لنرجع بالذاكرة الى الوراء قليلاً ونستعرض السنوات والأيام وحتى الساعات التي سبقت اعدام الفيلسوف العراقي محمد باقر الصدر ونبحث سيرته ومواقفه ومن وقف وراء التخلص منه !! لنجد الحقائق والوقائع التي سطرها باقر الصدر تصب في مجملها في خدمة العراق والمسيرة العلمية للإنسانية جمعاء حيث اثرى المكتبة العالمية بنفائس مؤلفاته وتربى على يديه خيرة العلماء وأسس المدارس الرصينة التي تساهم في رفد المؤسسات بمقومات الكوادر والطاقات الفاعلة في قيادة المجتمعات والحديث طويل في هذا الجانب اما في الجانب الوطني فكان للصدر مواقف ثابتة في لم الشمل وارساء اسس الاخوة بين جميع مكونات الوطن ولم يفرق بين احد بل كان يردد ويخاطب : اخي السني وأخي الشيعي وأخي الكردي لم يفرق في الخطاب وكان حريص على الثبات في الموقف ولم يفكر بترك الوطن وحريص جدا على الدفاع عنه وجسد ذلك في رفض الاستبداد والقهر ولم يستسلم لإرادة الطغاة ولم يتخلف يوما عن تقدم الجماهير في التصدي والمواجهة ورفض الظلم كل ذلك جعل من الشعب العراقي يعتز به ويقتدي به فراحت الوفود العراقية تتقاطر من كل حدب وصوب على داره في النجف الاشرف تعلن الولاء والطاعة لهذا المرجع العراقي الوطني, ومن هنا بدأت المؤامرة والكراهية والحقد الذي لف نفوس (المتجنسين والوافدين والطارئين) على الحوزة الدينية في النجف الأشرف لتتحول الكراهية والحقد الى سهام مسمومة تصوب على صدر باقر الصدر فراحت تكتب التقارير السرية وترسل بها الى السلطة الحاكمة !! وتشن حملة شنيعة ضده بشتى الطرق واتهامات قاسية وصلت لحد القذف والبهتان كل ذلك لم يثني باقر الصدر عن السير في نهجه الديني والوطني الذي كشف انتماء هذه الجهات وتلقيها الاوامر من قبل ايران بعد تسلم (الملالي) للسلطة في طهران!ّ لتتكشف حقيقة المؤامرة التي من جملة اهدافها اولا:القضاء على المرجعية العربية العراقية المتمثلة بباقر الصدر ثانيا: ايجاد ذريعة للتدخل الايراني بتصدير(الثورة) ثالثا: اعطاء المرجعيات(الاعجمية) فرصة في ترتيب وضعها وتحصين موقفها وهذا بإرادة دولية مدعوم من بريطانيا!! وتمثل ذلك في اعطاء الضوء الاخر لحكومة بغداد بإعدام باقر الصدر كل هذه الحقائق كشفت لنا حجم الدور الذي تبناه باقر الصدر من اجل انقاذ النجف الاشرف من سطوة المرجعيات الاعجمية التي اسست لنفسها ولأسيادها (كهنوت) كبير تسبب بعد ذلك بمصائب وويلات العراق !! اليوم عندما نستذكر باقر الصدر العراقي الذي رفض الطائفية والظلم والمحاصصات والاحتلال وغيرها هل من الممكن ان نصدق من يدعي اليوم الانتماء له ويخالف مشروعه ؟!! كيف نصدق من يرفع اسم وصور الصدر ليتاجر بها فيما كان الصدر اباً لكل العراقيين وكانت بيوتات العراقيين ترفع صوره في الموصل قبل البصرة فكانت علومه كفيلة ان تكون شاهد له على العصر لانه فيلسوف العصر وهذه الكلمات التي اجاد بها علينا المرجع العراقي الصرخي الحسني عندما يقول{فإستفاد من هذا العلم ومن العلوم الأخرى التي أفاضها وأنار بها السيد محمد باقر الصدر (قدست نفسه الزكية)، إستفاد منها النصارى وإستفاد منها اليهود، وإستفاد منها أيضا أهل السنة، وتآمر على سيد محمد باقر الصدر، وقَتَلَ محمد باقر الصدر، وكان السبب الرئيس في تهيئة الظروف لمقتل سيد محمد باقر الصدر، ودَفَنَ علم محمد باقر الصدر، بكل ما أوتوا من قوة؛ هم أهل المذهب، وهم واجهات المذهب، }