19 ديسمبر، 2024 12:45 ص

لا تزال عائلة السياسي الراحل صبيحة الثلاثاء الماضي احمد عبد الهادي الجلبي غير مقتنعةً بالوفاة الطبيعية له و مشككةً بموتهِ فجاءةً أثر (نوبة قلبية) عن عمر ناهز الـ 74 عاماً مُنهياً بها حياته السياسية نائباً في البرلمان العراقي بعد تبدد أحلامه و أماله بأن يُصبح رئيسا للجمهورية أو الوزراء في عراق ما بعد التغيير (2003م) , الذي ضحى الجلبي لأجله و كان ابرز وأهم المقربين الذين ساهموا بإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بخطورة نظام صدام على شعبه وعلى المنطقة , بل و زكى لأمريكا التي انقلبت عليه فيما بعد الأحزاب و الحركات السياسية المعارضة (آنذاك) لتدخل بعد الاحتلال أرض الوطن متبوئةً نظام الحكم الديمقراطي خلفاً للنظام البعثي الشمولي .

كان العراقيون متفائلون بـ احمد الجلبي كما عرفوا عنه خبيرا اقتصاديا و عقلا تجاريا وقد وعدهم بالأمن و الخير و الازدهار , لكن سرعان ما دارت عجلة الديمقراطية بسرعة فائقة نحو الإسلامية ورجالاتها و بعيدا عن العلمانية و شخوصها فأبعدتهُ عن طريقها .

لم ينجوا الراحل وحزبه كما بقية السياسيين و أحزابهم من الفساد وصفقاته الكبيرة والمريبة التي أوصلت البلاد لما هو عليه اليوم , فأثُيرت حوله الكثير من الملفات و الشبهات الداخلية و الخارجية , حاول الجلبي ان يُبعد نفسه عنها في لقاءاتهِ الإعلامية المُتكررة قبل وفاته بأشهر قليلة مُلوحٌ بنشره وثائق فساد خطيرة تثبت تورط كبار السياسيين و المسئولين في الحكومة , لكن الشارع لم يبرأهُ وظل متهماً له حتى بعد مماته.

رحل احمد الجلبي و لم يتحقق ذلك العراق الديمقراطي الأمن المزدهر الذي وعد به العراقيين , بل وترك قضيةً غامضةً إزاء موته .

هل قُتل الجلبي حقاً نتيجة سُمٍ دُس له كما تقول عائلتهِ التي لم تقبل بنتيجة الطب العدلي في بغداد وهو يؤكد وفاته بـ(نوبةٍ قلبية) , بل و أخذت عينات من دمه لتنقلها إلى المستشفيات الأوربية لتُحلل هناك .

و ما هو مدى خطورة تأثير تلك الوثائق التي أعدها وسربها الجلبي قبل وفاته بخمسة أيام إلى إحدى المؤسسات الإعلامية التي بدأت بنشرها وهي تُبينُ تورط أسماء كبيرة في غسيل الأموال و بيع العملات التي يشهدها البنك المركزي و المصارف الحكومية و الأهلية على حياتهِ ؟.

أم إن الجلبي وكما أشُيع من البعض , قد قتل نفسه بنفسه جراء تناوله المُفرط للكحول ليلة الاثنين أو أخذهِ لعددٍ كبير من حبات (الفياكرا) .

أم انه قد رحل إلى جوار ربه بموتٍ طبيعي أثر (نوبةٍ قلبية) صحيحة كما الناس الذين يتوفاهم الله عند مجيء يومهم وساعتهم ليقبضهُم إليه وينهي مسيرة حياتهم .

حتماً سيكشف المستقبل وعينات الدم التي نقلت إلى مستشفيات أوربا سبب وفاة احمد عبد الهادي الجلبي الذي لم يُشيعهُ العراقيون بل و انقسموا حول دفن جثمانه في صحن الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) بين قابل و رافض ليكتفي مسير جنازتهِ بالطبقة السياسية الذي أتى بها مع الاحتلال لهذا البلد و أنكرت عليه ذلك الفضل في حياته .