عندما نسمع ان قناة تبث على تردد فضائي معين ، فكل الاعتقاد ان تلك القناة تريد الربح الذي يموله الانتشار، وهي بذلك سوف تنوي ان يزيد رصيدها من المشاهدة ، لذلك تعمل على انتاج المسلسلات والاغاني والبرامج الترفيهية كي تزيد من مساحة الربح الذي تريده .
ولكن ماذا لو اختلف الامر كلياً ، ماذا لو ازداد رصيد المشاهدة الى رقم يتجاوز حتى التفكير فيه انه رقم للمشاهدين ، واعني بذلك ملايين المشاهدات كل ساعة ، وعلى مدار الساعات الاربعة والعشرين في اليوم ، ومن دون ان تقدم برنامج ترفيهي او مسلسل من انتاجها . بالتأكيد لا اتكلم عن امر غير حاصل في عالم البث الفضائي ، بل هو امر يحصل كل يوم ، وما يحصل هوفي قناة تسمى قناة البغدادية .
هل البغدادية قناة ؟ ومن قال ذلك ؟ ولكن اذكر ا ن اهل البغدادية قالوا انها تيار شعبي ، والجميع من بعد اهلها قالوا هي تيار شعبي ، فكان السؤال لماذا هي تيار شعبي ، فكان الجواب لانها قالت : )بغير العراق انضيع .. ( ولانها تبحث عن مفردة الفقير اينما تكون .
فقال الجميع هي ونحن : ايهما الأهم نحن ام العراق ؟ ومن يستطيع الاجابة على هذا السؤال عليه ان يكون متجاوزاً لكل التناقضات التي تفصل بين )نحنُ ( والعراق .
نحن والعراق صنوان أن ضاع احدهما ، ضاع الاخر، ولكن ماذا لو بدأ العراق يسير في طريق الضياع . الكثير يقولون ان العراق قوي ، لا يمكن ان يهوي ، إذن ما الذي يجعل العراق يسير بعيداً عن حافة هاوية السقوط العميق ؟ وهنا تأتي الاجابة كحقيقة واضحة ، وهي وجود الرجل الذي اختصر كل هموم رجال الشرف، الرجال اللذين شربوا الوجع المنتشر في كل ارجاء الوطن ، الرجال اللذين اقسموا ان لا يغادرالوجع مكانه مجدداً كي يدخل بيوتنا )نحن ( . وعند وجود هذا النوع من الرجال ، على الاخرين ان تقر عيونهم بالاطمئنان .
اذن ايتها البغدادية وقد اثبتي انك تيارشعبي ، فكوني انت ذلك الرجل الذي اختصر هموم كل رجال الشرف ، ثم عليه ان يقف في مكان حيث يمكن ان يراه الجميع ويهتف باعلى صوته قائلاً: من كان منكم شيعياً او سنياً مسلماً او مسيحياً ، عريباً او كردياً فليقل اني لست سوى عراقياً ، وإلا فليصمت كما لو ان لسانه قد قطع .
