندلاع حريق في الطابق الخامس في وزرا ة (سين) نتيجة تماس كهربائي ” هذا هو متن الخبر التقليدي – الببغائي – ولكن متن الخبر الجنائي ” اندلاع حريق في الطابق المخصص للعقود بفعل تماس كهربائي على حد وصفهم او زعمهم بالتزامن مع اقالة الوزير الفلاني او خسارة الحزب العلاني في الانتخابات النيابية “ولي حديث طويل في تفاصيله لاحقا لا تتسع العجالة مناط البحث للخوض فيها حاليا .
وانوه الى ان ” الصحافة الجنائية ” لاعلاقة لها بالتحقيقات الاستقصائية اذ ان الأخيرة تناقش قضية – بالتفاطين – بعد هلاك الاف وربما ملايين الأبرياء لصالح طرف ضد آخر !!فيما الخبر الجنائي اذا صح التعبير يثير جملة قضايا يوميا وعلى مدار الساعة .
وغالبا ماتستخدم التحقيقات الأستقصائية للتسقيط السياسي وربما الديني والعرقي والعسكري ايضا يمارسه  بعضهم ضد  البعض واضرب مثلا بأشهر اربع تحقيقات استقصائية في العالم اولها ” تحقيق احسان عبد القدوس ، عن الأسلحة العربية الفاسدة عام 1950 والتي تفجرت بسببها أزمة سياسية كبرى في مصر وعموم الوطن العربي ،اسقطت الملك فاروق واقعا واوقعت بينه وبين الجيش ومهدت لقيام الجمهورية بثورة عارمة عام 1952مع انها كانت مفبركة بأعتراف ” جمال عبد الناصر في يومياته التي صاغها له محمد حسنين هيكل في كتاب بعنوان ” فلسفة الثورة ” فضلا عن انها غيرت التبعية المصرية من البريطانية- صاحبة الأسلحة الفاسدة – الى الأميركية اولا ومن ثم الروسية لاحقا بعد ازمة السد العالي والعدوان الثلاثي .
اما التحقيق الاستقصائي الثاني فهو ” فضيحة ووترغيت ” عام 1972 بواسطة الصحفيين “كارل برنستين” و”بوب وود ورد” في الواشنطن بوست والذي انتهي بإستقالة الرئيس الجمهوري نيكسون وعزل بعض مساعديه وخسارة الحزب الجمهوري خمسة مقاعد في الكونغرس و49 مقعداً بمجلس النواب لصالح الديموقراطيين الذين رتبوا القضية لصالحهم …استقصائيا !!!مع ان تفاصيل القضية حقيقية .
ولايختلف الأمر مع تحقيقات سيمور هيرش الشهيرة عن مذبحة “ماي لاي” في فيتنام عام ١٩٦٩ ، و الترسانة النووية الصهيونية التي أظهرت اسرائيل على انها بعبع يجب عبادته وخشيته عام ١٩٩١ ، إضافة إلى وقائع تعذيب العراقيين في سجن “أبو غريب” والتي اسقطت الجمهوريين لصالح غرمائهم الديمقراطيين ..اما تحقيق البسكويت البروتيني منتهي الصلاحية لطلاب المدارس العراقية التي اثارتها ، حنان الكسواني، والتي لم يكشف عنها النقاب الا بعد ان وزع بين 515 ألف طالب في 1900 مدرسة ابتدائية في 18 قضاءً بمحافظات العراق !!!  لقد  كشف لحساب شركات متضررة تريد مقاولات بديلة ” وان كانت الصحفية لاتعلم بها  وبالتأكيد هناك جهة ما سربت لها الوثائق لتحقيق الغرض المنشود ووارداته بملايين الدولارات .
فيما الخبر الجنائي هو اثارة علامات الاستفهام والتساؤل بشأن عشرة او عشرين خبرا في اليوم الواحد لتشجيع الصحفيين عموما والاستقصائيين تحديدا على العمل الدؤوب من دون الرجوع الى مؤسساتهم وانتظار الكرين كارت من رؤساء تحريرها للبحث في مأساة محددة من دون اخرى غالبا ما تكون مدفوعة الثمن سياسيا او عرقيا او مذهبيا !! نقطة راس سطر واقلب عاليها واطيها .
وبالعودة الى ساتون وللبحث في ملابسات اغتيالها لابأس باستعادة اعلان نشره معهد صحافة الحرب والسلام (IWPR) في شبكة الصحفيين الدوليين ijnet في وقت سابق ” للأطلاع على طبيعة عمل المعهد المثير للجدل .
ونصه ” بإمكان الصحفيين العاملين في قطاع الإذاعة أو التلفزيون التقديم على فرصة عمل في أفغانستان اذ من المؤمل ان ينتج التلفزيون الأفغاني 26 حلقة على مدى 12 شهراً، ويقدم استكشافاً معمقاً للقضايا التي تؤثر على الأفغان يومياً، من الفساد المستشري في الحصول على الرعاية الصحية والمساواة بين الجنسين والإصلاح القضائي” والقضية الأبرز هي الوسطى ولاشك اما الصحية والقضائية فهي – تيك اوي – لذر الرماد في العيون .
ويدعم مركز صحافة الحرب والسلام، ومقره لندن، الصحافة المحلية في البلدان المتضررة بالنزاعات والأزمات ، هكذا يعرف المعهد عن نفسه وليس بالضرورة ان يكون صادقا في تعريفه ، ترى هل كانت ساتون تعد لأمر ما في العراق من خلال المعهد يغيض دولة ..حكومة ..جهاز استخبارات دولي او اقليمي ؟ وبالأخص اذا ما علمنا بأن ساتون تتقن خمس لغات من بينها العربية،و تواصل دراسة الدكتوراه في مركز الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الوطنية الإسترالية، ويركز بحثها على الدعم التنموي الدولي للنساء العاملات في وسائل الإعلام في العراق وأفغانستان للفترة بين 2003 و2013.
# كان بودي ان استرسل الا ان طول المقال سيشتت ذهن القارئ ويفقده الرغبة في متابعته لذا دعوني اتوقف هاهنا لأتناول شاي الحصة التموينية المخلوط بنشارة الخشب مع الخبز المصنوع من طحين الحصة المخلوط ببرادة الحديد مع قليل من الدجاج المحقون كيميائيا لتسمينه فضلا عن طبق سلطة ليس فيه ثمرة واحدة مزروعة في العراق ” طماطة ، بصل ، معدنوس ، خيار ، كرفس ، ليمون ، فلفل اخضر ” لأن ارض العراق الزراعية- فشنك – بهدف تجويع الشعب والقضاء على أمنه الغذائي وهذا النوع من الأمن المفقود يمهد لفقدان أمن اكبر وأخطر مصداقا لقوله تعالى ” أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ” واتابع اخبار وزير التجارة ومدراءها العامين المتهمين بالفساد والمحالين الى القضاء وفقا للنزاهة ايضا وووووووفاصل وراجعين ..تابعونا .اودعناكم اغاتي

أحدث المقالات

أحدث المقالات