عادت حليمة الى عادتها القديمة ، مثل رائع ورائع جدا ينطبق على هواة السياسة في العراق، من يفوز يسكت ومن يخسر يثور، هكذا هو المشهد عند كل دورة انتخابية، واليوم رؤوسهم محشية بالمنظر الانتخابي لا بل وجع رؤوسهم وصل إلى حد التشكيك بقدرة البراسيتومول على التهدئة ، هذه الجولة من الحرب الكلامية صارت تؤجج الحقد على المفوضية وتعيدها الى مسلمات المقاطعين من انها لم تكن يوما مستقلة ، انها تابعة للكيانات تنقلب عليها عند اي مفترق للطرق الاننخابية.
ان ما يحدث اليوم هو جزء من الكل الرافض للعملية السياسية برمتها ، وأن النتائج كانت متوائمة مع المتوقع جراء انفضاض الناس من حول الأحزاب والكتل ولم يبق لها غير المال المنهوب تشتري به الأصوات الانتخابية ، اما الاصوات المقاطعة والبالغة حسب المفوضية 59 بالمئة ، فانها هي الاصوات المدوية في فصاء الوطن معلنة التمرد الصامت على الفوضى العارمة ليتحول المشهد تدريجيا الى بانوراما للصراع ببن الحق ( المسلوب بالمال السياسي والمتمثل بنسبة 41 بالمئة ) والحق الصامت الممثل للاغلبية . وكذا هو البرلمان القادم ، هو برلمان الاقلية المشكوك في نزاهة مولده ، وحكومة عادت من جديد لتكون حكومة اقطاعيات بفعل المحاصصة، حكومة غير مجزية حسب العادة والتكرار ، وسيظل العراق يجتر المراحل بذات اامواصفات ما دام النظام برلمانيا ، والحل يكمن في وحدة الأغلبية الصامتة وبنظام رئاسي ينتخب فيه الرئيس انتخابا فرديا مباشرا ومن قبل كل المحافظات ، يكون مقبولا للجميع وهناك ستكون كلمة الأغلبية المقاطعة هي الفائزة في الامتحان المطلوب…