12 أبريل، 2024 8:38 م
Search
Close this search box.

من قال انها إسلامية !؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تاريخ الشعوب والأمم بدأ ينجلي عنه الكثير من الغموض، فالمعوقات التي كانت تعيق ظهور الحقائق التاريخية آخذة بالإنحسار، ولتكنولوجيا المعلومات الفضل الكبير في هذا، فضلاً عن ان طلاب الحقيقة لا يتوانون في بحثهم عنها في دقائق وتفاصيل مصادرها وما بين السطور، ولما يرد فيها من أخبار وأنباء. كل ذلك جعل من السهل على المتتبع أن يرى بشكل أوضح ما كان غامضا، ويكشف عما كان غائبا أو، مغيبا. لذا يشهد عصرنا صحوة ثقافية لم يشهدها من قبل، شملت جميع المجالات والميادين تاريخيا ودينيا وسياسيا…فكان من ينادي ومن يدعو متيقناً بما ينادي ويدعو إليه بناء على معطيات تاريخية لا يدري حقيقة مصادرها، أو قد تم إشغاله عنها بطريقة أو بأخرى، وحالما كشفت الحقائق، أخذته الحيرة لتغير الأخبار والروايات، ومن ثم فرضت نفسها الصحوة.
    كانت سياسة المنطقة العربية لفترة قريبة تنادي بالوحدة، والعودة لأمجاد الماضي التليد، وكانت تعقد تلك التجمعات المسمات بالمؤتمرات كلما دعت الحاجة لحل المشكلات والازمات، والتي ما كان متيقنا لمن تعود، حاجة المواطنين، أم حاجة من يدعون تمثيلهم لتلبيتها وتحقيق مطالبهم. ومن الملاحظ أنها جميعا كانت تختم ببيان مليء بآمال عريضة توهم المتأملين بالغيث القادم. ونهاية المطاف لا تجد لها في أرض الواقع من فسحة أو نية خالصة لتتحقق. وعلى العكس من ذلك كانت يعقبها مباشرة تعقد للمشكلات وتفاقم للأزمات، وفي هذا حديث يطول. بعض من رئاسات وملوك تلك الدول المشاركة كانت تتولى عقدها، وتنصب نفسها أحيانا راعية وداعية متبنية لأهدافها، بل للمنطقة برمتها.
  لقد عاشت شعوب المنطقة لفترة طويلة معتقدة ببعض تلك الدول راعية للعروبة والإسلام، تتبنى حل مشكلات الأمة!، وتقترح الحلول!. المملكة العربية السعودية كانت على رأسها، في تبنيها عقد المؤتمرات الإسلامية على وجه الخصوص. لماذا، ففي أرض المملكة يقع الحرمين الشريفين، بيت الله الحرام، والمسجد النبوي الشريف، والأهمية التاريخية للإسلام المتمثلة بنزول الوحي، وانطلاقة الدين الاسلامي من أرض الجزيزة نحو أرض الله الواسعة، مما جعل هذه الأراضي المقدسة قبلة المسملين والمحبين. وغير ذلك، فكما ينظر إليهم، إنهم آل سعود.. لقد نشأ أبناء هذه المنطقة من العرب وغيرهم ومن المسلمين وغيرهم على هذه الفكرة وتعززت في نفوسهم حتى حفظوها لدرجة أن البعض من أبناء المملكة ركبه الكبر على عباد الله بانتسابه لها، حتى توهم أن نسب النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام يعود إلى آل سعود!، فيعود ليستدرك، ويتذكر أنها معلومة ليست صحيحة مبرراً ذلك بالسهو!. وإن تذكر هذا بعد مدة، وبعد أن قوبل بما يرده ممن يعرف أو من له أدنى فكرة عن النبي الكريم. ونقول ما وصل إليه هذا الساهي وغيره مما وصولوا إليه، هو ما عمل عليه هؤلاء منذ عقود مضت.
    أظهرت الوثائق التاريخية والتي يصرح بها اليوم علنا أن مؤسسي هذه المملكة قد وقعوا وبصموا على معاهدات ومواثيق مع الغرب تنص بشكل او بآخر، صراحة أو ضمناً أن هذه المنطقة قد تم بيعها مقابل وجود آل سعود ومملكتهم التي حوطوها بجدار من الكذب على شعبها وأمة المسلمين. لم ينس آل سعود بما تعلموه ممن أوجد كيانهم في أرض الجزيرة العربية أن يموهوا على العالم كله ويجعلوه يصدق أن لهم الأولوية في رعاية الإسلام والمسلمين، وأن لهم الحق في أن يزكوا أو يكفروا من شاؤوا منهم، رغم أن المملكة لا تحمل اسما إسلاميا !؟ المملكة العربية السعودية، هذا هو اسمها، ولكن، لماذا ليس المملكة العربية السعودية الإسلامية!!؟.
  لقد اختار آل سعود اسما للمملكة التي أرادوها عنوة لا دخل لها بأي مما توهمه للناس. ولو أنهم أرادوا أن يكونوا حماة الدين ورعاته لآثروا على انفسهم ووجودهم أن يحمل اسم المملكة طابعاً دينيا لا شخصياً أو قبليا. إن دل ذلك على شيء فهو أن المملكة لم تقم وزناً لكل ما لأرض شبه الجزيرة من قيمة دينية وتاريخية، بل على العكس تماماً، فلإستئثار بالملك فيها، وجعلها منطلقا لتحقيق مآرب كل أعداء العروبة والإسلام. ولو اتهمت هذه المملكة بكل ما هو بائن بانتهاكها الإسلام وتجنيها على المسلمين، فالحق يقع علينا، فمن قال انها مملكة إسلامية؟. حقاً، إن اسمها المملكة العربية السعودية وانتهى.  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب