19 ديسمبر، 2024 9:26 ص

محمد شاب عراقي من أهالي مدينة بغداد يحمل في قلبه طيبة العراقيين وفي داخله ألامهم وفي عيونه دموعهم وفي ذاكرته إحزانهم العميقة.

محمد…

لم يكن يوما من أصحاب القرار ولم يعرف يوما اللعبة السياسية وماذا تعني خسارة الجمهوريين او فوز الديمقراطيين او ثورة الربيع العربي او الصيف العربي .

ولا يعرف شيئا عن التحالفات او الائتلافات او التسقيط السياسي ولايفهم ماذا تعني قوائم مغلقه او مفتوحة  او نظام سانت ليغو

ولا يعرف الطبخة السياسية ولم يكن يوما مهتما بها .ولم يصل المنطقة الخضراء ولا الصفراء ولم يكن يوما مرشح لمجلس النواب او مجلس المحافظة او حتى المجلس البلدي.

لم تعنيه التناحرات بين الأحزاب السياسية والتيارات الدينية والقومية والطائفية.

ولايعرف شيئا عن السياسة الداخلية للبلد ولم يسئل يوما عن واردات النفط  او قانون الغاز او عن عقود المقاولات ولايعرف ماذا تعني فكرة الأقاليم.

ليس لأنه لاشأن له بالعراق؟؟ .

بالعكس فهو عراقي وربما أكثر من الكثير من الذين يجلسون على كراسي الحكم

هو من ام عراقيه ومن اب عراقي ولم يكتسب جنسية مزدوجة(تفيد وقت الفلته)

الا انه انسان بسيط .. اكتسب مهنته بالوراثة

مجرد حمال في اسواق بغداد كل همه ان يوفر لقمة خبز له ولعائلته الصغيرة

تلك العائلة البسيطة المتكونة من اب عجوز فاقد البصر ومن ام عجوز ايضا ولكن مازالت عصبية أهل الريف تجري في عروقها.

وولد صغير معوق ويتيم اسمه مصطفى

مصطفى في السادسة من العمر والذي ماتت أمه يوم ولادته هو كل شيء في حياته ويعيش لااجله.

هذا هو محمد وهذه هي عائلته

وفي يوم عراقي  خرج محمد كعادته الى العمل ويحدو به الأمل ان يعود في الظهيرة إلى بيته الصغير وفي يديه كيس من الخضار

.

ولكن مضى النهار ومحمد لم يعود الى البيت كانت في انتظاره سيارة مفخخة .

قتل محمد مع العديد من ابناء مدينة بغداد.

لم يميز الإرهابي الذي فجر سيارته بينهم هل كانوا شيعة ام سنة ام أكراد امتزجت دمائهم سوية وتناثرت جثثهم مثلما تناثرت جثة ذلك الانتحاري الذي ربما في مخيلته بأنه بعد ان قتل محمد سوف يذهب لتناول الغذاء مع النبي ولكن إي نبي هذا يرضى بقتل محمد…..

المهم إن محمد قد قتل ولكن السؤال المطروح للإجابة من قتل محمد ….؟

هل هي الطائفية المقيتة  التي يعزف أنغامها سياسينا الأفاضل لكي يحصلوا على دعم خارجي ؟؟..

ام انه الإرهاب المسموم الذي أتى من خارج العراق بعد ان حللوا له الدم العراقي
ام انه قدره انه عراقي…..
وتبقى حكومتنا المتصالحة  تحصي كل شهر كم محمد مات وكم محمد سوف يموت
والله المستعان

أحدث المقالات

أحدث المقالات